العراقيون يقررون مستقبل بلادهم وليس المشروع الغربي!.


العراق ليس احجية ايها السادة حتى يخضع لمزاج هذا المحلل السياسي او ذاك خصوصا في هذه المرحلة الحساسة التي تسبق تشكيل الحكومة العراقية القادمة !.
الشيء المحزن ان الذين انبروا وينبرون للحديث عن الاوضاع السياسية القادمة جزء من العملية السياسية وافادوا منها ايما افادة في مواقع الدولة المختلفة واليوم يبرأون منها ومن جيل التأسيس الاول ويبثون سموم تأويلات وتحليلات ويتحدثون عن ارقام وسيناريوهات انقلابية ذات طابع دولي وكان العراق اشبه بالجزيرة الخالية من القانون والرجال والنظام او كأن العملية السياسية التي تعيش مخاض ما قبل تشكيل الحكومة الجديدة ايلة للانهيار ولم يبق الا الدولي يأتي بجنده واساطيله للاطاحة بها وبرموزها وقادتها في حين يقف المتحدثون والمحللون الذين يظهرون على شاشات الفضائيات المسمومة على التل يتفرجون على مشهد محاكمة قادة العملية السياسية الذين سيساقون الى منصات الاعدام كما تساق الخراف !.
ما يجري اسفاف سياسي لايصمد امام حقائق الواقع السياسي والاجتماعي وعناصر القوة التي يتمتع بها المجتمع العراقي وهي عناصر لم يلتفت اليها المتحدثون والمرجفون وهم يهيأون الارضيات المكذوبة للطعن بالحكومة العراقية القادمة واظن ان المقصود بالتهويل التعويل على الكذبة كخطوة اولى في محاولة ايهام الشعب العراقي ان الانقلاب العسكري قادم وان السياسة الدولية (الامريكية) بصدد تغيير نظام الحكم في العراق !.
مايفترض ان يكون واضحا عند العراقيين امر في غاية الدقة وهو ان الاطار التنسيقي بصدد اختيار شخصية قادرة على ادارة اوضاع العراق بقيام حكومة سماها الاطار بحكومة الخدمة الوطنية .. وامر استمرارها من عدمه يكمن في النجاح الذي ستحققه او الفشل الذي ستمنى فيه في حال لم تستطع تقديم الخدمة الوطنية للشعب العراقي .
الامر الاخر ان هذه الحكومة لن تكون حكومة الاطار التنسيقي وحده دون بقية القوى الوطنية العراقية وان رئيس الوزراء القادم لم يكون اطاريا على حساب التيار الصدري على سبيل المثال .. ان الرئيس القادم سيكون رئيس 40 مليون مواطن عراقي كلهم يتوقعون منه تقديم الخدمة وتصحيح المسارات المعوجة وتمكين العراقيين من انفسهم وتحقيق اهداف العراقيين في العدالة الاجتماعية والمساواة والحقوق المدنية والعيش المشترك في ظل القانون والنظام .
النجاح اذن هو فيصل استمرار الحكومة من عدم استمرارها وليس الحملة الدولية التي يروج لها المرجفون والمتصيدون في الماء العكر والاهم هؤلاء الذين كانوا يراهنون على حراك تشرين قاعدة للوصول الى السلطة !.
نود ان نقول لهؤلاء المرجفين والخائفين والحاقدين على مستقبل العراق .. لا احد يبرئ العملية السياسية من الاخطاء الفادحة التي وقع بها السياسيون ولا احد يعصم الدولة العراقية من الخطأ لكن لابد من ادراك ان الخطا وارد وان الابتعاد عن القانون والنظام بكثرة المفاسد والخطايا وارد ايضا لكن العبرة في الخواتيم وبوجود المخلصين من ابناء العراق الذين سيتابعون المسيرة بالتسديد ويقطعون الطريق على الاثم والعدوان والفساد والمفسدين الذين يحاولون استهداف التجربة الديمقراطية في العراق واسقاطها خدمة للاغراض الدولية ولا اظن ان اسرائيل بعيدة عن الاهداف التي يشتغل عليها هذا النفر الضال !.
من سيحكم على هذه الحكومة بالفشل اذا ماتشكلت هم العراقيون بارادتهم الوطنية الحرة ومن يحكم عليها بالنجاح هو اداؤها واسلوبها في ادارة اوضاع العراقيين وطريقتها في تصريف شؤونهم وليس العامل الدولي الذي سيأتي عبر البحار والمحيطات لاسقاط التجربة !.
اخيرا اقول :
ان زمن ابو علي الشيباني انتهى ومن السذاجة قياس المصالح الوطنية وتشكيل الحكومة واستمرارها من عدم الاستمرار من خلال لغة الاوهام وكلام الملايات .. هذا الكلام الذي يردده البعض هذه الايام على تويتر او في القنوات التلفزيونية .
ان الاحرار هم الذين يصمدون في لحظات التحدي والبطل في التاريخ لن يتخلى عن هدف حماية سيادته ولو وصل الغزاة الى ابواب دولته .. فكيف يصلون وفي العراق عيون الرجال .. هذا ان وصلوا وتحققت نبوءة الشيباني او فائق الشيخ علي !!.