متى نسمع صوت الارتطام؟! ابن سلمان يقود المملكة نحو الهاوية!!!


تقول الطرفة: أن رجلا ألقى بنفسه من بناية شاهقة الارتفاع وبينما كان الرجل يتجه نحو الهاوية سأله أحدهم لماذا فعلت هذا فرد قائلا: حتى الآن كل شيء يسير على ما يرام!!.

لا دليل يشير إلى صحة تفاؤل ذلك المنتحر أن كل شيء سيبقى على ما يرام بعد أن أصبح الارتطام بالقاع محتما.

الآن تكاثرت الآراء التي تشير إلى أن سياسات آل سعود الخرقاء قد تحولت مع الوقت من فشل سياسي يمكن التكيف معه ومع نتائجه إلى فشل وجودي يهدد الكيان السياسي للمملكة وليس فقط استمرار الأسرة الحاكمة حيث هي.

قبل يومين كتبت أسرة تحرير جريدة الواشنطن بوست رأيها حول تعيين ابن سلمان وليا للعهد معددة الإخفاقات التي قاد إليها المملكة وأهمها حرب اليمن الفاشلة التي تسببت في قتل عشرات الآلاف من البشر وهلاك آلاف آخرين بسبب الحصار والأوبئة والمجاعة فضلا عن ارتكاب جيش آل سعود لجرائم حرب وثقتها منظمات حقوق الإنسان مع التأكيد على هزيمتهم في هذه الحرب واستحالة تحقيق أي انتصار سعودي فيها.

وقبل أن يضع آل سعود حدا لهذه الحرب ويبدو أنهم لا يرغبون ولا يقدرون على الخروج من هذا المستنقع، إذا بهم يشعلون أزمة أخرى مع حليفهم القطري ويتقدمون بعدد من المطالب تستغربها الواشنطن بوست وترى استحالة الاستجابة لها.

لا ننسى بالطبع التورط السعودي في المأساة السورية وأن ليس بوسعهم التنصل من هذه الكارثة التي ستطالهم تبعاتها طال الوقت أم قصر وهي تبعات لا تقل خطورة عن الأزمة القطرية بل هي أخطر.

راهن السعوديون في الأزمة السورية على مجيء الجيش الأمريكي لإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد وعرضوا القتال تحت إمرته رغم علمهم أن الجيش الأمريكي لن يأتي أبدا كما صرح بذلك روبرت فورد سفير أمريكا السابق في دمشق!!.

لن ينتصر آل سعود في اليمن كما تجزم الواشنطن بوست، أما أزمة قطر فستتواصل دون تحقيق أي نتائج حاسمة وستقود شعب الله الخليجي المختار إلى مسارات مختلفة تماما عن تلك التي تصورها عبقري آل نهيان!!.

الأزمة القطرية أظهرت انحسار النفوذ السعودي في المنطقة والعالم ويكفي أن الصومال الفقير رفض العروض المالية السعودية مقابل المشاركة في الحملة على قطر فضلا عن باكستان والمغرب وتونس.

لم يبق إذا سوى الرهان على الإسرائيلي الذي يعيش بدوره فوبيا تكرار الهزيمة في لبنان خاصة مع التحولات الكبرى التي تشهدها المنطقة بعد هزيمة الإرهاب في سوريا والعراق وفشل رهان الإطاحة ببشار الأسد.

يبقى السؤال: متى سنسمع الصوت المدوي للارتطام وهل سيكون ابن سلمان وحده أم سيكون معه باقي الحلفاء والأصدقاء؟!.