الاشتراكية الدينية

توضيح موقف الاشتراكية من الدين


الاشتراكية الدينية هي مصطلح يستخدم لوصف شكل من أشكال الاشتراكية التي تستند إلى القيم الدينية، يدعي عدة أصحاب ديانات رئيسية أن معتقداتهم الدينية تتناسب مع المبادئ الاشتراكية.

 نتيجة لذلك، نمت الحركات الاشتراكية الدينية داخل هذه الأديان. وتشمل هذه الحركات، الاشتراكية البوذية واليهودية والمسيحية والإسلامية، ولاهوت التحرير، إذ أن مسألة  الاشتراكية والدين لا تعني توضيح موقف الاشتراكية من الدين للجماهير فحسب، بل تسعى إلى توضيح أبعاد علاقة الاشتراكيين من الدين للاشتراكيين أنفسهم، الاتهام الأساسي الذي يوجه للاشتراكية هو "الإلحاد"، يستند هذا الاتهام على مقولة ماركس"الدين أفيون الشعوب"، وهي عبارة ناقصة تحتاج إلى توضيح ، فتكملة العبارة "الدين أفيون الشعوب.. وروح في عالم بلا روح وعزاء لمن لا عزاء له".

فقد كانت الكنيسة في أوروبا، جزءاً من مؤسسة الحكم والسيطرة والاستغلال المباشر، لذا فكانت تعتبر عدواً مباشراً أمام الجماهير في سبيل تحررها، فبينما اتخذت الثورة الروسية مواقف حازمة من الكنيسة، أعطت حقوقاً أكثر للمسلمين في الجمهوريات الإسلامية، منها حق استخدام اللغات المحلية، وفتح المدارس الدينية، واللجوء للقضاء الشرعي.

أما الاشتراكية الدينية فيما يتعلق بالصهيونية، فقد كانت تستخدم الدين في تبرير استعمارها لفلسطين وإبادة أهلها وهذا في العصر الحديث، أيضاً، كان الاستعمار الإسباني والبرتغالي لأمريكا اللاتينية يستخدم النصوص الدينية في تبرير احتلاله واستغلاله للشعوب الأصلية للقارة، ويعتبر نفسه مبشراً بالمسيحية، ويعطي نفسه حق مقاتلة كل من لا يقبلون سيطرته "المقدسة"، كان هذا في القرنين السادس عشر والسابع عشر، وفي سبعينيات القرن العشرين، تبلور في القارة نفسها "لاهوت التحرير" وهو تأويل ثوري للمسيحية، يقف إلى جانب الكادحين والمستغلين، وحقهم في النضال من أجل التحرر من الظلم والاستغلال. وهناك الكثير من الامثلة التاريخية في جميع الديانات التي ينطبق عليها الأمر نفسه.

بالتالي، نظرياً، ترى الاشتراكية الثورية، الاشتراكية الدينية جزء من تكوين المجتمع لا يمكن فهمه بمعزل عن فهم وتحليل تطور هذا المجتمع، والعلاقة بين القوى الفاعلة فيه، وبالتالي لا يمكن أن تنظر للدين في كل زمان ومكان باعتباره شيء واحد.