هدنة روسية بين الرفض الأطلسي والإستهداف ..


بستة وثلاثين ساعة اعلنت روسيا الهدنة ، ورفض اطلسي يخفي الكثير من معالم الحرب البرية ، ما أسباب الهدنة ، وكيف تنظر لها الولايات المتحدة الأميركية والغرب ؟

طبعا دخل وقف إطلاق النار ،المعلن من قبل روسيا ،حيز التنفيذ منتصف الجمعة حتى نهاية يوم السبت ، ولكن هناك دلالات صادرة عن القوى والأطراف الغربيين الداعمين لأوكرانيا ،وتحديدا كييف ، التأكيد على رفض هذة الهدنة التي أمر بها الرئيس بوتين بطلب من بطريرك الكنيسة الروسية ، إلا أن الولايات المتحدة وحلف الأطلس قللوا من شأن الهدنة ، ولاذو بتصريحات تعتبر بمثابة الرد المباشر عليها ، بدعمهم لأوكرانيا عسكريا ولوجستيا وماليا وإلى ما هنالك من عتاد حربي إضافي لأوكرانيا ، بالرغم من أن الهدنة ليس لها دوافع أو جوانب اخرى كما تدعي بعض الأطراف ، بقولهم أن روسيا بحاجة لأن تلتقط أنفاسها بعد المعارك الطاحنة ، ولكن السؤال هنا موجه لأصحاب الخبرة العسكرية ، هل برأيكم ٣٦ ساعة تكفي لإستراحة الجنود ؟ هل كافية لإرسال تعزيزات وما شابه ؟ أعتقد كلا ، فإذا كل التصريحات المنبثقة من هنا وهناك من قبل المسؤولين الغربيين لا تتوافق مع الواقع قطعا ، وبالتالي الهدنة بهذة الحالة تكون اقترحت بمناسبة أعياد الميلاد لكل من روسيا وأوكرانيا ، لأن تربطهما قداسة الأعياد ومن حق كلا الشعبين الاحتفال بهذة المناسبات ، لذا تقدير الموقف هنا يستوجب قولا وفعلا إثبات مصداقية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تجاه الشعب الأوكراني ، وأن روسيا لا تقاتل الشعب ، وإنما رؤوس الحرب الأوكرانيا التي دفعت بها الولايات المتحدة لمحاربتها ، وإضعاف روسيا وتفكيك وحدتها ، وذلك من خلال المشهد ، أن روسيا تعلن الهدنة ، والغرب يرفضها ويقول سوف نستمر بالقتال ولا نريد هدنة لساعات ، عدا عن تجاهلها ، أيضا كييف أعدت غطاء التعزيزات بجاهزية كاملة لمواجهة روسيا ، وقد كشفت وزارة الدفاع الأميركية بصدد حزمة من المساعدات الجديدة لأوكرانيا ،تضمن مركبات قتالية ومدرعات وبطاريات صواريخ باتريوت ، فيما أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مواصلة دعمه لأوكرانيا ، بينما رأى جو بايدن أن بوتين يحاول كسب الوقت ، ولكن حقيقة الأمر بالنسبة لقادة الغرب والأطراف والقوى المهيمنة على روسيا ، هي أنها ترى ليست من مصلحتها وقف إطلاق النار ، وإنما انتهاز الفرصة لتحقيق هدفهم وهو هزيمة روسيا وإنهاكها عسكريا واستراتيجيا وسياسيا ، نعم تلك المواقف تشير إلى أن هناك أهداف تسعى إليها واشنطن من خلال الرفض والدعم ، متجاهلة بذات الوقت المشاكل الداخلية التي تلاحقها ، والفوضى إذ لاحظنا غضب عارم من قبل المواطنين الأوروبيين قد نزلوا إلى الشارع للتظاهر ضد هذة الحرب ، التي فتكت بالمواطنين بدءا من ارتفاع الأسعار وصولا لقطاع الزراعة الذي يواجه مشاكل عديدة في نقص الأسمدة وسلاسل الإمداد وغيره ، وكل هذا نتيجة السياسة الغربية الإستعمارية التي لم تكترث يوما  حتى في مواطنيها ، فهي تهتم فقط لشؤون سياستها ومصالحها ، وبالتالي هذا الإنحدار الخطير يؤشر إلى أن شعوب الغرب بدأت حرب بالإتجاه المعاكس ليرتد على جنوب الكرة الأرضية .

وبالتالي أعتقد أن النتيجة الإيجابية ستكون لصالح روسيا ،على عكس ما يرى مراقبون ، لأن هناك فرق شاسع ما بين ردود أفعال واشنطن والغرب وكييف على هذة الهدنة ، ومابين العنوان العريض الذي سيسطره بوتين لاحقا ، وإذا قرأنا ما بين السطور ، أو بالعمق الذي يفكر به بوتين ، قد تكون هذة الهدنة ، رسالة صون كرامة الطرف الذي يهدد ويتوعد ويدعم ، أو  تكون إهانة للزيلينسكي نفسه قبل هزيمته  وفي مقدمته الراعي الأكبر لمحاربة روسيا .