بعد تسلم الامارات ملف إدارة داعش  ..تغيرات في هيكليتها وزعامتها وتحولات في المهام المرسومة لها

شبكة الهدف للإعلام والتحليل السياسي



مر تنظيم داعش الإرهابي بتحولات وتغيرات في هيكليته وقيادته واسمه عدة مرات في غضون السنوات الماضية, وكانت هذه التغيرات مرتبطة بأجندات الجهات المشغلة التي اسسته ورعته ودعمته والخطط التي تعمل على تنفيذها في المنطقة .
وكانت عمليات تصفية قيادات هذا التنظيم المخابراتي بعد كل مرحلة, تتم بطريقة متشابهة وعادة ما تترك وراءها علامات استفهام وشكوك قد تصل الإجابة عليها الى حقيقة هذا التنظيم ومن يديره ومن  يمتلك قرار انهاء واجبات قيادته وتعيين إدارة جديدة تنسجم ومتطلبات المرحلة الجديدة وما تكلف به هذه التنظيمات من مهام في المنطقة والعالم.
فقد جرت عملية تصفية الخليفة المزعوم لما يسمى بالدولة الاسلامية في العراق والشام المجرم أبو بكر البغدادي بعملية انزال في منطقة سورية نائية غير خاضعة لنفوذ داعش, وقالت أمريكا في حينها ان البغدادي فجر نفسه بحزام ناسف, واظهرت بعض الصور للجثة ولمكان العملية , واختفى البعبع البغدادي بين ليلة وضحاها, كما اختفى من قبله الزرقاوي وابو عمر البغدادي.
ولم تختلف رواية تصفية ابو بكر البغدادي عن خليفته المدعو أبو إبراهيم القريشي التركماني في سرديتها, فقد ادعت أمريكا انها قضت عليه بإنزال جوي في نفس المنطقة التي قتل فيها البغدادي والخاضعة لهيئة تحرير الشام المعادية لداعش وبنفس الطريقة التي جرت فيها الأولى, اذ قام التركماني بتفجير نفسه بحزام ناسف واختفت الجثة وانطوت صفحة زعيم اخر.
نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريرا ميدانيا مفصلا عن المنطقة التي قتل فيها التركماني وانطباع الناس عن الحادث ومن خلال قراءتنا للتقرير نخلص الى نتيجة ان هذا الموقع الذي يقع على الحدود السورية التركية والذي يضم الاف النازحين وفي أوساط معادية لتنظيم داعش هي منطقة لا تصلح لاختباء زعيم تنظيم امني حديدي سيطر على مساحات واسعة من العراق وسوريا وكانت بيده مقدرات مالية وعسكرية وامنية ما تفتقده دول عدة, فكيف يدار التنظيم اذا كان زعيمه مختبئ في هذه المنطقة النائية البعيدة كل البعد عن أماكن نشاطه  وكيف يتم التواصل معه في منطقة ترصد فيها كل حركة غريبة.
وكعادته فان الاعلام العالمي  قبل بالرواية الامريكية واسدل الستار على زعيم اخر, مما يمهد لمرحلة جديدة للتنظيم الإرهابي باختيار زعيم جديد, فقد نشرت  مصادر إعلامية (إماراتية) خبرا تقول فيه أن الدوائر المغلقة داخل تنظيم داعش الإجرامي طرحت اسم (أبو الحسن الهاشمي القرشي) خليفة لهم.
ان التحول الجديد لعصابات داعش سيكون مرتبطا بالملف العراقي حتما اكثر من الملف السوري, وخصوصا بعد التورط الاماراتي فيه بتخويل من أمريكا وبريطانيا وإسرائيل, ومحاولتها تغيير المعادلة السياسية العراقية لصالح الحلف المعادي للمقاومة والعمل على ترسيخ واقع جديد يمهد لفرض الأقاليم الثلاث كمقدمة لتقسيم العراق وتمزيقه, هذا المخطط التي فشلت داعش في تنفيذه بعد ان تصدت لها فصائل المقاومة والحشد الشعبي.
ومن ملامح المخطط الجديد منح مقتدى الصدر (وعد بلفور) لتأسيس الاقليم الشيعي وبسط سيطرته المطلقة عليه وازاحة القوى الأخرى وخصوصا فصائل المقاومة والجهات الإسلامية الولائية وانهاء النفوذ الإيراني , بما يمتلكه من قوة عسكرية والمتمثلة بسرايا السلام تؤهله للتصدي لهذه القوى وانهاء وجودها والتربع على عرش الإقليم الشيعي النفطي, مع ملاحظة ان القوى المخططة وضعت في حساباتها دفع الإقليم الشيعي نحو الحرب الاهلية لمنعه من الاستقرار والتحول الى دولة.
وفي نقطة أخرى يعمل هذا المخطط على تكريس الإقليم الكردي وتعزيز سلطته وفرض هيمنته على مساحات جديدة من العراق, بقيادة عراب هذا المشروع مسعود برزاني حصرا, مع مواصلة دعم البيشمركة عسكريا لتشكل جيشا قويا للإقليم قادرا على التصدي للقوات الامنية الاتحادية.
والاهم من بين بنود هذا المخطط وملامحه الخطيرة هو تشكيل الإقليم السني بقيادة فتى الامارات محمد الحلبوسي, على ان تخضع له باقي القوى السنية, مع العمل على انشاء قوة عسكرية تمثل نواة لجيش سني يحمي الإقليم من الشيعة ويمهد لإخراج الحشد الشعبي وفصائل المقاومة من المحافظات السنية, وهنا بيت القصيد في التحولات التي ستطرأ على تنظيمات داعش ومتبنياتها وعقيدتها القتالية بما ينسجم وهذا المخطط وممارسة دور الدفاع عن حقوق السنة واراضيهم وعدم السماح لأي قوة أخرى بالتواجد عليها والمقصود هو الحشد الشعبي وفصائل المقاومة. 
ان الالاف من بقايا مقاتلي عصابات داعش مازالت تحت الرعاية الأمريكية في مخيمات وقواعد خاصة على الحدود العراقية السورية وليس من الصعب اخراج هذه المجاميع وضمها للجيش السني الموعود, الذي سيكون نسخة محدثة من داعش باسم جديد وشعارات ومتبنيات مختلفة وهذا ما أشار اليه احد قيادات الجيش الأمريكي حينما قال انه لا يستبعد ان يتغير داعش مستقبلا باسم جديد, وتوجه جديد, وبما ان الامارات هي التي تقود ملف العراق بتفويض امريكي بريطاني إسرائيلي, فسيكون على عاتقها إدارة تنظيم داعش بنسخته الجديدة لتوظيفه في إنجاح ملفها.
وهكذا فان العراق مقبل على متغيرات كبيرة وتحولات دراماتيكية اذا ما قيض لهذا المخطط ان يتحقق, مما يضع مسؤولية كبيرة على عاتق القوى الشيعية بجميع شرائحها السياسية والاجتماعية والدينية للتحرك لوأد هذه المؤامرة في مهدها, ولعل المسؤولية الأكبر في افشال هذا المخطط ستقع على عاتق قوى المقاومة, لا سيما وان راسها هو المطلوب الأول على لائحة التصفيات.