أسرار خلف انتقاد النخبة العالمية لصحيفة شارلي ابدو على الإساءة للسيد الخامنئي
بعد الإساءة التي قامت بها صحيفة شارلي ابدو الفرنسية، للشخصية الإسلامية العالمية الأممية، قائد الثورة الإسلامية في إيران المرجعية الشيعية الدينية والسياسية الإمام الخامنئي، تحرك الكثير من النخب الأوروبية رافعا صوته معترضا على هذه الإساءة، ليس من باب التضامن مع العالم الإسلامي أو الشعب الإيراني ومقلدي الإمام الخامنئي حول العالم، بل من باب، أن ما قامت به شارلي ابدو هو خطأ استراتيجي يساهم بصورة غير مباشرة للتسويق للإمام الخامنئي عالميا، وخاصة بعد الاعتراضات وما سيكتب وينشر، مما سيدفع بالكثير من الأوروبيين لاحترام شخصية الإمام الخامنئي، لما لها من قداسة عند عدد كبير من المسلمين، مما يعني بأن هناك عملية بحث كبرى ستجرى حول شخصية الامام الخامنئي وربما تؤدي بالختام ان يتأثر الكثير من الاوروبيين خاصة ابناء الجيل الجديد بشخصية وكاريزما الامام الخامنئي.
وفعليا أن الهمس عن هذا الموضوع أكدته الإحصاءات في متصفح جوجل الذي رصد أن البحث العالمي بعد إساءة شارلي ابدو عن اسم الإمام الخامنئي يكاد يقترب من الذروة كما حصل عام 2022 في شهر أيلول، بعد الحديث عن صحة الإمام الخامنئي عالميا.
وتضيف الكثير من الوسائل والمراكز الغربية التي تابعت تداعيات الرسم المسيء للإمام الخامنئي، بأن هذه الإساءة لم تلق آذانا صاغية في العالمين العربي والإسلامي، ولم تترك أي تأثير، بل كثير لم يعلقوا على الموضوع كون الصحيفة شارلي أبدو مشهورة في إساءاتها إلى الرموز الإسلامية وفي مقدمتهم رسول الإسلام محمد، وقد صدر الكثير من المواقف التي شجبت وأدانت هذا التعدي غير الأخلاقي الذي تمارسه شارلي ابدو بحق رموز كبيرة في العالم، ومن بينهم الإمام الخامنئي.
ومنذ يومين وبعد وصول خبر الرسوم المسيئة للإمام الخامنئي، بدا العالم يلحظ تعاطيا مختلف من قبل المسلمين مع قضية شارلي ابدو، عكس ما حصل بالسابق عند الإساءة إلى رسول الإسلام، فقد توقع الكثير من أعداء الثورة الإسلامية في إيران أن تحصل بعض ردود الأفعال بطريقة فوضوية عنيفة، وكانوا بانتظار حصولها وحدوثها من أجل استغلالها لمهاجمة ايران واتهامها بتشجيع استخدام العنف، إلا أن الاعتراض الشيعي على الرسوم المسيئة للقائد الخامنئي، جاء بأسلوب اعتراضي ديمقراطي، بعيد عن العنف والفوضى، كما أن المواقف والمقالات والإدانات التي صدرت كان لها صدى نخبوي عميق، له أبعاد إنسانية فلسفية فيها الكثير من الوعي والحكمة، والحجة والبراهين، مما يوحي بان الشيعة في العالم يمتلكون مساحة كبيرة جدا من الحوار.
وفي الختام أن صحيفة شارلي أبدو ليست سوى صحيفة ركيكة، لا تصلح لصناعة الراي العام، وقد فشلت مرات كثيرة بصناعة مكانة لنفسها أوروبيا، وأحيانا كثيرة تم حظرها وإغلاقها وإيقافها عن الصدور بسبب إساءاتها للكثير من الثوابت الأخلاقية حتى ضمن أوروبا.
ولا يخفى على السياسيين أن صحيفة شارلي أبدو هي صحيفة تمولها جهات دولية تسعى إلى زعزعة الاستقرار في أوروبا، من خلال الدفع بالأوروبيين للتصادم مع المهاجرين المسلمين، خدمة لأعداء فرنسا.
وقد ظهر الكثير من المواقف الفرنسية التي تؤكد بان ما تمارسه شارل أبدو لا علاقة له في حرية الرأي، بل هي تمارس الإرهاب الفكري على الكثير من الأقليات المتواجدة في أوروبا، كما أن رسوماتها والمواد التي تنشرها تسيء إلى الأعراف الإنسانية، وتشكل انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان، وتعديا على مشاعره الخاصة، وحقه بممارسة شعائره الدينية التي كفلتها شرعة الأمم المتحدة.
وهناك توجه لدى شريحة كبرى بتقديم الاعتراضات لدى الحكومة الفرنسية لوقف هذه الصحيفة غير الأخلاقية، والتي تقوم باستخدام أساليب غير أخلاقية تسيء إلى القيم الإنسانية عامة.
ومهنة الصحافة وعلة وجودها هو الارتقاء بالإنسان.
التعليقات