سعود الساعدي
أدركت الأجهزة الاستخبارية أهمية وسائل الإعلام ودورها في المجتمعات منذ زمن بعيد لاسيما أنهما يشتركان في ميزة جوهرية وهي توجيه الرأي العام بما يخدم أجندة النظام الحاكم لتحقيق أهدافه أو النيل من الجهة أو المجتمع أو الدولة المُستهدفة عبر التسقيط أو التضليل أو التحريف أو التخريب وإثارة الفتن. ومع انتشار أجهزة الجيل الرابع من وسائط تكنولوجيا الإعلام والإتصالات الرقمية والفضائيات وشبكة الانترنت...
لم يتوقع العراقيون ان يمر عليهم اسوأ من عقد الانقلابات -بين عامي ١٩٥٨ و ١٩٦٨ سبعة انقلابات- فتفاجئوا بتسلط حزب البعث! ولم يتوقعوا ان يحكمهم مثل صدام لكنه ذبحهم! ولم يتوقعوا ان تمر عليهم اسوأ من حرب غزو ايران ففاجئهم بغزو الكويت وما تبعها من مجازر الغزو الأمريكي الأول عام ١٩٩١ ! ولم يتوقعوا أسوأ من سنوات الجوع والحصار الاقتصادي في التسعينيات وكانوا يتمنون ان يحكمهم يهودي ولا صدام كما كانوا...
نحن نعيش في مرحلة تاريخية استثنائية سيطر فيها التافهون على الواقع العام. هذا ما يؤكده المفكر "آلان دونو" في كتابه المثير "نظام التفاهة" فالرموز والشخصيات واللغة والأعراف والقيم والأدوات والثقافة التافهة هي من تتصدر المشهد وهي ليست حالة فوضوية أو غير منسجمة أو نتاج سوء تدبير أو مجرد صدفة! كلا بل هي تعمل كمنظومة متكاملة تشيع السطحية والسخافة والسذاجة والبلاهة لبناء أجيال قطيعية فارغة...
كما أن أهمية الإنتخابات الأميركية عالميا تتأتى من انعكاس سياسات واشنطن والرئيس الأميركي المنتخب على دول العالم عموما كونها القوة العظمى دوليا والأكثر تأثيرا في الميادين العالمية، تتأتى أهمية الإنتخابات الإيرانية من كون إيران القوة العظمى إقليميا والأقدر على الفعل في الميادين الإقليمية فضلا عن أدوارها على الساحة الدولية ومعادلاتها وارتداداتها على توزانات القوى فيها مع تزايد الطموح الإيراني...
عندما تتكرر المآسي والاحزان، وتتجدد المجازر والمقابر، لتتوالى الكوارث السياسية والزلازل الاجتماعية، ويواصل منبع الدم سيلانه دون انقطاع، وتصبح ثقافة الموت بالجملة وبالتقسيط أمرا عاديا! ليس موت الحياة، وهي الشهادة التي تخلد المُضحي وتحيي أموات الحياة، الذين عاشوا باجسادهم دون ارواحهم ونفوسهم ووجودهم. وإنما ثقافة حياة الموت واموات الحياة، التي تستهدف قيم الكرامة والحرية والشعور بقيمة الوجود...
عندما اضطرت أميركا للمجيء بالمقبور صدام بعد “اغتيالهما” للرئيس البكر بإبرة إنسولين مسممة من أجل دفع صدام – بعد اشتراط واشنطن عليه- لغزو إيران وإسقاط ثورتها الصاعدة إقليميا و وأد ثورة العراقيين المتوقعة ضد النظام البعثي. عندها قال المقبور خير الله طلفاح “خال صدام” لإبن إخته: “هد چلابهم عليهم”. اي ادفع شيعة العراق -الكلاب- لقتل شيعة إيران. قتل صدام الشباب العراقي المؤمن على...
حرب المصطلحات هي حرب على معاني ومضامين الكلمات وتلاعب بتوجهات الرأي العام تقودها غالبا قوى الإحتلال وتهدف لما يلي: ١/ احتكار إنتاج المصطلحات. ٢/ تعبئة المفردات بمضامين تضليلية. ٣/ تحنيط وتجميد المفردات بمعان محددة. ٤/ “اعتقال” عقول وتفكير الناس وحبسها في قفص مصطلحاتهم. ٥/ إدامة الإحتلال اللغوي والثقافي. ٦/ صناعة معاجم وقواميس لغوية احتلالية ثابتة. تنتفع بعض القوى المتخادمة أو...
"علاقات هشة وقلقة ومتذبذبة" هو أقل ما يمكن أن توصف به العلاقات بين الدولة العراقية وبين المملكة العربية السعودية تأريخيا، فبإستثناء فترة العدوان الصدامي على إيران في حرب الثمان سنوات 1980- 1988، والتي شكلت مرحلة تحول فارقة واستثنائية في طبيعة العلاقات بين البلدين، تحول فرضته المصالح المشتركة والدوافع "الدولية" المتخادمة آنذاك أيضا، لإسقاط الدولة الناشئة في ايران وإحباط حركة ثورتها...
New Posts