في ذكراها الخامسة والأربعين:
موقف الشيوعيين من انتفاضة صفر ١٩٧٧
نشأ التحالف الجديد بين الشيوعيين والبعثيين وبعض الناصريين والقوميين الكرد والليبراليين، في العام ١٩٧٣، تحت مظلة "الجبهة الوطنية القومية التقدمية" بقيادة حزب البعث الحاكم. وكان من مظاهر هذا التحالف اتهام الشيوعيين للمرجعية الدينية الشيعية بأنها رمز الطائفية الرجعية المتخلفة، وهو توصفهم نفسه لكل التحركات المجتمعية الدينية، بمن فيها ما يسمونه اليوم بجماعات "الإسلام السياسي".
ولعل أحد المواقف التاريخية للشيوعيين، وتحديداً الحزب الشيوعي العراقي، والتي لايزال العراقيون يستذكرونها، هو موقف الحزب من انتفاضة النجف في صفر في العام ١٩٧٧، في ذكرى أربعينية الإمام الحسين؛ فحين كانت جماهير النجف الحسينية تواجه رصاص نظام البعث ودباباته وطائراته، في يومي ١٧ و ١٨ صفر، كان الشيوعيون يساهمون مع عناصر الأمن والمخابرات والاستخبارات والشرطة والجيش في التجسس والوشاية والقبض على المشاة العزّل.
وقد أصدر الحزب الشيوعي حينها تعليمات تحريضية شديدة اللهجة ضد جماهير مشاة أربعينية الإمام الحسين، لعلها بعضها كان أشد من تعليمات نظام البعث وإعلامه.
وما يلي البيان الرسمي للحزب الشيوعي العراقي ضد الإنتفاضة الأربعينية:
(( الى جميع اللجان الحزبية..
الرفاق الأعزاء..
يشهد الوضع الداخلي تفاقماً في النشاطات التآمرية الموحى بها من قِبل الأوساط الامبريالية والرجعية والاحتكارية البترولية.. نشاطات معادية للسلطة الوطنية ولمسيرة قطرنا الثورية، ويتجسد هذا التفاقم في الوقت الحاضر باستغلال المشاعر الدينية والطائفية، ومحاولة إثارة الجماهير للقيام بأعمال استفزازية تحت هذه الواجهات، بمناسبة أربعينية الامام الحسين.
ويبدو من الوقائع التي جرت خلال الايام السابقة، إن هذا النشاط ( الديني الطائفي) المعادي للسلطة الوطنية ما هو إلّا ستار لمؤامرة رجعية امبريالية تستهدف المسيرة الثورية لبلادنا، ومكتسبات شعبنا، وكل انجازات ثورة ١٧- ٣٠ تموز التقدمية.
إن حزبنا الشيوعي العراقي يقف بحزم الى جانب السلطة الوطنية وحزب البعث العربي الاشتراكي الحليف، ويَعتبر هذه النشاطات التآمرية المعادية، تحت أية صورة ظهرت، وبأي شعار تسترت؛ موجّهة الى جموع شعبنا المناضل وجماهيره الكادحة ومكتسباته التقدمية.
إن المكتب السياسي يدعو منظمات حزبنا والرفاق كافة الى رفع اليقظة ومراقبة النشاطات التآمرية، والإتصال بمنظمات حزب البعث العربي الإشتراكي الحليف، وتنشيط لجان الجبهة الوطنية والقومية التقدمية لغرض التنسيق للقيام بأعمال مشتركة ضد التآمر وأعمال التخريب والاستفزاز، وفضحها على نطاق جماهيري، وبهدف تبصير الجماهير بحقيقة هذه التحركات وأهدافها وارتباطاتها بالامبريالية والرجعية، والأضرار الجسيمة الناتجة عنها.
الحزب الشيوعي العراقي
في ٨ / ٢ / ١٩٧٧)).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
() البيان منشور في *جريدة طريق الشعب، العدد ٩ / ٢ / ١٩٧٧، وهي الجريدة الرسمية للحزب الشيوعي العراقي.
(*) للمزيد حول انتفاضة النجف الصفرية في شباط ١٩٧٧، وموقف الحزب الشيوعي العراقي وغيره من الأحزاب العلمانية العضوة في الجبهة الوطنية والقومية التقدمية؛ *أنظر: كتاب "سنوات الجمر"، .
التعليقات