مبادرة الصغير في كل شيء. .!


 الحقيقة أن المبادرة التي دعا لها السيد العبادي،  هي ليست مشروع جديد يطرح على الساحة العراقية،  بل هي أول خطوة انتقالية إلى طور التنفيذ بمشروع حل الحشد المقدس،  وهذا الوهم الذين يسعون جاهدين لتحويله إلى حلم قابل للتحقيق بمسألة حل الحشد الشعبي،  وأكثر ما استوقفني بتلك المبادرة السمجة مسألة تغيير اسم الحشد من الحشد الشعبي إلى الحشد الوطني،  وكأن راعي المبادرة هو أكثر وطنية من أبناء الحشد المقدس أو أكثر حرصا منهم على وحدة العراق،  لذلك من الضروري أن نضع معيار للمقارنة بين صاحب المبادرة والحشد لنعرف من منهم أكثر وطنية وحرصا على العراق.....
 
 * يقول السيد العبادي في مبادرته إن (الحشد الشعبي قوة وطنية مشرفة)،  فأنا لا أعرف مصدر إلهام السيد العبادي من أين جاء ليغير اسم الحشد الشعبي إلى الحشد الوطني،  فإن كان الحشد قوة وطنية مشرفة فيجب أن نبلغ سيادته أن توضيح الواضحات من الفاضحات أذن لماذا نغيره إلى وطني أن كان هو وطنيا بالفعل. 
 
 * كذلك يذكر السيد العبادي (برفض ضرب الحشد الشعبي)،  أذن لماذا عندما كان رئيسا للوزراء لم يضع حد لطيران الاحتلال الذي أستهدف الحشد الشعبي أكثر من ٤٧ مرة بشكل متعمد؟ 
ولماذا لم يطالب بإخراجهم من العراق ولماذا لم يرفع دعوى قضائية بالمحاكم الدولية ضدهم ولماذا لم يكلف مندوب العراق بالأمم المتحدة بأن يقدم مذكرة احتجاج على تلك الحوادث؟ . 
 
 * ويذكر كذلك (ضرورة الفصل بين الحشد الشعبي ومن يريد الاشتغال باسمه)،  وهنا يريد أن يشير إلى عدم إدخال الحشد الشعبي بالمعترك السياسي،  -جزاك الله خيرا- (العبادي) أذن لماذا تريد أنت أن تستغل الحشد سياسيا بطرح هكذا مبادرات لاستمالت البعض من الذين تنطلي عليهم هكذا مشاريع فيظنون أنك فعلا حريص على الحشد الشعبي؟ . 
 
 * أما بالنسبة لمعيار الوطنية فإن السيد العبادي جاء بمحض الصدفة لرئاسة الوزراء كما هو الحال مع الكاظمي الآن، لن يأتي عبر التصويت وصندوق الاقتراع ولا رغبة من الشعب،  ويثبت ذلك فشله بالتجديد لولاية أخرى،  بينما الحشد الشعبي جاء بتلبية الشعب لفتوى المرجعية الشريفة المتمثلة بسماحة السيد السيستاني(دام ظله) وذلك أكبر دليل على شعبية الحشد. 
 
 * كذلك السيد العبادي عندما كان رئيس للوزراء كان يستلم مستحقات مالية مقدارها (٦٠) مليون دينار شهريا،  مع التقصير بواجبه الإداري للحكومة،  في حين أن أصغر فرد من الحشد الشعبي خرج بملابسه المدنية متوجها ليلبي نداء المرجعية دون أن يضع بالحسبان ما هو المقابل،  واضعا بين عينيه سيادة العراق وحرية شعبه تستحق أن يكون ثمنها دمائه الزكية،  وهنا أود أن أسأل السيد العبادي هل عرفت الآن من هو الأكثر وطنية؟ ؟ ؟ ؟ . 
 
 * كذلك استرعى انتباهي حديث السيد العبادي في تلك الفترة عن خمسة آلاف سعودي شارك في عمليات التفجير في العراق،  لكن السيد العبادي وطنيته الملحة لم تدعوه لرفع دعوة قضائية على السعودية مطالبا بالتعويض،  على غرار قانون (جاستا) الذي أجبر السعودية من دفع التعويضات إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد حادثة ١١/ سبتمبر،  بل على العكس ذهب لزيارة الجارة الشقيقة السعودية لتحسين العلاقات،  أي خضوع وخنوع يا أيها القائد العام للقوات المسلحة؟ . 
 
 * أخيرا يا سيد المبادرة أود أن أذكرك عندما كنت رئيسا للوزراء سقطت المنطقة الخضراء بيد المتظاهرين،  وسيادتك لم تستطع الحفاظ على درع مجلس النواب الذي اختفى حينها،  فمن أين لك القدرة على طرح مبادرة للحفاظ على الحشد الشعبي الذي حفظك وحفظ العراق والعراقيين بل العالم أجمع من عصابات داعش التكفيرية؟ ؟ . 
 
 ختاما//
 
 أن مبادرتك يا سيد (العبادي) ما هي إلا ترجمة لمصطلح الدولة واللادولة،  وكذلك ترجمة للمغالطة التي يطرحها المغرضين عندما يشيرون أن هناك حشد عتبات وحشد ولائي،  ومثل تلك المبادرات قد يقبل بها المفاوض البريطاني لكن العراقيين الأصلاء لا يقبلون بها أبدا،  فكفاكم استهدافا للحشد المقدس وكفاكم التدخل بشؤونه،  وكفاكم تصدرون أنفسكم بأنكم وطنيون وشجعان حريصون على العراق وأهله،  فذلك يصغركم بعيون الشعب الذي يرى بالحشد أمل ومستقبل العراق الموحد. 
 
 يقول نابليون بونابرت
 
 (ما أسهل أن تتحدث عن الشجاعة وأنت بعيد عن أرض المعركة).