تقدير موقف

طالبان ورقة استراتيجية تُستثمر أمريكياً


 

لا زال البعض يُصرّ على مقاربة الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، على أنه هزيمة نكراء، لكن في العمق، فأنه لم يتم طرد الولايات المتحدة من أفغانستان، بل على العكس تماماً، إذ تشارك واشنطن في إدارة الانتقال الاستراتيجي نحو تشكيل إمارة طالبان الإسلامية.

 اميركا جعلت طالبان "الحركة الاسلامية المتشددة عقائدياً"، على حدود الصين وروسيا وإيران، وقطعت أوصال تحالف شنغهاي، ومنعت مدّ طريق الحرير الى المياه الدافئة "الخليج العربي"، والذي يمر من خلاله ٢١% من طاقة العالم، ناهيك عن الاشغال السياسي الذي ستمر به دول الجوار الافغاني لعودة طالبان الى الحكم.

 كان ينظر إلى كل من أفغانستان وفيتنام، على أنها قطع شطرنج، سعت الولايات المتحدة للسيطرة عليها لأغراضها الخاصة. 

 في فيتنام، كان الهدف هو إبراز قوة الولايات المتحدة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ومنع ظهور دولة اشتراكية قوية.

 وفي أفغانستان، كان الهدف هو إبراز القوة في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، والاستفادة من الثروة المعدنية غير المستغلة في البلاد. 

 ضمن ما سبق، ليس من الصعب قراءة ماهية الإستراتيجية الأمريكية، إذا أخذنا في الاعتبار المصالح الأساسية التي تقود السياسة الخارجية للولايات المتحدة.