هل تقدم ايران على اجتياح مناطق في كردستان العراق؟
مَرَدّ السؤال، عنوان المقالة، هو تداول خبر، وعلى نطاق واسع ، مفاده أنّ إيران ابلغت الحكومة العراقية بعدم ترددها بالقيام بإجتياح بري للحدود العراقية الايرانية في شمال العراق ، في اقليم كردستان ، ما لمْ تتخذ الحكومة العراقية الاتحادية وحكومة اقليم كردستان الاجراءات الكفيلة بحماية الحدود من تسلل مقاتلين من الجماعات الكردية الايرانية المعارضة ، والتي تتخذ من جبال ومن مناطق على الحدود مع ايران، قواعد لتنفيذ هجمات ارهابية ضّدَ ايران، وتسّهل دخول السلاح والاموال للجماعات الكردية الايرانية المسلحة داخل ايران.
ووفقاً لوكالة انباء ” أسوشيدت برس ” الامريكية ، فإنَّ قائد الحرس الثوري الايراني ، السيد قاآني ، وخلال زيارته بغداد ، في ٢٠٢٢/١١/١٢ ، ابلغَ رئيس الحكومة السيد السوداني وكذلك السيد رئيس جمهورية العراق ، بإمتعاض ايران من قيام قوات كردية معارضة في مناطق كردستان ،على الحدود بين البلديّن بشّن هجمات داخل ايران ، وبتأجيج الاحتجاجات واعمال القتل والتخريب التي تشهدها المدن الايرانية منذ شهر ايلول الماضي .
اتناول الموضوع وأُجيب على السؤال ، عنوان المقالة، وبغض النظر عن مدى صحّة ودقّة الخبر .
أصبحَ أقليم كردستان العراق ينوء بحملٍ ، هو لا طاقة له بتداعياته على الشعب العراقي ، بكردهِ في كردستان وبعربهِ ، وعلى المنطقة ؛ خلافات مستديمة وعالقة بين حكومة اقليم كردستان والحكومة الاتحادية في بغداد ، ونأمل تسويتها أو تسويّة بعضاً منها . خلافات عالقة بين الشقيقيّن الكردّيين الرئيسيين في اربيل وفي السليمانية ، هجمات جوّية مستمرّة و توغل برّي تركي ، هجمات جوّية ايرانية ، تتجّه ، يوماً بعد يوم نحو التكرار والاستمرار ، ولا نتمنى ان تتجه ايران في تقليد تركيا في توغلها في كردستان وشمال العراق .
يدركُ العراق ( بحكومته الاتحادية والكردستانية ) بأنَّ التنديد بالقصف التركي او الايراني على مناطق في كردستان ، لن يجدِي نفعاً ، ولنْ يوقفْ الهجمات الصاروخية او بالمسيّرات من طرف تركيا و ايران، واعتقد بضرورة التعاون سياسياً و ميدانياً بين حكومة الاقليم والحكومة الاتحادية ، لأجل حماية الحدود مع تركيا و مع ايران مِنْ ان تكون مشهداً وساحةً لهجمات تركية او ايرانية ، وكذلك من أنْ تُستخدمْ الحدود ، ومن قبل معارضين كُرد او غيرهم للهجموم على تركيا و ايران .
طلبْ ايران من الحكومة الاتحادية ومن حكومة كردستان العراق السيطرة على الحدود ، ومن قبل الجيش العراقي، له هدفان ؛ الاول هو الاشارة ضمناً الى بغداد بأنَّ حدود الاقليم مع ايران هي ليست تحت سيطرة القوات المسلّحة العراقية الاتحادية. تعلمُ ايران جيداً بأنَّ الاخوة الكُرد لن يوافقوا على نشر وحدات عسكرية من الجيش العراقي على حدود الاقليم مع ايران، وهذه المُعطيات يستخدمها الايرانيون وكذلك الاتراك ذريعة بالاستمرار بالقصف وبالتواجد العسكري البري ( حالة تركيا ) ، وبالتهديد بالتوغل البري ( حالة ايران ) ،بسبب عدم حماية الحدود مع الدولتيّن من قبل وحدات من الجيش العراقي ولغياب سيادة عراقية اتحادية على تلك الحدود ، ولتواجد فصائل مسلّحة كردية معارضة لايران و معارضة لتركيا، ولتواجد، ربما ،تعاطف قومي ،بين هذه الفصائل المسلّحة وبين البيئة الكردية .
ولكن ، هل تُقدِمْ ايران على اجتياح برّي في كردستان العراق ؟
لا أظنُّ ذلك والاسباب متعدّدة:
سيكون لهذا الاجتياح تداعيات سياسيّة عراقية وعربية ودولية وأُمميّة ، ايران اليوم ، في غنى عنها ، ولن تحصلْ ايران ما ترجوه من عمليات عسكرية برّية داخل الحدود العراقية في اقليم كردستان ، لن تمنعْ او تصفّرْ الهجمات ضدّها ، وتواجد قوات ومعسكرات تركيّة داخل الاقليم وفي شمال العراق خير مثال على ما نكتب ؛ حيث هذا التواجد التركي العسكري لم يحلْ دون استمرار الهجمات على تركيا ، وانطلاقاً ( كما تدّعي تركيا ) من مناطق في اقليم كردستان .
اجتياح او عبور ايراني عسكري الحدود العراقية يعني إحراجا لروسيا ، حيث سيصعب عليها استخدام حق الفيتو لمنع قرار اممي يدين ايران ، ويفرض عليها عقوبات ، وقد يكون هذا الاجتياح ( المفترض ) سبباً لوضعها تحت الفصل السابع .
تدركُ ايران بأنَّ امريكا وحلفاءها ، من الدول العظمى ، يتربصوّن بها ، وانهم لا يتعاملون مع توغل برّي ايرانب في العراق او في دولة اخرى مثلما تعاملوا وتعايشوا مع التوغلات او الاحتلالات التركية في العراق وفي سوريا.
التعليقات