لا زلنا غير مقتنعين هل سيجترح الميقاتي المعجزات


لبنان بلد الشعوَذَة والألاعيب العجيبة، حُكَّامهُ سَحَرَة وجمهورهم مسحور، بأيديهم كل أدوات اللعب والإقناع وكل الأطراف تبحث داخل كل لعبة عن ما ينفعها فتتخذه خليلاََ.
ما الذي من الممكن أن يفعله ميقاتي للبنان؟
وما هي الحلول السحرية الذي سيجترحها الفاسد الطويل لإنقاذ الوضع المتدهور؟
من الطبيعي لا شيء!
وعلى كل عاقل أن يتنَبَّه لما يحصل وما يدور حولهُ.
فرنسا حذرَت المسؤولين اللبنانيين من مغبة المماطلة بتشكيل الحكومة ووضعت لهم سقفاََ أخيراََ هو يوم ٤ آب القادم،
وهؤلاء السياسيين لديهم مصالح وحسابات ماليه شخصيه هُم وعائلاتهم في الخارج،
إذاََ الدَبيك والمُسارعة لتشكيل حكومة قبل ٤ آب سببها واضح وضوح الشمس وجَلي، ولكن ماذا يمكنها أن تفعل؟
هل يستطيع ميقاتي اعلان تشكيلته من دون الأخذ برأي حزب الله؟
هل تنال ثقة من دون بيان وزاري يلحَظ المقاومَة؟
إذا كان لآ...
فعلينا أن نسأل ما الذي يجري؟

وفي حال أن ميقاتي سيعطي حزب الله ما يريد؟ فهل ستقبل واشنطن؟ 
وكيف ستتشكل هذه الحكومة الذي سيشارك فيها الحزب وبيانها الوزاري سيلحظ المقاومة، وواشنطن اتخذت قراراََ بتحطيم لبنان اذا لم يركع حزب الله بالله عليكم إقنعونا كيف!؟
وفي حال قررَ ميقاتي  السير بحكومة من غير الحزب فإن البلاد على كَف عفريت والعواقب وخيمة والجميع يعرف ذلك.

شيئان متناقضان يجريان في موضوع تشكيل الحكومة غير مفهوم خط سيرهما
إلَّا إذا كان جهابذة السياسة اللبنانية قرروا أن يضحكوا على فرنسا ويماطلوا من أجل الفرار من العقوبات أو تأجيلها لأنها لا مفَر منها.

لا شيء يوحي بأن واشنطن قد قررت تخفيف الضغط عن وطن الأرز، وأن تصريحات وزير خارجيتها يشير الى قرار اميركي بإسقاط الهيكل اللبناني برمته ما لَم يستسلم حزب الله.
والمجيء بنجيب ميقاتي لا يَحُل مشكلة ولا يُحرِج لبنان من معضلته ولا يغير من نظام الحكم الذي افلس البلد واوصله الى الهاوية، وكل تصريحات ميقاتي عبارة عن تسويق سياسي لنفسه لا أساس لها من الصحة.
أما في الجانب الذي يخص رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون فأن كل ما صدرَ عن القصر بأن الرئيس جاهز للتعاون مع ميقاتي وتسهيل مهمته ليسَ إلَّا كلام معسول دبلوماسي يصدر دائماََ عن قصر بعبداََ في كل العهود وعند الحقيقة يصطدم الرئيس المكلف بمطالب كثيرة وملاحظات قاسية.
إذاََ لا شيء منطقي يوحي بحل لأزمة الحكومة وكل ما يجري ونرى ليس سوىَ بالونات سياسية من نفخ ارباب السلطة اللذين احتاروا كيف سيطولون عمرهم خوفاََ من العقاب،
واذا تم تشكيل حكومة فعلاََ تكون كل الأطراف دون استثناء متورطة  وضعيفة واهتزت ركابها امام التهديد الفرنسي ولا ثقة بأحد بعد بعد اليوم.