لقاء مع الدكتور بلال الخليفة؛ بغداد والخروقات التركية



1.    في الأيام الأخيرة، تصاعدت الهجمات التركية على الحدود العراقية.  برأيك ما هي ردود الفعل السياسية والقانونية لحكومة بغداد؟
ان الخروقات التركية للأراضي والسيادة العراقية هي ليست بجديدة وعلى لسان وزير الخارجية العراقي ان عدد الخروقات فقط بعد عام 2018 هي 22700 خرق، اما ردود الأفعال فهي تختلف من فئة الى أخرى وحسب الطائفة او القومية او التوجه السياسي، وكالاتي:
أولا: الاكراد 
وهنا اقصد حكومة الإقليم اكتفت بالشجب ولكنها لم تذكر تركيا وتصريحاتهم كانت تحتوي على اتهامات لأطراف غير تركية وتشكك في طبيعة الحدث، اما على مستوى الشعب فلم يستطع ان يبدي براية نتيجة الحكومة البوليسية في الإقليم، الاعلام فهو قد منع من تغطية الحدث واقصد اعلام الإقليم.
ثانيا: السنة
القليل من السياسيين السنة شجبوا واستنكروا الحادث واما الأغلبية وخصوصا المتنفذين، فكانت ردودهم اما خجولة جدا او لم تكن هنالك أي ردود أفعال حتى ان بعض قنواتهم منعت أي تغطية للموضوع، فيما يخص رد فعل المواطن السني فكانت معدومة تماما ولم يلحظ أي شجب للموضوع وهم في الغالب يقومون بتبرئة تركيا من القصف.
ثالثا: الشيعة
الشيعة كان موقفهم واضح جدا وخصوصا من جمهور الإطار، حيث كان رفضهم واضح في وسائل التواصل الاجتماعي وكذلك امام السفارة التركية والقنصليات ومكاتب منح الفيزا في مختلف المحافظات في الوسط والجنوب.
رابعا: الحكومة
الحكومة عادة ما تكون ردود افعالها معروف وهي اصدار بيان شجب واستنكار وتسليم ذلك البيان الى السفير وربما في بعض الأحيان ترفع مذكرة الى مجلس الامن والأمم المتحدة.

بالخلاصة ان ردود الأفعال ستكون محصورة باعلاه أي بالجانب السياسي الخجول ولن تكون هنالك خطوات قانونية لمحاسبة تركيا واخراجها الزامها بتعويض الأهالي الذي سقطوا ضحايا.
بالمقابل يوجد رد فعل قوي واحد من الجانب العراقي وهو من قبل فصائل مقاومة عراقية قامت بقصف عدة مرات لمعسكرات الاحتلال التركي في العراق وايقاع قتلى من صفوفهم.

2.    وجهت فصائل المقاومة العراقية تحذيرات لأنقرة ردا على هجمات الجيش التركي.  هل تعتبر الرد العسكري لهذه الجماعات على تركيا محتملاً؟  هل فصائل العراقية لديها القدرة على العمل ضد مصالح تركيا؟
الموقف القوي الوحيد الذي صدر من العراق هو من قبل بعض فصائل المقاومة ومن جمهورهم، فقد ردت الفصائل انها سترد بقوة على التجاوزات المستمرة لسيادة العراق وقامت بقصف معسكرات الاحتلال التركي عدة مرات ومنها قصف بطائرتين مسيرتين مفخختين صباح الجمعة الماضي وكما هاجمت بطائرات من طراز مراد 5 ثابتة الجناح، مرابض المدفعية التركية في قاعدة بامرني، في دهوك"، وكما استهدف هجوم بالصواريخ قاعدة زليكان العسكرية التركية في بلدة بعشيقة في محافظة نينوى.
ان القوات التركيا اغتالت وقصفت سابقا وهذا محتمل جدا، لكنها لا تستطيع الرد بصورة واضحة وعلنية لان لأنها ستكون خاسرة لعدة أسباب منها:
1 – ان الاقتصاد التركي هو في حالة انهيار وان الأيام الأخيرة شهدت هبوط كبير لليرة التركية.
2 – ان حجم التبادل التجاري بين العراق وتركيا هو 21 مليار دولار عام 2020 ووصل الان الى حدود 30 مليار دولار وتركيا تتطلع لرفع حجم التبادل التجاري الى 50 مليار دولار والحرب يعني فقدان تلك الأموال.
3 – ان الحرب يعني إنفاق كبير جدا لان الحروب مكلفة جدا وبالتالي ستشكل الحرب عبئا كبيرا جدا على تركيا ومن المحتمل جدا انها لا تستطيع تحمله.
4 – ان الحرب ستمنع اهم ايراد لتركيا وهي السياحة، إيرادات تركيا تصل إلى 24 مليارا و482 مليونا و332 ألف دولار.
5 – وجود فصائل مقاومة بالعراق لديها الخبرة الكبيرة في المواجهة المباشرة مع الاحتلال كالاحتلال الأمريكي وغير المباشرة كالحروب التي خاضتها تلك الفصائل مع داعش التي يقف من خلفها الغرب.
6 – الضغط العالمي لأنها محتلة وباعتراف مجلس الامن وبالتالي ان الحرب تعني فرض عقوبات ضدها وهذا يعني الانهيار التام لتركيا.
اما إمكانية فصائل المقاومة فهي في تطور كبير وخبرتها كبيرة جدا فهي خاضت حروب كبيرة ضد اقوى سلاح وتقنية وماكنه عسكرية بالعالم وهي أمريكا واستطاعت ان تمنية خسائر كبيرة أدت الى اندحاره، بعدها خاضت تجارب ضد التكفيريين في سوريا وبعدها في تطهير الأراضي العراقية من داعش في وقت محدود.

3.    انطلقت حملات في العراق لمقاطعة البضائع التركية.  هل تعتقد أن هذه الحملة ستتبع في العراق؟  ما هي العواقب الاقتصادية التي ستترتب على أنقرة؟
العراق ينقسم الى:
الكرد: وهم مع الاتراك واقص الحكومة واما الشعب فلا حول ولا قوة له وبالتالي لن تكون هنالك مقاطعه بالإقليم.
المناطق الغربية: وهم أبناء الطائفة السنية وهؤلاء لا يقاطعون ابدا لأنهم يرونه خليفة للمسلمين
اما الشيعة:
الإطار وجمهوره: هم سيقاطعون وهم من يتبنى تلك المقاطعة.
التشارنه وغيرهم هؤلاء هم متذبذبين ولا يعتمد عليهم
النتيجة ان المقاطعة لن تكون فعالة

4.    حاولت تركيا خلق مكانة جيدة بين الشعب العراقي من خلال الدعاية الثقافية في السنوات الأخيرة.  ما هو برأيك تأثير هذه الهجمات التركية على موقف أنقرة في العراق؟
للأسف استطاعت تركيا ومن خلفها العرب من التأثير في الشعب العراقي وتوجد عدة ادلة على ذلك:
1 – فحجم السواح العراقيين هو الأكثر بين جميع السياح فعدد الرحلات الجوية بحدود 17 رحلة يومية وهذا ما يعادل 3500 مسافر يوميا الى تركيا.
2 – وكذلك حجم شراء الشقق السكنية في تركيا، احتل العراق المرتبة الأولى للسنوات 2015 – 2017 وبعدها كان المرتبة الثانية بين شراء العقارات من بقية الدول.
3 – اما الجالية العراقية فتحتل المرتبة الثانية بعد الجالية السرية في تركيا ويقدر عددهم ب 700 ألف مواطن.
4 – اما ما يثبت رأينا في ان التأثير التركي واضح جدا، وهو ان كثير جدا من المطاعم والمحلات والماركات التركية تسمى بأسماء مدن تركية كإسطنبول بينما لا نجد لغيرهم من الدول أي اسم.


5.    ما رأيك في الوضع القانوني للقواعد العسكرية في تركيا بالعراق؟  وهل استهداف هذه القواعد على أجندة القوات المسلحة العراقية أم لا؟

لا يوجد أي تكييف قانوني لوضع القواعد العسكرية في العراق، المعاهدات القديمة قد نصت على خلاف ذلك ومن تلك المعاهدات:
1 – اتفاقية عام 1983 التي سمحت بدخول الاتراك 10 كم فقط.
2 – في اذار من عام 1983 تم توقيع الاتفاق الأمني لكن هذه المرة كانت المسافة المسموح بها لدخول القوات التركية هي 30 كم.
3 – في عام 1984 وقعت اتفاقية المطاردة الحثيثة لمطاردة المعارضة الكردية لتركيا في العراق لكن المسافة المسموح بها الدخول هي 5 كم ولمدة ثلاث أيام والاتفاقية سارية لفترة سنة واحدة فقط.
4 – في عام 1995 اتفق النظام العراقي الصدامي مع تركيا اتفاقية امنية جديدة وسمح لهم بالتواجد في شمال العراق، وبما ان النظام العراقي تغير فان تلك الاتفاقية هي ملغية وساقطة بسقوط النظام السابق.
5 – في عام 2007 وقع العراق اتفاقية امنية جديدة مع الاتراك والتي استثنت المطاردة العسكرية للانفصاليين الاكراد شمال العراق وجعلت المطارد تقع على الحدود فقط.
6 – في عام 2009 جرى توقيع عدة اتفاقيات جديدة بين البلدين وشملت 48 اتفاقية ومن تلك الاتفاقيات هي اتفاقية امنية.
7 – في عام 2012، قررت الحكومة بمنع تمديد أي اتفاقية امنية مع تركيا، وعدم السماح بوجود أي قاعدة عسكرية اجنبية في العراقي.
مما سبق يتبين لنا ان الاتفاقيات الأمنية لاغية ولا توجد أي تغطية قانونية للقواعد التركية وبالتالي تعتبر قواعد محتلة ويجيز ذلك للعراقيين باستهدافها عسكريا.

6.    جعلت هجمات تركيا الأخيرة في العراق من المستحيل على أي جماعة أو طيف سياسي آخر أن تدعم أنقرة بشكل مباشر.  هل تعتقد أن تركيا سيكون لها أنصار في السياسة العراقية مع هذه المواقف والتحركات العسكرية؟

الان من المحرج طبعا لاي طيف ان يقف مع الاتراك لكن رأينا الكثير ومنهم السنة والاكراد اخذوا جانب الصمت وهذا يعني انهم مع الاتراك واما الشيعة فمن السهل الهائهم بشيء اخر مثل دخول المحتجين لمجلس النواب يوم 28 -7-2022 فأنستهم الاحتلال.
اما أنصار تركيا فهم كثر وقلنا من هم قبل هذا لان تركيا تعتبر عمقهم ومرجعيتهم السياسية.