اعتراف أمريكي بنِدِّية الصين لهم اقتصادياََ وعسكرياََ


الولايات المتحدة الأمريكية... 
ثلاث مائة وسبعون مليون نسمة جميعهم لَمَم°.. 
بمساحة ٩،٨٣٤٠٠٠كلم°

تُواجه الصين...
بمليار وما يقارب الخمسمائة مليون نسمَة.
وتسعة ملايين وستمائة ألف كلم٢

قُوَّتين إقتصاديتين وعسكريتين تضج بهما وسائل إعلام العالم حيث طفا القلق الأمريكي على السطح، من بلوغ الصين مرتبَة النِدِّية الحقيقية لها، من حيث قوة الاقتصاد والصناعة وتنامي القدرات العسكرية المعلنة منها والسرية.
 
تَتفوَّق الصين على نظيرتها الأمريكية بفائض مالي ضخم يُقَدَّر بِ ١١٠٠ مليار دولار أميركي، عدا سندات الدين الأمريكية المُستَحِقَة لها، والتي إذا ما قامت "بكين" ببيعها ستدفع بالدولار نحو الإنهيار، بعد أن بلغَ الدين الحكومي الأمريكي أكثر من 100% من مجموع الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة، في وقت تشكل فيه المديونية للدول الأخرى 30% فقط من مُجمَل منتوجها، للصين وحدها 1.1 تريليون دولار تقريبا، أي ما يعادل أكثر بقليل من 4.5% من الدين العام بأكمله،
كُل هذا هو السبب الرئيس لقلق واشنطن من تثبيت الصين نفسها في المعادلة السياسية الدولية كدولة عظمَىَ منافسة، من الممكن أن تحُل مكان الولايات المتحدة الأميركية وتكسر هيمنة واشنطن وسطوتها المالية، ويصبح اليُوان الصيني عملة العالم المتداولَة كبديل عن الدولار. 

شعَرَ الأمريكيون الذين يرزحون تحت وطأة عجز مالي كبير بأنهم تأخروا كثيراََ عن الإلتفات نحو بحر الصين، بسبب تركيزهم على النهب والتدمير المنظمين لدوَل العالم العربي والإسلامي في غرب آسيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، 
بعدما زرعوا فيهما غُدَّة سرطانية أعتبروها قاعدة عسكرية متقدمة لهم، ظنوا أنها ستكون ذراعهم الذي يخيف أعداءهم، وقدموا لها كل أنواع الدعم المادي والعسكري على حساب ثروات العرب،بهمة وقوَّة ملوك وأمراءورؤساء نَصَّبوهم أولياء الأمر على كل المنطقة.

الرئيس الأمريكي جو بايدن اعترف للرئيس الصيني "شي جي بينغ" أن الصين دولة عظمَىَ ونديَة للولايات المتحدة، ولابُد من الحوار البَنَّاء بينهما للوصول إلى إتفاق حولَ النقاط الخلافيةالمشتعلة تجارياََ، وفيما يخص مسألة تايوان التي أقر بايدن مؤخراََ وبشكلٍ صريح ،أنه لا يدعم استقلالها، في أكبر متغيِّر واستدارة للإدارة الأمريكية في منطقة شرق آسيا منذ عقود. 

الأمريكييون، كما نعرفهم ويعرفهم العالم، بائعوا أصدقاء وحلفاء بشكلٍ مفاجئ، فهُم مَن سبقوا كل الأمبراطوريات القديمة والحديثة، في بيع الحلفاء والأصدقاء والتخلي عنهم، بدءاً من فييتنام، مروراََ بنظام شاه إيران، ونظام صدَّام حسين، وحسني مبارك، وزين العابدين بن علي، ومُعَمَّر القذافي،
والآن السعودية تَتَرَنَّح على كَف عفريت أمريكي، وستنقلب على منخارها قريباََ جداََ بإذن الله.

حتى إسرائيل أصبَحت عبئاََ على واشنطن، ومن الممكن أن يأتي يوم وستتخلَّىَ عنها، بعدما عجزت عن تثبيتها كقوة اقليمية عُظمَىَ، بوجود مِحوَر المقاومة الذي تصدَّىَ لها وردعها، وحولها من قوة هجومية إلى كيان بدأَ يقلق على وجوده، وأصبحَ مدافعاََ بعد أن كان ينشر الرعب والخراب في المنطقة.

إن تَحَوُل أمريكا نحو بحر الصين الجنوبي الذي يقلقها؟ يفرض عليها إنهاء بؤَر التوتر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وربما سيكون للحديقة الأمريكية الخلفية نصيب منها بدليل الإتفاق الأميركي الأوروبي على تسوية الأزمة الفنزولية وإجراء إنتخابات حُرَّة فيها إنتهت بفوز حزب الرئيس مادورو فوزاً ساحقاََ على خصومهِ واولهم الإنفصالي (خوان غوايدو).

إنَّ رحيل القوات الأمريكية من المنطقة أصبحَ مؤكداً ووشيكاََ، وترك الأيتام واقع لا بُد منه، فما هوَ مصيرهم بعدَ ذلك؟ 
سؤال ستُجيب عليه الأيام القادمة بوضوح فلننتظر.