من هو الحلواني الذي بنى مصر؟!.
اللي بنى مصر الحلواني وليس الوهابي!!
في العام 1992 عرض مسلسل (بوابة الحلواني) على الفضائيات المصرية مرفقا بأغنية المقدمة التي يغنيها الفنان المصري علي الحجار.
كتب كلمات الأغنية الشاعر الراحل/ سيد حجاب وهي تقول: بندق ندق بوابه الحياة للإيدين قومي/ قومي افتحي لولادك الطيبين قومي/ اللي بني مصر كان في الاصل حلواني/ وعشان كدة مصر يا ولاد حلوة الحلوات/ وادي وبوادي وبحور وجسور ومواني/ توحيد وفكر وصلاه تراتيل غنا وابتهالات/ وكل دا في مصر ياولاد/ مصر يا ولاد حلوة الحلوات.
والنص متاح على الإنترنت لمن أراد قراءته كاملا.
من هو ذلك الحلواني صاحب البوابة الذي بنى مصر والتي يسعى الوهابيون لهدم ما تبقى من أساسها الحضاري.
ورغم أن المسلسل كان يتناول تاريخ مصر في عهد الخديو إسماعيل إلا أننا لم نحصل على إجابة شافية عمن يكون هذا (الحلواني) الذي ارتبط اسمه بكل هذه المعاني.
في موقع اليوم السابع بتاريخ 4-4-2020 كتب محمد عبد الرحمن أن الكلمات (ربما جاءت لتعبر عن الروعة والجمال الذى أسس عليها القائد الفاطمى مدينة القاهرة. حيث تمر اليوم الذكرى 1050، على بدء القائد الفاطمى جوهر الصقلى في إنشاء الجامع الأزهر، وذلك في 4 أبريل عام 970 م، وهو مؤسس مدينة القاهرة وباني الجامع الأزهر وهو من أقام سلطان الفاطميين في الشرق وهو فاتح بلاد المغرب ومصر وفلسطين والشام والحجاز. ويبدو أن الأغنية التي تغنى بها على الحجار، ولا تزال واحدة من أيقونات أغانى المسلسلات المصرية، كانت تعبر عن حقيقة القائد الفاطمى، فحسبما ذكر الكاتب محمد الفقى في كتابه “الخرتية” فإن جوهر الصقلى، كان حلوانيا، فكان يعمل صنايعى حلويات في صقلية بعد التحاقه بجيش الفاطميين. وكشف الباحث الأثري سامح الزهار عن أصل عبارة “اللي بني مصر كان في الأصل حلواني” قائلا: “جوهر الصقلي” باني القاهرة الفاطمية حيث تعود أصوله إلي الأرمن في كرواتيا وقد ولد وعاش فيها قبل ان ينتقل إلي صقلية التي ذاعت شهرته و صيته بها، وكان يجيد صناعة الكنافة والحلوى قبل ان يباع كمملوك للخليفة المنصور بالله الذي ألحقه بالجيش وترقي فيه حتى صار أشهر قواده و لذلك سمى بالحلواني).
ورغم أن الأرمن ينتمون إلى أرمينيا وهي الآن دولة مستقلة وليس كرواتيا التي هي جزء من يوغسلافيا السابقة كما أن تسمية القائد جوهر بالصقلي تشير لأصله الصقلي أو لجزيرة صقلية وهي جزيرة بالبحر الأبيض المتوسط تتبع الآن لإيطاليا لكنها في العصر الفاطمي كانت تابعة لمصر.
الحلواني إذا شخصية أخرى أسهمت في تأسيس الدولة الفاطمية والنقل عن المقريزي في اتعاظ الحنفا والذي نقل بدوره عن ابن خلدون.
قال المقريزي والنقل بعضه عن ابن خلدون:
وكان الإسماعيلية من الشيعة يذهبون إلى أن الإمام من ولد جعفر الصادق هو إسماعيل ابنه من بعده وأن الإمام بعده ابنه محمد المكتوم وبعده ابنه جعفر المصدق وبعده ابنه محمد الحبيب.
وكان باليمن من هذا المذهب كثير بعدن في قوم يعرفون ببني موسى وكذلك كان بإفريقية من لدن جعفر الصادق في كتامة تلقوا ذلك من الحلواني وابن بكار داعيتي جعفر الصادق حيث أوفدوا إلى المغرب رجلين: أحدهما الحلواني والآخر أبو سفيان وقالوا لهما: إن المغرب أرض بور فاذهبا فأحرثا حتى يجيء صاحب البذر.
فسارا ونزل أحدهما بأرض كتامة فمالت قلوب أهل تلك النواحي إليهما وحملوا إليهما الأموال والتحف فأقاما سنين كثيرة وماتا وكان من إرسال أبي عبد الله الشيعي إلى المغرب ما كان.
وما زال النقل عن المقريزي: ذكر ما كان من ابتداء الدولة الفاطمية إلى أن بنيت القاهرة
وذلك أن أبا عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن زكريا الشيعي سار إلى أبي القاسم رستم بن الحسن بن فرج بن حوشب بن ذاذان الكوفي باليمن وصحبه وصار من كبار أصحابه فلما ورد على ابن حوشب موت الحلواني ورفيقه بالمغرب قال لأبي عبد الله الشيعي: إن أرض كتامة من المغرب قد حرثها الحلواني وأبو سفيان وقد ماتا وليس لها غيرك فبادر فإنها موطأة ممهدة لك.
فخرج أبو عبد الله إلى مكة وقد أعطاه ابن حوشب مالاً فلما قدم سأل عن حجاج كتامة فأرشد إليهم واجتمع بهم ولم يعرفهم قصده وذلك أنه جلس قريبا منهم فسمعهم يتحدثون بفضائل آل البيت فاستحسن ذلك وحدثهم في معناه فلما أراد القيام سألوه أن يأذن لهم في زيارته فأذن لهم وسألوه أين مقصده فقال: مصر ففرحوا بصحبته فرحلوا وهو لا يخبرهم بغرضه وأظهر العبادة والزهد فازدادوا فيه رغبة وخدموه.
وكان يسألهم عن بلادهم وأحوالهم وقبائلهم وعن طاعتهم لسلطان إفريقية فقالوا: ماله علينا طاعة وبيننا وبينه عشرة أيام.
قالوا: ولم يزل يتعرف أحوالهم حتى وصلوا إلى مصر فلما أراد وداعهم قالوا له: أي شيء تطلب بمصر قال: أطلب التعليم بها قالوا: إذا كنت تقصد هذا فبلادنا أنفع لك ونحن أعرف بحقك ولم يزالوا به حتى أجابهم إلى المسير معهم.
ثم ارتحلوا حتى وصلوا إلى أرض كتامة منتصف ربيع الأول سنة ثمان وثمانين ومائتين فسأله قوم أن ينزل عندهم حتى يقاتلوا دونه فقال لهم: أين يكون فج الأخيار فعجبوا من ذلك ولم يكونوا ذكروه له فقالوا له: عند بني سليمان.
وسار إلى جبل يقال له إيكجان وفيه فج الأخيار فقال: هذا فج الأخيار وما سمى إلا بكم ولقد جاء في الآثار: للمهدي هجرة تنبو عن الأوطان ينصره فيها الأخيار من أهل ذلك الزمان قوم اسمهم مشتق من الكتمان (كتامة) وبخروجكم في هذا الفج سمى فج الأخيار.
فتسامعت القبائل وأتاه البرابر من كل مكان فعظم أمره إلى أن تقاتلت كتامة عليه مع قبائل البربر وهو لا يذكر في ذلك اسم المهدي فاجتمع أهل العلم على مناظرته وقتله فمنعه الكتاميون من المناظرة وكان اسمه عندهم أبا عبد الله المشرقي.
هذه هي خلاصة الخبر فيما يتعلق بالحلواني أحد أهم مؤسسي الدولة الفاطمية الكبار التي لولاها لما كان لمصر حضارة ولا ثقافة ولا أي من تلك الأشياء التي تغنى بها الشعراء.
ترمز كلمة بوابة الحلواني بصورة واضحة إلى بوابات القاهرة الثمانية التي كانت تتحكم في دخول الناس وخروجهم من المدينة.
كما أن بعض المصطلحات والعناوين ما تزال واقعا على الأرض فعلى بعد كيلومترات قليلة شمال مدينتي المنصورة توجد قرية كُتامة التي يقطن بها بعض العائلات التي تحمل لقب (المغربي).
هذا هو الحلواني أحد مؤسسي الحضارة الفاطمية التي يعمل الوهابي ويكد وينفق الأموال لتخريب ومحو ما تبقى منها.
التعليقات