حوار مع الأستاذ : أسامة الدليل 

رئيس قسم الشؤون الدولية بالأهرام العربي 



أجرى الحوار : حسين المير 
إشراف الأستاذة : ربى يوسف شاهين 

موقع معهد أبرار معاصر طهران 


تطورات كثيرة فرضتها المتغيرات على الساحة الإقليمية 
والدولية وللإجابة عنها حاورنا الأستاذ أسامة الدليل
رئيس قسم الشؤون الدولية بالأهرام العربي 
من جمهورية مصر العربية .

بعد الترحيب بحضرتك استاذ أسامة سؤالي الأول لكم 

بعد لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان .
أي مسار سيتم هندسته في إدلب السورية لجهة تطبيق ما أتفق عليه الطرفان . ؟؟ .


أجاب الأستاذ أسامة 
لم يصدر بيان من سوتشي عقب لقاء بوتين واردوغان حول المباحثات بينهم وماعلمناه في القاهرة أن نقاط الإختلاف كانت أكثر بكثير من نقاط الإتفاق وبالذات فيما يتعلق بموضوع إدلب ولكن كانت هناك مباحثات فيما يتعلق بالتسليح وفيما يتعلق بالتعاون العسكري وهذه هي الخلاصة .
ولكن فيما يتعلق بباقي القضايا فكانت هناك الكثير من نقاط الإختلاف بين الطرفين وما صدر من تصريحات أكدت أن الطرفين إتفقا على مكافحة الإرهاب في سورية فقط لا غير بصرف النظر عن تعريف كل طرف للإرهاب من وجهة نظره .
ونحن نعلم جميعاً أن أردوغان سيطلب من الطرف الروسي تأجيل عملية إدلب وتأجيل تقدم القوات المسلحة العربية السورية وكانت قد ترددت الكثير من الشائعات حول هذا الأمر ولكن فيما يبدو ووفقاً للمعلومات التي وردت للقاهرة من سوتشي ومن موسكو 
أنه لم يحدث إتفاق بتأجيل العمليات العسكرية وكلنا يعلم أنه يوجد عمليات طالت مناطق قريبة للغاية من نقاط عسكرية تركية وأتصور أن هذه المعركة من الخطورة بالدرجة التي لا تسمح بالمساومة والمقايضة
فيما يتعلق بالجانب التركي والروسي .
لذلك العنصر الحاسم في قضية إدلب سيكون الوضع الميداني والوضع على الأرض والتطورات التي ستشهدها المنطقة في الأسابيع المقبلة .
طبعاً كان لافت للإنتباه التصريح التركي بأن تركيا موجودة على الأراضي السورية كما تتواجد روسيا والولايات المتحدة الأمريكية وواضح طبعاً أن هذا التصريح صدر في سياق هذه المباحثات وكذلك معنى الكلام أن تركيا تعتبر تواجدها على الأراضي السورية تواجد يحظى بنفس الأهمية .
والقاهرة من جانبها ضد التواجد التركي في شمال سورية وشمال العراق وضد التواجد التركي في ليبيا
وأتصور أن هذه القضية تطرح طيلة الوقت وموقف القاهرة واضح تماماً فيما يتعلق بمعركة إدلب .
لأن إدلب أصبحت هي المعركة الحاسمة في القضاء على بؤر الإرهاب في سورية .
وفي نفس الوقت هناك أفق جديد للعلاقات المصرية السورية وطبعاً إدلب سوف تبقى من الملفات المهمة للغاية من أجل إنجاح اي مجهود مصري في لم الشمل فيما يتعلق في العلاقة مع سورية .


استاذ أسامة سؤالي الثاني لحضرتك ..

بعد الإجتماع واللقاء الذي حصل بين وزير الخارجية المصري سامح شكري ووزير الخارجية السوري الدكتور فيصل المقداد في الأمم المتحدة .
ماهي آفاق ومآلات العلاقات السورية المصرية .؟؟.


قال الأستاذ أسامة ..
اللقاء الذي حصل ما بين الوزير سامح شكري والوزير فيصل المقداد حظي بإهتمام كبير في الإعلام المصري
وفي الأوساط الثقافية والسياسية المصرية وقوبل بإرتياح كبير .
وهذا يعكس مدى جدية القاهرة في العلاقة تجاه سورية 
وكلنا نعلم ان هذه العلاقة شابها الكثير في عصر حسني مبارك ثم وصلت إلى الحضيض في عصر الأخوان ومحمد مرسي وقد شابها الكثير من الحياد مع بدايات تولي الرئيس الحالي ووفقاً لما كنانعلمه طيلة الوقت سواء من دمشق أو من القاهرة أن هناك علاقات أمنية لم تنقطع طيلة الوقت .
وأن هذه العلاقة ستعود يوماً ما وتعود قوية والمحادثات التي حصلت بين الطرفين كانت محادثات 
مريحة للغاية وعبر عنها سامح شكري بأنها محادثات طيبة وهناك جهد دبلوماسي من الطرفين لرأب الصدع 
وأن الإتصال بين الرئيس بشار الأسد وملك الأردن 
هذا كلام مهم وفتح المعبر بين البلدين يمهد الطريق إلى عودة سورية إلى مكانها الطبيعي في المنظومة العربية 
ونحن نرى في القاهرة أن هذا اللقاء فاتحة خير وكلام إيجابي للغاية واستقبل من الإعلام والجهات المتعددة بالكثير من الإرتياح والتفاؤل بأن سورية في طريقها للعودة إلى المنظومة العربية وآن الأوان لتتكاتف الجهود 
لإعادة إعمار سورية ..


أستاذ أسامة سؤالي لكم ..
كيف تقرؤون التغيرات الحاصلة في المنطقة بالنسبة للقضية الفلسطينية .؟؟. 

أجاب الأستاذ أسامة ..

القاهرة إستقبلت وفد من حركة حماس وتسلمت طلباتهم فيما يتعلق بصفقة تبادل الأسرى ومصر سلمت الطرف الصهيوني الطلب الفلسطيني بالإفراج عن ٤٠٠٠ أسير .
يوجد جهود أمريكية للدفع بمحادثات التفاوض مرة أخرى بين الطرفين الطرف الصهيوني يحاول المماطلة 
وإضاعة الوقت من أجل الحصول على مكاسب .
ويعمل على إثارة الفرقة والتفرقة بين الفصائل الفلسطينية .
والصهاينة لا يريدون حل الدولة الواحدة ولا حل الدولتين وفي الحالين لا في مصر ولا في العالم العربي يأمل من الصهاينة خيراً .
التصرفات الأمريكية غير مجدية ومسألة توجههم لفتح قنصلية في القدس كل هذا الكلام من باب الخداع ولا أحد يجد جدية في تسوية هذا الملف .
أنا أرى أن الثوابت الموجودة في رام الله أو غزة هي واحدة ولو حاول الإعلام إظهار أن الفلسطينيين منقسمين .
ولا يوجد أي أفق في الوقت الحاضر لتصور وجود تسوية وإن خيار المقاومة هو الأفضل ويجب أن يكون على المائدة وفي مقدمة الخيارات .
لأنه بحكم التاريخ لا يوجد سوى المقاومة الاي تضع المعادلات على الأرض ..


أستاذ أسامة سؤالي لحضرتك ..

بعد الإنفتاح المصري والأردني على سورية 
والإجتماع الرباعي للوزراء في عمان من أجل الإتفاق 
على إيصال الغاز والكهرباء إلى لبنان عن طريق سورية 
ما أهمية هذه الخطوات بالنسبة لسورية ..
وهل سنرى إنفتاح عربي آخر تجاه دمشق .؟؟.

أجاب الأستاذ أسامة ..

في أعقاب اللقاء الذي حصل بين الوزيرين المصري والسوري صدر عن الإدارة الأمريكية بأن واشنطن غير راضية عن عملية تطبيع العلاقات مع سورية وأنها غير راضية عما يحدث .
هذا في حد ذاته أعطى لنا في القاهرة مؤشراً مهماً للغاية على أهمية ما يحدث في العلاقة ما بين مصر
وسورية ومصر وسورية والاردن .
وإن هذا الكلام كنا نراه منذ فترة وانا توقعته قبل زيارة الرئيس المصري لبغداد .
وأثناء الإنتخابات الرئاسية السورية قلت لإحدى المحطات الإذاعية في بيروت " إذاعة النور " 
أن هناك أفق لعلاقة تشمل سورية مع العراق والأردن 
وهذا الأفق معلومات وليست إستنتاجات 
ما حدث في الحقيقة هو بداية لعلاقة جديدة وترتيبات إقليمية جديدة أساسها هو التعاون الإقتصادي وإعادة الإعمار .
أساسها صرف النظر عن منطق العقوبات وإن قانون قيصر ألقي به في سلة المهملات .
إلا أن الألاعيب التي مورست ضد سورية كانت موجهة إلى مصالحها بشكل مباشر وهذه مؤامرة على الأمن القومي العربي والمصري .
وهي مسألة وقت بسيط حتى تعود العلاقات إلى أفضل ما كانت عليه .
وأؤكد أن هذا التفاؤل لا يعني بأن الأمور ستحسم بسرعة وأن أعداء سورية وأعداء العالم العربي ستترك الأمور تمضي بل سيكون هناك أطراف مقاومة لهذا التوجه وعودة سورية لموقعها العربي .
وأن الرهان سيكون على وعي القادة العرب والشعوب .


أستاذ أسامة سؤالي الأخير لكم ..

رأينا في تونس القرارات التي إتخذها الرئيس 
قيس سعيد من إيقاف لعمل البرلمان وحل الحكومة 
وملاحقة المتورطين بالفساد ..
كيف ترى المشهد التونسي الآن .؟؟.

أجاب الأستاذ أسامة ..
المشهد التونسي ليس بالبساطة التي يبدو عليها لأنه هناك الكثير لم يتم الإفصاح عنه بعد .
وبإعتراف من الجميع بوجود فشل في حركة النهضة وهذا الإعتراف تكرر من حركة النهضة وتوج بإستقالات 
من أعضاء الحركة .
ما أراه بأن الإجراءات الإستثنائية كانت ضرورة واقرها الجميع وعلى الرغم من تعطيل البرلمان ووجود إشارات ربما تحدث في الأفق تغيرات في الدستور والنظام في تونس .
إننا نرى في الإشكال الضخم أنه إشكال إقتصادي يتعلق بحياة الناس ويتعلق بالأوضاع الإقتصادية المترديةالتي ترتبت على تجاذبات سياسية لم تلقي اي إهتمام على حالة المواطن التونسي .
التطورات التي حدثت وتعيين رئيسة وزراء من خلفية 
تكنوقراط أتصور أنها خطوة ويليها خطوات والكل في الحقيقة يرى أن المشهد في تونس لا علاقة له في إستحقاقات دستورية بقدر ما أن المشهد له علاقة بإستحقاقات معيشية .
والحالة الإقتصادية الجيدة من شأنها ضمان ديمقراطية حقيقية وسليمة 
والذي حصل في تونس هو أمر كان لابد من الوصول إليه بالرغم من عدم رضى بعض الأطراف .
محاربة الفساد هو أمر لا يمكن مناقشته والنظر إلى مصالح المواطن .
ولا ننسى بأن جائحة كورونا هي التي كشفت الغطاء بالكامل عن الأوضاع وكان لابد من التصرف ولا بد من وجود مخرج سريع لهذه المشكلات وما نحن فيه الآن يستوجب ماهو ملح وما هو عاجل والقضاء على البطالة وإيجاد موارد .
ستكون هناك معاناة وينبغي من الجميع دعم تونس في هذه المرحلة الإنتقالية 
كلما كان هناك دعم عربي وشعبي كلما عجلنا في الحل ..

في نهاية هذا الحوار الممتع 
جزيل الشكر والتقدير للاستاذ أسامة الدليل 
رئيس قسم الشؤون الدولية بالأهرام العربي ..
وكان لنا شرف اللقاء ..

معهد أبرار معاصر طهران ..