البرلمان الحاضر الغائب!!!


بالرغم من الدعوات المتكررة لعقد جلسات البرلمان  الا أنه في كل مرة يفشل في عقد جلساته ولمدة تزيد على الشهرين ، فمنذ أنطلاق الحملة الأنتخابية غاب البرلمان عن الساحة 
واصبحت الجلسات معلقة.

وكان ذلك متوقعاً من أغلب المراقبين للوضع السياسي العراقي كونهم الأقرب الى تفكير وسلوك السياسيين العراقيين.

فبمجرد اعلان ارقام المرشحين والقوائم الانتخابية أنطلق أعضاء البرلمان الى مناطقهم الأنتخابية وأصبحوا مشغولين بهموم ناخبيهم والبعض أصبح يمثل المجلس البلدي لمنطقته ويقوم بخدمات رصف الشوارع والتنظيف وصيانة شبكات الكهرباء في حملة غير مسبوقة.

السؤال يبقى لماذا بقي البرلمان مستمراً في عمله اذا كان عاجزاً عن أداء وظيفته التشريعية والرقابية ؟ 

 ولماذا تم الألتفاف على الدستور العراقي الذي نص على حل البرلمان قبل موعد اجراء الأنتخابات بستين بوماً ، وأصدر البرلمان قراراً بحل نفسه قبل يومين من موعد إجراء الأنتخابات.

أذا كان القصد من أستمرار البرلمان هو التشريع والرقابة فلم يقم البرلمان في هذه الفترة بأصدار أي قانون أو تشريع أو قراءة مسودة قانون ، كذلك لم يقم البرلمان بأستضافة أو مسائلة أي مسؤول في الحكومة برغم الملفات الكثيرة المطروحة في جدول أعماله.

وتأتي الجلسة الأخيرة لتعلن عجز البرلمان عن عقد جلسته التي أعلن عنها  وأصدر جدول أعمالها ولنفس السبب المعروف (عدم أكتمال النصاب القانوني).

أقول وبكل صراحة لأعضاء مجلس النواب المحترمين ، أنتم تبعثون برسالة سلبية الى ناخبيكم في عدم حضوركم جلسات البرلمان وبصورة متعمدة ، وبقائكم في البرلمان هو لغرض الأستفادة من الأمتيازات التي أنتم عليها لدعم حملاتكم الأنتخابية ،  وهذا سيعطي نتائج سلبية بعزوف الكثير من المواطنين عن أنتخابكم لأنكم عجزتم في هذه الدورة البرلمانية عن أداء وظيفتكم التي انتخبكم الشعب لها ، وكبلتم المواطن بأعباء مالية وأقتصادية في قانون الموازنة الأتحادية ، ولم تقدموا أي منجز يذكر لكم بحيث ستكونون في مواجهة ساخنة مع ناخبيكم أياً كانت الأعذار التي ستقدمونها.

لكننا نأمل كما يأمل المواطنون في الحصول على برلمان جديد يكون قادراً على أنتاج حكومة وطنية قوية تتمكن من تلبية طموح المواطن العراقي ، حتى يبقى الأمل موجوداً وتكون العملية الأنتخابية هي الطريق الأسلم للتغيير والتبادل السلمي للسلطة.