على هامش مؤتمر دول الجوار


لا يعدو مؤتمر دول الجوار  كونه ترسيخاً لوجود حكومة الكاظمي الذي يتصرف كوزير خارجية لا كرئيس مجلس وزراء لديه مهمات منوطة به داخلياً منها إجراء الانتخابات المبكرة والكشف عن هوية قتلة المتظاهرين وإخراج القوات الأجنبية؛ والملف الأهم في هذا اللقاء هو التعاطي مع فصائل المقاومة والحشد الشعبي في العراق.
مهّد الكاظمي لهذا المؤتمر برعاية  محادثات إيرانية- سعودية  في محاولة للعب دور الوسيط وعامل التهدئة في المنطقة بضوء أخضر أميركي لتتفرغ أميركا للجبهتين الصينية والروسية.
يفترض دستورياً ونحن على أعتاب الانتخابات المبكرة ويفصلنا عن موعدها أقل من ٦٠ يوماً أن تكون حكومة السيد الكاظمي حكومة تصريف أعمال تهتم بتمشية قضايا الدولة اليومية، لكن بحث حكومة الكاظمي عن المنجز الدعائي الدولي يشي بمحاولة تصديرها كحكومة قادمة بعد الانتخابات المبكرة، أو كحكومة تستمر حتى الموعد الدوري الاعتيادي للانتخابات في ٢٠٢٢.
لا أتوقع أن تدعى سوريا لهذا المؤتمر الا في الساعات الأخيرة قبيل الموتمر وبضغط إيراني إن وافقت حكومة السيد رئيسي على المشاركة في هذا المؤتمر.
الكويت متمسكة جداً بمسألة الديون ومن الصعب جداً توقع تنازلها الا بضغط أميركي ناتج عن وجود استجابةً من الحكومة العراقية والكتل السياسية لمطالب أميركا وشروطها بخصوص الحشد والفصائل.
تميل الجمهورية الإسلامية الى التهدئة والتعاون مع دول المنطقة لا سيما دول الخليج الفارسي ومنها السعودية، بمعزل عن التدخلات الأميركية؛ مالم تتمسك السعودية بكونها منفذاً للأجندا الصهيونية في ظل التعاون المكشوف مع تل أبيب.
لن تجرؤ حكومة الكاظمي على فتح ملفات المياه والاحتلال مع الجانب التركي
تحاول فرنسا أن تكون بديلاً اكثر مرونة سياسياً في غرب آسيا من أميركا، فيما بريطانيا تلعب هذا الدور استخبارياً، كما تحاول فرنسا تصفية حساباتها مع تركيا على الساحة العراقية فيما يخص الغاز شرق المتوسط واليونان وقبرص وليبيا، والملاحة في حوض المتوسط.
الكتل السياسية لا تهتم الا بالمكسب الانتخابي لكن بطريقة الكشك الانتخابي دون أي نظرة إستراتيجية أو خطوات ملموسة على أرض الواقع، ولا تجيد اقتناص الفرص
شخصية الكاظمي بكل تفاصيلها اختيرت بعناية لتنفيذ أجندا الكبار.