نحن لا نُشطب!!


(النَّاسُ ثَلَاثَةٌ فَعَالِمٌ رَبَّانِيٌّ وَمُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِيلِ نَجَاةٍ وَهَمَجٌ رَعَاعٌ أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ يَمِيلُونَ مَعَ كُلِّ رِيحٍ لَمْ يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ الْعِلْمِ وَلَمْ يَلْجَئُوا إِلَى رُكْنٍ وَثِيقٍ يَا كُمَيْلُ الْعِلْمُ خَيْرٌ مِنَ الْمَالِ الْعِلْمُ يَحْرُسُكَ وَأَنْتَ تَحْرُسُ الْمَالَ وَالْمَالُ تَنْقُصُهُ النَّفَقَةُ وَالْعِلْمُ يَزْكُوا عَلَى الْإِنْفَاقِ وَصَنِيعُ الْمَالِ يَزُولُ بِزَوَالِهِ يَا كُمَيْلَ بْنَ زِيَادٍ مَعْرِفَةُ الْعِلْمِ دِينٌ يُدَانُ بِهِ ، بِهِ يَكْسِبُ الْإِنْسَانُ الطَّاعَةَ فِي حَيَاتِهِ وَجَمِيلَ الْأُحْدُوثَةِ بَعْدَ وَفَاتِهِ وَالْعِلْمُ حَاكِمٌ وَالْمَالُ مَحْكُومٌ عَلَيْهِ، يَا كُمَيْلُ هَلَكَ خُزَّانُ الْأَمْوَالِ وَهُمْ أَحْيَاءٌ وَالْعُلَمَاءُ بَاقُونَ مَا بَقِيَ الدَّهْرُ أَعْيَانُهُمْ مَفْقُودَةٌ وَأَمْثَالُهُمْ فِي الْقُلُوبِ مَوْجُودَةٌ) الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام.

هكذا تصنع الدنيا بنا!، (لأنَّ الدَّهْرَ يَوْمَانِ يَوْمٌ لَكَ وَيَوْمٌ عَلَيْكَ وَأَنَّ الدُّنْيَا دَارُ دُوَلٍ فَمَا كَانَ مِنْهَا لَكَ أَتَاكَ عَلَى ضَعْفِكَ وَمَا كَانَ مِنْهَا عَلَيْكَ لَمْ تَدْفَعْهُ بِقُوَّتِكَ) فليس هناك مبرر للخوف والجزع ومهما بالغ الشيطان في تحريض حزبه وأوليائه فليس بوسعهم أن يغيروا شيئا مما قدره الله.

ان يتربص بك أعداء كثيرون يسعون لإلحاق شتى صنوف الأذى بك فهذا أمر مألوف مذ قتل قابيل أخاه هابيل ولأن الدنيا دار ابتلاء وعناء ولأن الناس يتحاسدون ويتباغضون ويتقاتلون تارة من أجل المال وتارة أخرى من أجل الرفعة والعلو وتارة ثالثة من أجل الرئاسة والملك!!.

ومهما حاولت أن تقنع أعداءك الذين قد يكونون من نظرائك في الدين أنك لا تريد بهم شرا ولا تبغي لهم الغوائل فليس سهلا إقناعهم بالكف عن إيذائك والإيقاع بك بعد أن أشعل الحسد النار في قلوبهم وحولهم إلى شياطين تمشي على الأرض وتمارس شتى صنوف الكذب والتضليل كما أن الفشل والإحباط لن يقنعهم بالتوقف والكف بل سيزيدهم عتوا ونفورا فالحسد نارٌ تحرق مشعلها حتى ولو نجح في إحراق خصومه المفترضين.

الثابت لدي أن حرب تسقيط وافتراءت كبرى قد شنها البعض لشطب العبد لله من ساحة الفكر والرأي والمعتقد وكأنها معركة أسلحة مشتركة استخدم فيها سلاح التشويش والتعطيل والتشويه وقد تسببت قطعا في إلحاق بعض الأذى بمن لا يملك ناصرا إلا الله سبحانه وتعالى إلا أنها لم تنجح في تحقيق الغاية الأساس من وارئها وهي الإلغاء!!.

عندما نقول (نحن لا نُشطب) فسبب ذلك أن رسالتنا قد وصلت بالفعل ربما أبعد مما كنا نأمل ونظن!!.

ربما ما زال ممكنا شطب الجسد وهذا أمر حتمي عبر انقضاء الأجل الآتي حتما لا ريب فيه إلا أن شطب ما قدمناه مهما كان تقييمنا أو تقييم الآخرين له أصبح جزءا من الماضي!!.

(وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ * قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ * وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) النمل. 48-50.

انتهت معركة شطب الأفكار وبقيت معركة شطب الجسد وربما كان هذا أمنية لنا تأسيا بالإمام علي بن أبي طالب عليه السلام (متى يأتي أشقاها).

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.