مؤتمر اربيل ل(التطبيع ) وبكائيات الحضور


غالبا مايقف القتلة والمجرمون امام القضاة وهم يبكون ويندبون حظهم الذي دفعهم لارتكاب الجريمة ،ويصرون على انهم لم يكن في ذهنهم ان يقترفوا مثل هذه الاعمال وان الذي دفعهم لذلك هم فلان وفلان .
لاشك ان هذه الدموع المذروفة والتهرب من الجريمة لاتنفع في شيء امام القضاء الذي يصدر القرار وفقا لنوع الجريمة .
الذين حضروا الى مؤتمر (اربيل للتطبيع ) جميعهم حضروا عن وعي تام ومن استغفل فقد غادر المكان على اسرع مايكون .
الجهة التي اعدت للمؤتمر ليست بقليلة الامكانيات فقد اشتركت دول عديدة بهذه القضية وكل حسب تكليفه بدء من الولايات المتحدة والامارات واسرائيل وحكومة الاقليم .
حاولت الجهات الداعمة للمؤتمر ان تجعل من الحضور عناوين كبيرة من ممثلي الشعب العراقي ،وان تضغط على اصحاب القرار الاميركي بدعم الشخصيات الحاضرة لكن ردة الفعل الرسمية والشعبية كشفت للجميع ان الخزين الفكري والثقافي الرافض ل(التطبيع ) مع الصهاينة كبير جدا وقد لايصدق .
هناك خيبة كبيرة داخل اسرائيل فقد اكد الاعلام الصهيوني بان نتائج المؤتمر جاءت لصالح الخصوم فقد ظهر الحاضرون وهم يكثرون الاعتذار بانهم استغفلوا واخرون فروا او طردوا من الاقليم فيما كانت هناك بيانات رسمية من جميع المؤسسات العراقية بالرفض والشجب واضعاف اضعافها من الاطراف الشعبية ،بينما كانت فصائل (المقاومة ) هي الاكثر سعادة لانها حصلت على تفويض شعبي ورسمي ضد اسرائيل وضد التواجد الاميركي باعتبار ان الاخيرة هي من رعت المؤتمر .
البيانات التي صدرت عن الاحزاب وفصائل المقاومة في لبنان وسوريا وفلسطين واليمن والعراق وغيرها ،اضافت الى رصيدها المقاوم رصيدا شعبيا ورسميا ،بالاضافة الى ان نتائج (خيبة ) المؤتمر ستوفر فرصة لشعوب الدول المطبعة ان تعبر عن مواقفها بشكل اكثر صراحة ووضوح .
ان انعقاد (المؤتمر ) في اربيل غير انعقاده في مناطق عراقية اخرى ،حيث يعلم العرب جميعا ان احزاب هذه المناطق من العراق كانت لهم علاقات طويلة مع اسرائيل فيما جاءت ردود الفعل القاسية بالضد من مناطق العراق الاخرى سواء العربية او التركمانية .
في اليوم الثاني  الذي اعقب المؤتمر وفيما كان الحاضرون يبحثون عمن يصدق استغفالهم كان الصهاينة قد ارتكبوا مجزرة بالضفة الغربية قتلوا فيها خمسة من الشباب الفلسطيني .
اضطر الملك الاردني عبد الله ان يلتقي برئيس وزراء الكيان الصهيوني (سرا ) خلال هذه التداعيات .
هناك معادلة يجب ان نفهمها (الصهاينة يتلقون ثقافة يومية بالعداء للعرب والمسلمين وان الاحزاب داخل الكيان تتبارى بعدائها ايضا للفوز بالانتخابات في ذات الوقت فان العرب والمسلمين عموما يتلقون ثقافة يومية بالعداء للكيان الصهيوني ،وان اقرب الشخصيات السياسية والثقافية لنفوس الناس  هو ذلك الرافض للتواجد الصهيوني على ارض  فلسطين ) هذه المعادلة هي التي جعلت سفير اسرائيل لدى القاهرة يقول (دخلت غريبا وخرجت غريبا مصابا بالكآبة ) وان تعجز مملكة المغرب بايجاد مكان لمكتب السفارة الاسرائيلية بالرباط بسبب الرفض الشعبي .
ان رؤوساء الدول الذين طبعوا مع اسرائيل كانوا قد اصيبوا باحباط كبير حيث سألوا الرئيس المصري انور السادات بعد (التطبيع ) ؛-كم هو الموقف بيد اميركا ؟ فرد (99‎%‎)!
اما الممالك التي تبعت مصر (الاردن ،المغرب ،الامارات ،البحرين ) فهذه لاتملك امرها وتساق الى (التطبيع ) رغما عنها 
لانها لاتملك ان ترفض  !
المؤتمر الذي انعقد في اربيل ،كان عنوانه (الفشل )و(الخيبة ) لدى الاوساط التي رعته 
والدليل (التبرئة ) !
دعوني اسال ؛- هل يستطيع احد من الذين حضروا المؤتمر ان يستعيد مكانته الاجتماعية او السياسية او القيمية بين اهله او مجتمعه وابناء وطنه بعد الفضيحة هذه ؟ اقول (كلا ) لان مثال الالوسي ظل عنوانا للانكسار والخيانة منذ ان تم الاعلان عن زيارته لاسرائيل وحتى يومنا هذا .!
وكذا بالنسبة للذين رافقوا السادات في رحلته الى اسرائيل اما انهم قتلوا بدء من السادات الى القاص يوسف السباعي او عاشوا غرباء في اوطان اخرى .
اسرائيل لاتحمل سماة دولة انها مجرد عصابة توفرت لها فرصة للاستيلاء على ارض غير ارضها ،فبقيت هذه (العصابة) تدير شؤونها بذات الوسيلة الاجرامية التي احتلت فيها الارض وقتلت اهلها منذ عام 1948 وحتى يومنا هذا ،وان كل المطبعين لم يستطيعوا ان يغيروا من سلوكها ،ولا من سلوك شعوبهم ضدها .
ان مشهد الذين حضروا مؤتمر (السلام والاسترداد ) باربيل بعد انتهاء المؤتمر اكد -تماما- ان هؤلاء ليسوا باكثر من شخصيات فاقدة لمعاني وجودها القيمي والوطني ،هربوا الى الامام بعد سلسلة هزائم نفسية .
فمثلا مثال الالوسي اراد ان يعبر عن سخطه على المجتمع بعد مقتل ولديه الشابين على يد الارهاب بالذهاب الى اسرائيل كتعبير عن الهزيمة النفسية والانكسار .
ان خلف جميع من حضر آلى المؤتمر عن (عمد ) هزيمة وعقدة اجتماعية او سياسية او نفسية .!