أمريكا براكماتية حتى مع الحلفاء


كل  العالم شهد تخلي أميركا عن حلفائها الكرد في سوريا وتركت تركيا تجتاح مناطقهم مرتين، لان مصالحها مع الأتراك اكبر. 

وبدأت بتخفيض عدد قواتها في المنطقة وسحبت بطاريات الصواريخ منذ عهد ترامب، ولكن القلق الإسرائيلي بدأ قبل ذلك عندما طرح شيمون بريز في كتابه( الشرق الأوسط الجديد) فرضية ان تتفق الولايات المتحدة وايران في الملف النووي. 

  وما هو مصير إسرائيل؟  واقترح آن يقام تحالف عربي اسرائيلي على اساس العداء للجمهورية الإسلامية في إيران، وان يكون عراب التحالف السلطة الفلسطينية. 

لذلك اعترفت ١١ دولة بالسلطة الفلسطينية خلال المفاوضات النووية ومنها الفاتيكان، ثم سارعت الدول العربية للتطبيع ظنا منها ان إسرائيل ضامن لأنها. 

ولكن ما حدث من متغيرات منها هزيمة إسرائيل الكبرى في معركة سيف القدس، وعدم قدرتها على حماية نفسها، بالإضافة لاستمرار بايدن بسياسة ترامب لإرضاء الداخل الأمريكي عبر تقليل عدد قواته في المنطقة وتقليل النفقات. 

كل ذلك جعل الدول العربية تعيد حساباتها بعلاقتها بالجمهورية الإسلامية وفعلا قادت بغداد اربع جولات مفاوضات بين إيران من جهة وبين السعودية والإمارات ومصر والاردن من جهة أخرى وكل على حده. 

ثم جاءت قاصمة الظهر للاسرائيلين والاوكرانيبن وتايوان، عندما انسحبت الولايات المتحدة من افغانستان وتخليها عن الحكومة الحليفة لها وتسليم البلد بيد طالبان.

وكان الأمريكي يخطط لإلغاء طريق الحرير عبر تواصل طالبان مع الايغور في الصين واخلال الأمن في مقاطعة جيانغ يانغ التي يمر بها المسارات الأربعة لطريق الحرير. 

وارباك إيران بحروب طائفية ومهاجرين ، واقلاق روسيا بارهاب قادم من الجنوب، الا ان هذه الدول كانت قد رتبت علاقاتها مع طالبان عبر قطر وباكستان، وتحول التخطيط الأمريكي لهزيمة كبرى.

ما اعتقده آن مؤتمر بغداد المزمع إقامته لطمئنة حلفاء أمريكا قبل انسحابها، ممكن ان يكون فرصة لافشال التطبيع وتحييد الجانب الصهيوني وعزله، خصوصا وهو مصدوم من موقف الولايات المتحدة في أفغانستان وكذلك حلفائه الخليجيين.

يجب أن يتم ترتيب العلاقات بين دول الخليج وايران، وضمان سلامة هذه الدول وعزل الكيان الصهيوني ووضعه بمكانه الطبيعي غاصب ومحتل اجنبي.. والله ولي التوفيق..