ارتداد الضربة اليمنية في العمق الاسرائيلي


ترقب اسرائيلي في وسط تطورات ابو ظبي ، واهتمام أمني وعسكري يشغل الفكر الاسرائيلي ، إضافة لتوجه اصابع الاتهام إلى ايران إزاء الهجوم الذي شنه الجيش اليمني في الامارات .ماذا عن توجهات الرسائل الردعية اليمنية ، وفي أي اتجاه ومدى ستصب مفاعيلها في المنطقة ، 

الهجوم الذي شنه الجيش اليمني واللجان الشعبية في اليمن بواسطة مسيرات انتحارية ، دكت في العمق الاستراتيجي للامارات ، فرد صداها في اسرائيل ، بإبداء الدعم والمساندة والوقوف إلى جانبها ، والتحريض ضد ايران ، بطريقة ممنهجة ، وطبعا خشية من تكرار السيناريو في اسرائيل ، بحسب خبراء ومحللين بالشؤون العسكرية و الأمنية مهمتها الاطلاع على المستجدات في المؤسسات العسكرية في ابو ظبي ،وهذا الترقب المشبوه حوله ، يمثل خلل كبير في نظام الأمن الاسرائيلي المنغلق سرا ، وقد كشفته القدرات الصاروخية اليمنية من خلال الضربة التي اخترقت الخاصرة الاستراتيجية للامارات ، وحدثت ضخا اعلاميا اسرائيليا متوجه به نحو الرأي العام العالمي ، لتغطي على جرائم حلفاؤها ، وبذات الوقت لتقلص المناورة الاسرائيلية و التأثير على مايدور في الغرف المغلقة في فيينا ، بما أنها تعتقد أن ايران أقدمت على مفاوضات فيينا ليس من موقع القوة ، بل بسبب امتلاكها الخبرات العلمية ، إضافة لقدرتها العالية على فرض الشروط التي لا تناسب امريكا ومساندتها اسرائيل ، فكان المقصود الرئيسي بالرد اليمني من خلال الرسائل المتعدة الاتجاهات ، هي 

دول التطبيع المرتهنة بشكل كبير بالقرار العسكري ، وبطبيعة الحلفاء وعلاقاتهم التجارية والسياحية والاقتصادية التي لها علاقة وطيدة مع الكيان الصهيوني وفي مقدمتهم الامارات ، نظرا لدورها المهم في المنطقة بحسب اسرائيل .

وفيما يتعلق بالخطر الحقيقي التي تخشاه اسرائيل ، هو تنامي القدرات الصاروخية لدى اللجان الشعبية اليمنية  ، فخرجت مسرعة بمصطلحات ومفردات كان قد عنونتها الخطاب السياسي الصهيوني وفتح مجال قنواتها للتضليل والفبركة وإبرام صورة الخطاب الاعلامي بما يتناسب معها على أن العدوان الممارس على اليمن منذ سبع سنوات حتى اليوم لا أساس له من الصحة ، وهذا طبعا له دوافع امريكية تنحدر نحو طموح وأحلام الشعب اليمني . 

إذ أن الاتجاه الاخر من الرسائل المتبقية تتعلق بالادارة الامريكية ،التي تحاول دائما أن تكون على أهبة الاستعداد لتقديم النموذج الاسرائيلي ، بما انها جاهزة لأن تكون بمثابة المساند والداعم الأول لسياسة الأنظمة التابعة للولايات المتحدة الامريكية التي تنفذ سياستها في المنطقة شرط ان تكون مرتبطة بشكل عضوي في المشروع الامريكي ، وضمنيا الاسرائيلي ، وحكما لها علاقة مركزية في منطقة الشرق الأوسط وما يتعلق بالأمن القومي الاسرائيلي ، وطبعا هذة العوامل جميعها لاحظنا الحديث الاسرائيلي وهو يتمحور حول تعاظم القدرة الصاروخية والقلق الجشع خشية ضربة مماثلة لها ، والتي جاءت ردا على جرائم العدوان في صنعاء والحديدة وصعدا ، وذلك من خلال بيان للقوات المسلحة اليمنية حيث قالت : أي اعتداءات مماثلة بجريمة صعدا ،ستكون مهددة للسلام في الشرق الأوسط ، والمنطقة ، أمام ما يجري من جرائم في اليمن في ظل التعتيم الاعلامي الذي سبق وقطعت الاتصالات في الحديدة ، فإرتدادات الضربة ومفاعيلها ربما قد تطال اسرائيل بما انها ايضا ضمن دائرة الاستهداف في حال أقدمت على حماقة سياسية او عسكرية  ، فالجيش اليمني وقدراته العسكرية اليوم ليس كما قبله في ظل حشد تضامني من الشعوب التي ضاقت زرعا من الكيان الصهيوني .