اميركا تتفكك ..مامصير اصدقائها العرب ؟
تأتي نبوأة السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام؛ أفصح عنها في (2020) يصف فيها خسارة الجمهوريين في الإنتخابات، فيقول لن يكون هناك أي رؤساء جمهوريين في المستقبل، وسيؤدي ذلك إلى انتقال الصراع إلى مستوى الولايات وتكتلاتها، والتي لا يزال يحتفظ الجمهوريون فيها بسيطرتهم على السلطة. وضرب مثلا بولاية تكساس، التي طالبت مع 17 ولاية أخرى بإلغاء نتائج الانتخابات في الولايات المتنازع عليها، وقوبل ذلك بتشكيل تحالف مضاد!!،
ويستطرد: لم يكن يتوقع ما أطلق عليه «هذه الخطوة العملاقة والانتقال من الحرب الأهلية الباردة نحو الحرب الأهلية الفعلية بهذه السرعة. ولن يغلق رفض المحكمة العليا لنظر الطعون تلك القضايا، بل سيدفع بعض الولايات إلى الطعن في شرعية المركز الفدرالي نفسه، ورفض الإذعان للحكم، وفي حال الخسارة (الانتخابات) فالصراع السياسي، يمكن أن يُحَوِّل تلك الولايات في لمح البصر إلى دول ذات سيادة. ونتذكر كيف كان تصويت البرلمانات في الجمهوريات السوفييتية كافيا لإعلان استقلال هذه الجمهوريات، في ظروف ضعف السلطة المركزية».
ويواصل: كنا نرى، حتى وقت قريب إرهاصات واتجاهات، ونرى الآن فعليا الآليات التي يتطور بها كل شيء. والسؤال هو متى سيتم تجاوز نقطة التحول في كل من هذه الاتجاهات؟.. سيمتنع البيض، خلال العشرين عاما القادمة، من المحافظة على كونهم الأغلبية في الولايات المتحدة الأمريكية، وخلال السنوات العشر القادمة، لن يتمكنوا من الحفاظ على كونهم أغلبية في المنطقة المتاخمة للحدود مع المكسيك وعدد من الولايات الأخرى. وأصبح الانقسام غير الرسمي بعد الخطوة التي قامت بها ولاية تكساس رسميا، ويمكن القول بأن هذا العامل قد أصبح جاهزا بالفعل، ولا حاجة للانتظار لعشر سنوات.
وأضاف: أن الكوارث الاجتماعية تؤدي إلى الثورات وتُفَكِّك الدول متعددة الأعراق والجنسيات. وانهيار هرم الديون وارتفاع التضخم المفرط، الناجم عن طباعة المصرف المركزي الأمريكي أوراقا مالية بلا أغطية؛ عامل كاف لإحداث انهيار في الولايات المتحدة. لا يمكننا التأكد من أن انهيار هرم الديون مع الانهيار اللاحق للاقتصاد الأمريكي سيحدث بالتأكيد قبل عام 2030، لكن احتمال حدوث ذلك مرتفع للغاية. من الممكن أن يحدث ذلك فعليا الآن. لكن حتى الحفاظ على التدهور الاقتصادي الناعم في الوقت الراهن هو أمر كاف لانتقال المواجهة لمستوى جديد نوعيا في السنوات القادمة.
ألا تُشعِر مثل هذه النبوءة أصحاب الثروات من العرب، من المراهنين على الأمركة والتطبيع والصهينة بالخطر؟.. ماذا هم فاعلون وثرواتهم المودعة في الولايات المتحدة معرضة للتآكل، وإذا ما تبقى منها شيء فهو تحت رحمة تضخم من المتوقع ارتفاعة لأرقام قياسية، وتحت إشراف قوم فقدوا الأهلية والجدارة في القيام بأي عمل إيجابي يحمي هذه الثروات، فهم من أوصلوا العالم إلى هذه الحال من القلق الشديد، فهل يتم البحث عن حلول قبل فوات الأوان؟
كاتب من مصر
التعليقات