سيف الإسلام مطلب شعبي أم ضرورة وطنية


رحل الزعيم الليبي معمر القذافي، بعد 42 عاماً على الحكم، لكن لم يكن رحيله عادياً، بل تم وفق مؤامرة خارجية، أدت إلى استشهاده على يدّ قذائف حلف الناتو، ووكلائهم من المليشيات المسلحة، وذلك في نهاية مروعة لتدمير ليبيا ابتداءً من رئيسها، في هذا الإطار، ذكرت مجلة  The Economist البريطانية عبر صفحاتها، "إن المزاج الوطني قد يتغير حيث ينظر العديد من الليبيين إلى عهد القذافي على أنه وقت استتقرار مهما كانت وحشية النظام ومهما كانت تصريحات الديكتاتور غريبة".

من هذه الجزئية بالذات، وفق ما ذكرته المجلة، يتبين حجم الحقد الذي يكنه الغرب على الدولة الليبية القوية، اقتصادياً وجغرافياً، وفق ما صاغته في خبرها، في وصف لعهد القائد معمر القذافي، ومن جانب آخر، يُعتبر اعترافاً ضمنياً أن معظم الشعب الليبي يفضلون قائدهم الراحل، على ديمقراطية الغرب الكاذبة.

ثورات الربيع العربي التي ابتدأت في تونس، وانتقلت حتى وصلت إلى ليبيا ومصر وسوريا والجزائر والسودان،  لم تكن وليدة الصدفة، بل هي مؤامرات بالجملة أُحكيت لأغراض سياسية إرهابية بحتة، تتدرج من خلالها خطوط السياسة الغربية الحاقدة على رؤساء الدول، الذين انتهجوا خلال حكمهم فكرة النضال العروبي والقومي، وتمسكوا بالقضية الفلسطينية كحق للشعب الفلسطيني المنكوب منذ 73 عاماً.

في ذات الإطار، فق كان لدور القائد معمر القذافي، في المحافل الدولية تأثيراً كبيراً في خطاباته التي تنادي بوحدة الصف العربي، ومناهضة الاحتلالين الصهيوني والغربي، الذي يفرض أجندات سياسية خاصة به إقليمياً ودولياً، لتنفيذ ما يُسمى "الشرق الأوسط الجديد".

هم أرادوه وفق أدبياتهم السياسية العنصرية، لخدمة مصالحهم الحيوية في المنطقة، وتم فعلاً إعمال الفوضى في الدولة الليبية، ليحدثوا انقسامات أدت إلى تدخلات متعددة من مجموعة أطراف دولية، بدأت بتقاسم الأدوار لتحقيق السيطرة وتغبير المشهد الليبي، ليس فقط السياسي، بل حتى الداخلي القائم على التنوع الاجتماعي.
 
ليبيا الغنية بالنفط، والتي تعتبر أكبر الدول الإفريقية باحتياطي النفط، وثالث أكبر الدول التي تُصدر النفط لأوربا، بعد النرويج وروسيا، لن تبتعد عن عدسة المجهر الغربي، وعلى مدى عشر سنوات، وليبيا تدفع ثمن صراعات دولية مسلحة، فرضتها قوى حلف الناتو، لكن الشعب الليبي الذي أدرك حجم المؤامرة التي فُرضت عليه، بات يُدرك أن الانتخابات الرئاسية القادمة في 24 ديسمبر/كانون الأول، ستشكل الرافعة التي بها ستنتهي سنوات الصراع المسلح والتدخل الأجنبي للبلاد، عبر مرتزقة عاثوا في ليبيا فوضى ودمار ونهب.
 
وعليه يُعد ترشح نجل الرئيس معمر القذافي سيف الإسلام القذافي، وبعد هذه السنوات الظالمة للشعب الليبي عموماً، ولعائلة القذافي خاصةً، فرصة كبيرة لإعادة مجد ليبيا واستقرارها الأمني والسياسي والاقتصادي، عبر الحد من تدخلات القوى الخارجية، التي لا تريد استقرار ليبيا لمصالح خاصة بها، أولها تفتيت القارة الإفريقية، وتحويلها إلى مناطق منقسمة ليسهل عليها استغلال طاقاتها ومواردها البشرية والاقتصادية، وبالتالي إضعاف منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، والمنطقة الإفريقية بشكل خاص، خاصة تلك الدول التي تناهض السياسات الغربية المتصهينة.
 
في المحصلة يترقب الشعب الليبي إجراءات الحكومة الليبية الحالية، لحين تأمين إطار قانوني وانتخابي، يصب في مصلحة الشعب الليبي، وينهي الانقسامات الحاصلة، وتنتهي الانتخابات بكل يُسر وآمان، لتحقيق العدالة التي ينشدها مواطنوا الجمهورية العربية الليبية، وليعود حكم القائد المناضل عبر تولي سيف الإسلام القذافي زمام النهوض بوطنه العظيم ليبيا.