تفجير البصرة …. رسائل مبطنة!!!
من الغريب أن تشهد مدينة البصرة بعد سنوات من الأستقرار والأمان والهدوء تفجيراً بدراجة نارية مفخخة تستهدف المدنيين في وسط المدينة لتسقط شهداء وجرحى من أبناء هذه المدينة العزيزة.
ولو حدث هذا التفجير في مكان آخر أو زمان آخر لكان المشهد عادياً في بلد مثل العراق ، ولكن نوع التفجير والتوقيت والمكان ، جميعها رسائل مبطنة الى جهات معينة ، وقد يكون هذا جرس الأنذار قبل وقوع الكارثة ، لعل البعض يعتقد أن هذا السيناريو متشائم وبعيد عن الواقع ولكن العديد من الجهات تلوح في حال عدم القبول بنتائج الأنتخابات الحالية سنذهب الى الفوضى والأقتتال الداخلي.
واليوم تأتي تفجيرات البصرة كجرس أنذار يرافقه العديد من الحوادث الصغيرة المتناثرة هنا وهناك ، ولكن بمجموعها تشكل صورة قاتمة للمشهد القادم ، فوجود عبوة ناسفة وهمية في مدينة الصدر وسيارة مشتبه بها في الكرادة مع بعض التعرضات لعصابات داعش على مناطق لم تكن ضمن تحركات هذه العصابات الأرهابية ، كلها تبعث رسائل عدم أطمئنان للوضع الأمني القادم الذي يشوبه عدم أستقرار سياسي وتوتر عالي بين القيادات ، وأشياء كثيرة تحدث وراء الكواليس ما يرشح عنها خطير للغاية.
كان الجميع يتوقع أن تكون الأنتخابات مخرجاً للأحتقان والأنسداد السياسي ، ولكن مخرجات هذه الأنتخابات للأسف أصبحت مصدراً للفوضى ، وهناك شارع متظاهر حول نتائج هذه الأنتخابات ، وتدخلات أصبحت واضحة في الانتخابات ونتائجها وتزوير واضح من خلال أرقام وحقائق وأدلة معروضة أمام القضاء العراقي.
يبقى على قادة هذا البلد أن يجدوا مخرجاً للأزمة الحالية قبل أن تتفاقم الأمور الى درجة يستعصي معها الحل ، وعدم الذهاب الى الطرق المسدودة وترك نافذة الخروج متاحة حتى ننأى بشعبنا عن هذه المخاطر ، فلم يعد الشعب يتحمل المزيد من الدماء والتضحيات من أجل مغانم السلطة يتنعم بها حواشي السلاطين وجموع الشعب تتضور جوعاً ، وتزداد معدلات الفقر سنوياً في بلد أعطاه الله كل مقومات العيش الرغيد.
كل الخلافات مقبولة أذا بقيت ضمن أطارها السياسي والتنافس الشريف ، ولكن جل ما نخشاه هو أن يتحول هذا الخلاف الى دماء يدفعها الأبرياء من أبناء الشعب ممن ليس لهم ناقة ولا جمل في هذا الصراع.
سننتظر نتائج هذا التفجير ومن كان وراءه ، وهل سيكون الأخير أم هو شرارة لسلسلة أحداث دامية قد تضرب مدن العراق الآمنة مع تصاعد الخلافات السياسية وصراع الطبقات السياسية على المغانم؟.
التعليقات