سنتحدث بالمستحيل

حتَّىَ لو قَرَّرَت أميركا بيع إسرائيل فلن يكون الثمن زهيداََ


إسرائيل المصطنعه على أرض فلسطين، دولة لقيطة وُلِدَت عام 1948 على يَد قابلة غير قانونية كانَ إسمُها بريطانيا العُظمَىَ ونشئَت وترَعرَعَت بين أحضانها وأحضان كل دوَل القارة العجوز والولايات المتحدة الأميركية، وتغَذَّت على دماء سكان فلسطين الأصليين، أكَلَت إسرائيل من لحومهم وشرِبَت من دمائهم وأفترشَت منازلهم ورقصت على آلامهم وشعرت بالأمان على حساب تشَرُّدَهُم،

كُل مَن كان حولهم يحيط بهم تآمرَ عليهم وتاجرَ بقضيتهم وأستثمر بهم
حتى أصبحوا كشقائق النعمان في كل أرض هاجروا اليها واستقروا فيها نبتوا فيها وتَرَبوا عليها كالياسمين في دمَشق، والارز في لبنان والليمون في بلادهم.

[ أما إسرائيل تلك التي قتلت وقصفت وأحرقت ودمَّرَت أصبحت كالسرطان القاتل تخيف كل مَن حولها بلا رادع،
حتى أنقلبت الصورة وخرجَ لها رجالٌ من أتباع معصومٍ شَهِدَت له الدنيا بأنه كَرَّار وتحدثَ التاريخ عن بلاغته وحكمته وشجاعته،
قَرروا الموت وألقوا بأنفسهم عليه حتى بات الموت يخشاهم.
فتحوَّل الوحش المخيف والمرعب إلى قِط صغير وحشرة لا قيمة لها، والذي كان لا يُقهَر أصبحَ مقهوراََ مذلولاََ بلا أنيس أو خليل أو جليس.
تَبَرَّع العربان الخلجان برفع القناع عن وجوههم وإظهار حقيقتهم وأنفسهم ليكونوا السنَد والعون والأحِبَة والخِلان، فبالغوا في الحب وبالغوا في التطبيع حتى كادوا أن ينسوا أنهم عرباََ ومسلمون!
المقاومة في لبنان أذاقتهم مُر الطِعان،
والمقاومَة في فلسطين جعلتهم كالعصف المأكول، بينما أسود اليمن والعراق وسوريا يتوعدون.
[ أما إخوة الحاج قاسم سُليماني أعدوا العُدَّة وشَمَّروا عن سواعدهم وينتظرون؟
إسرائيل هذه أصبحت عبئ لا تستطيع أميركا تحمله أكثر مما تحملته، ثلاثة وسبعون عام وهي تسهر على راحتها بالمباشر وبالوكالة عبر المربية العربية عائلة آل سعود،
وقدمت لها من الدعم ما يكفي لحكم نصف العالم، ولكن لَم تستطِع أن تستثمر تل أبيب بهِ حتى وصلَ بها الأمر تخاف منازلة حزب الله، أو التقدم براََ بإتجاه غزة، أو الإعتداء على لبنان حيث يتربص بها أحفاد علي بن أبي طالب عليه السلام. واصبحَ وجودها مهدداََ وزوالها محتوم لا محآلَة وشكَّلَت عبئاََ كبيراََ على واشنطن التي تريد أن تنهي كافة الصراعات في الشرق الأوسط ومنطقة غرب آسيا لصالح التَفَرُغ لتصاعد قوة الصين وروسيا في العالم،
لكن إسرائيل هذه التي لم تلتزم بالمعاهدات وتعتدي على الفلسطينيين وتتجسس على أمريكا نفسها [وجوناثان بولارد] أكبر شاهد ودليل وأصبحت تتدخل في شؤونها السياسية وتحاول الضغط عليها لفرض أجنداتها في الشرق الأوسط، خَرَجَت من بين قضبان سكتها وتجاوزت كل الخطوط الحمراء الدولية حيث أوصلت الأمور لدرجة أنها لَم تعُد لزوم لازمة لأمريكا واوروبا بل أصبحت عبئاََ تتمنى وبصدق تذويبه لأن لديها أصدقاء وعبيد في المنطقة يقدمون لها الطاعه أكثر منها، ناهيكَ عن أن الصراع بشأن فلسطين سببه بقائها محتله من الصهاينة وأن انتهاء الصراع يعطي أميركا وقتاً اوسع لمواجهة التنين الصيني المتفلت من القبضة الأميركية.
بكل الأحوال أميركا وأوروبا اللذين أصبحوا غير مهتمَين ببقاء اسرائيل او زوالها نتيجة المتغيرات وحاجتهم المُلِحة للإستقرار تبحث عن حل مفقود بعد إن كَبِرَ الصبي وأصبح تأديبه صعب ومستحيل،
لكن حتى ولو استطاعت اميركا أن تتخلى عن اسرائيل فذلك لن يحصل مجاناََ ولا بسعرٍ زهيد إلا إذا كانَ هناك في المنطقة بديل قوي يحمي مصالحها وحالياََ مفقود في ظل وجود دولة كإيران لها أذرُع قوية تنادي بالموت لأمريكا؟
فيآ هل تُرَىَ مَن سيكون ذلك البديل؟ ومَتى تتخلى قولاََ وفعلاََ عن إسرائيل؟
الأمر مرهون بتطور وصمود قوة قِوَىَ محوَر المقاومَة ومدى استعدادها لإنهاء الأمر