حقيقة الانسداد السياسي


الوضع السياسي في البلاد في حقيقته غير معقد والعملية السياسية برمتها لم تصل إلى مايسمى ( الانسداد السياسي )
ولكن الحقيقة هي ان بعض السياسيين هم من عقدوا العملية السياسية، وذلك من خلال ابتعادهم عن المصلحة العليا للبلاد وعملهم ليل نهار للارتقاء بمصالحهم الشخصية الضيقة ، وهذا الأمر كفيل جدا بأن يعقد اي عمل سياسي؛ لان الابتعاد عن الثوابت الوطنية  العليا واستبدالها بثوابت ومصالح شخصية ضيقة جدا هذا امر كفيل  بأن يعقد المشهد السياسي.
وبشكل عام فأن  مفاوضات( ماوراء الجدار) مستمرة بين الكتل والاحزاب السياسية، هذه المفاوضات تحاول أن تسرع الخطى والوصول إلى نقطة اختيار رئيس جمهورية للبلاد ومن ثم اختيار رئيس الوزراء، خصوصا بعد انسحاب الكتلة الصدرية من العملية السياسية ( الرسمية )؛ مع تمسكها بالعملية السياسية ( الشعبية) ، ربما مفردات سياسة رسمية وسياسة شعبية جديدة بعض الشيء،  ولكن نحن نحاول أن نجمل المفردات واعتقد مفردة سياسة شعبية افضل وأكثر  اناقة من مقاومة او معارضة شعبية، وهذا هو جوهر وعماد العملية السياسية المقبلة   ، حيث تشير بعض الوقائع إلى أنه في حال فشل الكتل والاحزاب السياسية في الوصول الى تفاهمات وتخليص البلاد  من الواقع السياسي ( الضبابي) الحالي ؛فأن البلاد ذاهبة إلى أمور لانحمد عقباها هذا اولا؛ وثانيا فأن هناك توقعات وتحاليل تشير  أنه حتى في حال اتفقت الاحزاب والكتل السياسية على اختيار رئيس للبلاد والحكومة ، فأن عمر الحكومة الجديدة سوف يكون قصير جدا، باعتبار أن هناك تيارات وكتل انسحبت من العملية السياسية وهي ( تتربص) اي حكومة مقبلة على اعتبار هذه الحكومة المقبلة (غير  شرعية) ،وذلك استنادا إلى اعتراض بعض الكتل على نتائج الانتخابات والتي اعتبرتها انتخابات مزورة وبالتالي فكيف لمن تدعي أن الانتخابات مزورة تعتمد نتائجها وتشكل الحكومة.
بعد كل ما ذكرناه  اعتقد  ان المشكلة  وكما ذكرت في بداية حديثي تكمن في بعض السياسيين ،الذين كانوا ومازالوا سببا وعائقا كبيرا لتطور العملية السياسية،  لذلك أعتقد  حان الوقت بأن يغادر ( البعض) العملية السياسية  ، وذلك من اجل الوصول الى فضاءات اوسع واشمل لاصلاح الواقع السياسي ومن ثم النهوض بواقع البلاد،  هذا الواقع الذي لايسر  عدو او صديق.