أيران والعراق ... توأمة عقائدية


المتابع للشأن السياسي العراقي والإيراني على حد سواء ، يرى بأن الشعبين قد تعرضا لإكبر مظلومية وقعت عليهم في التأريخ المعاصر . وذلك بسبب طيش الحكومات العربية ( الوهابية ) التي دقت أسفين الطائفية   أبان أنتصار الثورة الإسلامية الأيرانية  . فكانت حرب الثمان سنوات عصارة الجهد الطائفي التي عملت عليها أعتى أجهزة المخابرات الشيطانية متمثلة بمخابرات أمريكا وأنكلترا والكيان الصهيوني ، الذين دعمو حكم الرئيس المخلوع صدام حسين . 
لكن هذه الحرب لم تغيير من الواقع شيئاً ، فسرعان ما عادت الأمور بين الشعبين الى نصابها الطبيعي ، بعد أن أقصي صدام من سدة الحكم الفاشستي ، وبدأ التلاحم الشعبي بين البلدين برعاية مرجعية واضحة .  هذا لم يرق للمنظومة الخليجية ، والإمريكية التي بدأت تستشعر الخطر القادم على مصالح الأمن القومي الصهيوني بعد هذا التقارب الكبير ، فعمدت الى أدواتها بالداخل والخارج على زعزعة أمن البلدين الإيراني والعراقي في محاولة من تلك الدول الأستكبارية بأبعاد الشعبين عن بعضهما بشتى الوسائل والسبل . 
فكانت القاعدة وداعش وأسقاطات تشرين الهزيلة هي الأدوات التي حاول المستكبر العمل عليها في العراق من أجل توهين الشعب العراقي ، وأضعافه وأستنزاف موارده في حروب جانبية حتى لاتكون هناك عملية سياسية عراقية  بأمكانها التوجه صوب أيران . لقد سلط الإعلام المضلل أضوائه على عقلية المتلقي ، في أكبر عملية غسيل دماغ للشارع العراقي والعربي بتشويه صورة أيران ورسم صورة قاتمة للعلاقة الستراتيجية بين البلدين الجارين المسلمين ، للحيلولة دون تقارب هذين الشعبين . فكانت شعارات أيران بره بره وغيرها من الشعارات  المقيته التي تلاقفوها صبيان السفارة من أجل أسقاط هذه العلاقة العقائدية بين الشعبين العراقي والإيراني . 
السؤال المهم ، هل نجحت واشنطن وكيانها الصهيوني بالنيل من هذه العلاقه ؟ 
نعتقد أعتقاداً جازماً ، أن التلاحم الكبير الذي حصل بعد فتوى الجهاد الكفائي ، والنصر على  جرذان داعش ، قد قلب الطاولة على من روج لفكرة التباعد بين البلدين . ربما أنطلت بعض الحيل على الشباب المغرر بهم في قيادة العقل الجمعي بأتجاه التسقيط ، لكن هؤلاء لايشكلون الأعم الإغلب من الشباب العراقي ، أن الأعم من الشباب العراقي الرسالي قد  أنخرط في محور المقاومة بأبهى صورة تلاحمية عقائدية مع الشعب الإيراني ، متخطياً بذلك كل المؤامرات التي أحيكت ضد الشعبين . 
هنا يبرز سؤال مهم آخر هو ، هل ستسلم واشنطن وأدواتها في المنطقة بهذه النتيجة ؟ 
قطعاً لا . لأن المحور المقاوم اليوم قد أربك المحتل ، ووصل الى العمق الصهيوني في فلسطين المحتلة ، وأخذ بتغيير المعادلات الردعية العسكرية في جبهات اليمن والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين ،  وهذا أغاض أمريكا وحلفائها كثيرا . ما نراه اليوم من كيد شيطاني أستكباري ضد العراق وأرباك المشهد السياسي بالألتفاف على قرار البرلمان العراقي القاضي بأخراج المحتل الإمريكي ، هو السيناريو الأكثر خطورة على البلدين العراقي والإيراني . أن أفشال مخطط التطبيع بين العراق والكيان الصهيوني ، وبروز الحشد الشعبي والفصائل المقاومة كقوة عقائدية ، أربك المخطط الصهيوني كثيراً ، وجعلها تعيد كثير من الحسابات الخاصة بالعراق وأيران . 
تبقى كلام ،  لمن يتشدق بالنفوذ الأيراني في العراق ، نقول وبكل بساطة أن العراق محتل من قبل الجيش الإمريكي ، لا الإيراني . نعم التعاون العراقي والإيراني قائم بأعتبار هناك ملفات أقتصادية ضخمة بين البلدين ، والطاقة أهم هذه الملفات التي حاول ويحاول المحتلة الإمريكي عدم تقديمها للشعب العراقي كورقة ضغط على القوى السياسية التي أندك بعضهم في تلك الإجندة الامريكية وأصبح أداة من أدواتها . لا وجود لجيش أيراني في العراق ، لكن هناك قواعد عسكرية أمريكية على طول الجغرافيا العراقية وعلينا النظر  بعينين لا بعين واحدة .