موقف جمهورية ايران الاسلامية من العراق في السياسة الامنية - السياسية - الاقتصادية - الاجتماعية  بعد تنظيم داعش الإرهابي

تعد علاقة الجمهورية الاسلامية في ايران مع الدولة العراقية علاقة ( استثنائية) بكل المقاييس ، وتحديدا بعد سقوط البعث المجرم.

فالمشاكتركات التي تجمع البلدين والشعبين اكثر من سائر الدول الاخرى.
فالحدود الجغرافية هي أطول حدود للعراق قياسا مع سائر دول الجوار، والاشتراك في الانتماء الديني والمذهبي لا يقاس بأية دولة من دول الجوار والمنطقة ،وبخاصةٍ بعد انتصار الثورة الاسلامية، وتحول ايران الى دولة اسلامية وفق المذهب الجعفري ولأول مرة في تاريخ التشيع بعد حكم الإمامين أمير المؤمنين وألامام الحسن عليهما السلام .
فلأول مرة ومنذ قرون يصبح على راس نظام الدولة رجل دين ومرجع الامة ليقود اكبر دولة في المنطقة وفق النظرية الاسلامية الحقيقيةِ ، ويحول الاحكام الفقهية والتشريعات النظرية الى قوانين عملية في دولة دستورية .
الاختلاط الاجتماعي هو الاخر يعيش حالة من التميز بعد فتح الحدود ودخول مئات الألاف من الزائرين الإيرانيين الى العتبات المقدسة في العراق .
المصالح المشتركة زادت من قوة العلاقة بين البلدين وأصبحت هذه المصالح مصيرية بينهما حفاظا على وحدة وتماسك الدولتين والشعبين.
بعد سقوط البعث المجرم، واحتلال العراق  كانت امريكا تمني النفس من اجل تنفيذ مشروع الشرق الاوسط الجديد ( الكبير) في المنطقة ، من خلال زرع التفرقة الاجتماعية والسياسية( القومية والمذهبية) ، وقد عملت بكل استطاعتها لأجل ذلك، وكان اخرها الارهاب الداعشي ، الذي كاد ان يفتك بالدولة والمجتمع معا.
كان موقف الجمهوريةِ الاسلامية في ايران من ابرز المواقف الامنية والسياسية من بين كل دول العالم، فإيران تعلم ان تفكك الدولة العراقيةِ وتقسيمها يؤدي بالضرورة الى تقسيم ايران وسائر دول المنطقة التي يتكون مجتمعها من قوميات واديان ومذاهب مختلفة .
من هنا فان وحدة المصير المشترك بين الدولتين والشعبين جعل البلدين في خندق واحد ضد الارهاب والدول الداعمة له ايضا .
قبل ذلك فان موقف ايران من الاحتلال الامريكي هو الاخر يعتبر موقفا متميزا من بين سائر دول العالم بلا استثناء ، ففي الوقت الذي أعدت امريكا وحلفاؤها العدة لاحتلال العراق كانت دول الجوار والمنطقةِ ما بين مؤيدة ، وقد حولت أراضيها الى قواعد امريكية للغزو، او رافضة الا انها تنتظرُ المتغيرات التي تحصل على الارض ، او انها رافضة للتجربة السياسيةِ في العراق بعد الاحتلال ، بينما الدولة الوحيدة التي استطاعت ان تفرق ما بين الاحتلال والتعاطي معه بكل قوة من خلال دعم الشعب العراقي للدفاع عن نفسه ضد الاحتلال ، وبين التعاطي مع التجربة السياسيةِ الجديدة في العراق ، فإيران اول دولة فتحت سفارتها في العراق بعد عام ٢٠٠٣ وكانت داعمة للقوى السياسيةِ .
بهذا الدعم السياسي والمقاومة أعطت للعراق هيبة واقتدارا ، فهي دعمت المقاومة التي اقرتها الشرائع السماوية والقوانين الدولية ، وكذلك ساعدت القوى السياسة على الصعيد الدبلوماسي في المجالات المختلفة ومنها لاعتراف بالتجربة السياسيةِ الجديدة .
ان ايران من الدول القلائل التي تربطها علاقات اجتماعية وسياسية مع مختلف المكوناتِ العراقية ، وكان الوجود الايراني او( النفوذ) لم يكن ينتهك سيادة الدولة او استقبال القرار العراقي .
يقول رئيس البرلمان العراقي الاسبق محمود المشهداني ( ان ايران في حواراتها السياسيةِ وبخاصةٍ ايام تشكيل الحكومات كانت تُريدُ ان تقرب وجهات النظر بين الفرقاء السياسين العراقيين دون اكراه او تهديد ، على خلاف النفوذ السياسي الامريكي ومن يدور في محورها ، فقد كان تدخلال خشنا و( فجًّا) يستبطن التهديد، بل احيانا كثيرة تظهر التهديد والوعيد ، وتقول اذا لم تنفذوا ما نريد فان داعش والجماعات الارهابية ستدخل محافظاتكم ).

بعد الانتصار على داعش الإرهابي تبين للعراقيين الدور الكبير الذي لعبته ايران في مساعدة العراقيين بالمال والسلاح والرجال .
الانتصار على الارهاب انعكس ايجابا   على استقرارالعراق اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا، وكان موقف الجمهوريةِ الأسلامية متميزا في دعم العراق اقتصادياً وتجاريا، في الوقت الذي ادارات اغلب دول الحوار ظهرها وقطعت علاقاتها الدبلوماسية معه .
الغاز الايراني يصل الى محطات تشغيل الطاقة الكهربائية في العراق ، كما ان الطاقة الكهربائية الايرانية تصل الى العراق عبر المحافظاتِ الحدوديةِ بين البلدين، بالرعم من ان العراق لم يسدد ما بذمته من ديون لايران بسبب العقوبات الامريكية التي تهدد بها العراق .
بعد الانتصار على داعش ازدادت العلاقات والوشائج الاجتماعيةِ اكثرُ من ذي قبل بين البلدين والشعبين ، فالمواكب الحسينية ذهبت الى ايران والتقت بالامام الخامنئي ( دام ظله)، واستمع العراقيون الى كلمات الثناء والمديح من قائد الثورة الاسلامية بحق الشعب العراقي .
بالمقابلِ فان بيوت العراقيين قد فُتحت لاستقبال الزائرين الإيرانيين في زيارة الأربعين الى ابي عبد الله الحسين عليه السلام وغيرها من المناسبات الدينية .
هذه العلاقات السياسيةِ والامنية والمصالح التجارية والاقتصادية فضلا عن الوشائج الاجتماعيةِ ترسخت اكثرُ من اي وقت مضى بعد ان  مرت على العراق محنة الارهاب الداعشي ، حيث اتضح للعراقيين طبيعة مواقف دول الجوار والعلم متوجهة وموقف الجارة ايران من جهة اخرى، بمعنى اخر تبين للعراقيين الموقف الايراني المتخندق مع العراق في خندق واحد ضد الارهاب وبين مواقف اغلب الدول التي اكتفت بالتصريحات الجوفاء ناهيك عن اغلب دول الخليج وأمريكا الداعمة والموسسسة للارهاب الداعشي .