المازوت مقابل السلام!!
بداية نعبر عن تضامننا مع معاناة اللبنانيين في مواجهة الحصار الظالم الذي تفرضه أمريكا وإسرائيل وحلفاؤها العرب وندعو الله أن ينصرهم على القوم الظالمين.
ما تحدث به السيد حسن نصر الله في الليلة العاشورائية الخامسة ونقده الموجه لأولئك الذين يقومون بإسقاط بعض الأحداث التاريخية على الواقع المعاصر أو العكس يكشف عن جدل محتدم بين طريقتي تفكير ضمن الواقع الشيعي.
ربما كان البعض يعتقد أن علي حزب الله أن يلقي سلاحه ويتوقف عن تحدي الكيان الصهيوني المدعوم من قوى الاستكبار العالمي وحينذاك سينخفض سعر الدولار ويتوفر المازوت ويعيش الناس في تبات ونبات ويخلفوا صبيان وبنات كل هذا حسب زعمهم (تأسيا بصلح الإمام الحسن مع معاوية وهو صلح لم يأت بسبب الاضطرار وإنما جاء به الاختيار)!!.
حسنا!!
لنتفحص المسألة ولننظر في تفاصيلها وإمكانية استعادة هذا الصلح المقترح ولنبدأ أولا بالبحث عمن يقوم بدور معاوية باعتبار أن المرشح لاستعادة دور الإمام معلوم ومحدد ويرتدي عمامة سوداء!!.
الثابت أن معاوية بن أبي سفيان وبعد أربعة عشر قرن قد أصبح مؤسسة اخطبوطية ضخمة لها ألف ذراع.
في العام 2011 اتفقت الحكومة العراقية مع الحكومة الأمريكية على الانسحاب من العراق وطبعا لم يتضمن الاتفاق بندا ينص على عدم استخدام داعش ضد العراق ولا ضد الشيعة باعتبار داعش منظمة إرهابية تدينها أمريكا وتحاربها ووووو.
في العام 2014 قام الدواعش باجتياح العراق وقامت أمريكا –عفوا معاوية- بإدانة ما قاموا به وأرسلت قواتها لإعادة احتلال العراق!!.
السؤال هو: ماذا لو قرر صاحب القرار اللجوء لخيار المهادنة مع من سيكون الاتفاق؟!.
مع أمريكا أم مع أذرعها التي يجري توظيفها وتسليحها وتحريكها ويتم إدانتها في ذات الوقت؟!.
مع أي معاوية سيتم الاتفاق؟!، معاوية الأمريكي أم توأم روحه اليهودي أم مع السعودي أم مع حفيده القطري؟.
أليس لكل معاوية منهم ذمة سياسية مستقلة؟!.
لا يفوتنا أن السلالة الأموية الآن حاضرة ومنتشرة في أرجاء العالم وهي حقا عائلة محترمة سعت وما تزال تسعى لتخريب أي توافق أو هدنة أو مصالحة سمها ما شئت!!.
السلالة الأموية المنتشرة الآن في العالم ليست مجموعة من الحكام الحريصين على الوفاء بالتزاماتهم بعد تحوراتهم الجينية الإرهابية حيث يدعي كل واحد منهم امتلاك ذمة سياسية مستقلة بينما يقول الواقع أنهم مجرد أذرع للأخطبوط الأموي المتضخم والمتشعب.
ثم.. ألم يكن الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع أمريكا عام 2015 خيارا تصالحيا قُدم فيه الكثير من التنازلات وابتُلعت فيه الكثير من الغصص إلا أن معاوية القاطن في البيت الأبيض قرر نقضه ومن ثم لم يفض إلى النتيجة التي توخاها من أبرم الاتفاق!!.
لا أعتقد أن قادة المقاومة بحاجة لمن يوصيهم بالحرص على السلام ومنع الحرب طالما كان ذلك ممكنا، أما والحال كذلك فإذا كان من الموت بد فمن العيب أن تعيش جبانا.
من الذي قال أن الشيعة يرفضون الخيار التصالحي؟! فهم منتشرون في أنحاء العالم ويعيشون في كنف دولهم ولا يرفعون السلاح طلبا للحكم بل دفاعا عن النفس والعرض كما في لبنان وسوريا والعراق واليمن.
طالما كان الخيار التصالحي متاحا فأهلا وسهلا ومرحبا أما إذا كان الأمر استدراجا وفخا فلا مفر من المواجهة والدفاع عن الذات.
التعليقات