خطاب المقاومة والصواريخ الدقيقة ...إسرائيل تتخوف الهجوم.


بدا جلياً من خطاب سيد المقاومة، الثقة الكبيرة، واليقين التام، في إيضاح الأسباب الحقيقية لامتناع الكيان الغاصب، عن استهداف لبنان بشكل عام والجنوب بشكل خاص، منذ حرب تموز 2006 بشكل جدي، وذلك بسبب صواريخ المقاومة الدقيقة، التي تُشكل بالنسبة للإحتلال حالة من الردع، وضرورة استراتيجية لابد من التوقف عندها، ودراسة تداعيات تجاوزها، فكيف بعد خطاب السيد حسن نصر الله، والذي أرسى معادلة جديدة قوامها "قصفتم مناطق مفتوحة ونحن بدورنا قصفنا مناطق مفتوحة". 

 في هذا الإطار، ثمة تساؤلات تحكمها تحديات جمّة، تتعلق بطبيعة المناخ الإقليمي بشكل عام، وظروف المنطقة بشكل خاص؛ هي تساؤلات تنطلق من جُزئيتين، الأولى، متى ستتم معاودة الهجوم الإسرائيلي مجدداً على جنوب لبنان، والثانية، هل صحيح أن إيران من أولويات الكيان الآن؟. 

التساؤلات السابقة يتم طرحها نتيجة التخبطات والانقسامات التي أوردتها الصحف العبرية، في متابعتها وتحليلها لخطاب سيد المقاومة حسن نصر الله؛ يديعوت احرنوت العبرية ذكرت "أن إسرائيل لن تنجر إلى حرب مع حزب الله وستكتفي بقصف موضعي داخل الأراضي اللبنانية"، وصحيفة يسرائيل هيوم نقلت عن خبير عسكري "يوآف ليمور": "إن رد جيش الاحتلال على إطلاق الصواريخ الأسبوع الماضي على مدينة كريات شمونة في الشمال كان هزيلا ومترردا للغاية". 

أما صحيفة هآرتس العبربة فقد ركزت على إظهار ضعف جمهور حزب الله وتلاشيه دون إسناد يذكر لخبرها، 
وتلته تصريحات للناطق باسم جيش الكيان افيخاي أدرعي أن عناصر حزب الله يرتدون الزي المدني ليخرقوا القرارات الدولية، مضيفاً أن من قام بإطلاق الصواريخ بالقرب من القرية الدرزية لتوريطها، وكأن لسان حاله يقول: إن جنبلاط وجيش لحد معنا وأن استغلال الانقسامات في هذه الظروف سيخدم الكيان الصهيوني. 

كما نقلت صحيفة أيديعوت احرنوت عن مصادر في تل أبيب "إن صناع القرار في الكيان يفضلون التركيز على العمليات العدائية التي تقوم بها إيران في الخليج العربي"، وقال الموقع الالكتروني لأيديعوت احرنوت: “لقد اخترنا الرد بضبط حتى لا يصرف الانتباه العالمي عن هجوم السفينة الأسبوع الماضي، وننتظر جلسة استماع في مجلس الأمن الدولي يوم الاثنين على أمل أن تؤدي إلى إدانة إيران .. نحن في أقصى تركيزنا على إيران”.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي
نفتالي بينيت قد قال وفق RT ” في لبنان هناك صحوة مهمة بين المواطنين ضد حزب الله والتدخلات الإيرانية في الدولة”، معتبرا أن “إيران وحزب الله يزيدان الوضع الاقتصادي والسياسي الخطير هناك، تعقيدا”.

تحليلات وردود تنم عن الحالة الكبيرة من الذعر، التي أصابت الكيان الصهيوني من من مسؤولين عسكريين إلى سياسيين، حيال ما يحمله الخطاب المقاوم لسماحة السيد حسن نصر الله في كل مرة من آثار على المجتمع الإسرائيلي ككل، والفئة العسكرية منهم بشكل خاص. 

وعلى الرغم من الأوضاع الاقتصادية والسياسية الكارثية، التي يمر به لبنان، إلا أن المقاومة تقف كعين النسر المراقب لفريسته في الجهة التي يسكنها الكيان الصهيوني، وهذا ما أكده سماحته عندما قال نحن هنا لندافع عن الشعب اللبناني كل الشعب اللبناني، فالانقسامات والاختلافات وما سببه انفجار مرفأ بيروت، وما تلاه من تداعيات على هذا البلد الصغير، لكن محور المقاومة سيبقى فيه صمام الأمن والأمان، والذي عبره سيتم إعادة التوازن السياسي والعسكري والاقتصادي، لانه وحده الكفيل برفع قيمة لبنان الوجودية، في ساحة إقليمية ودولية تملؤها الفوضى الخلاقة التي أرادتها قوى الشر الغربية، منذ أن وطأت أقدام المحتل الغاصب أرض فلسطين المحتلة.

وكما العادة، فإن كل خطاب للسيد حسن نصر الله، يُرسي بموجبه قواعد ومعادلات جديدة، يحتاج الكيان إلى وقت طويل، بغية تفكيك شيفرة المعادلات الجديدة، التي فرضتها المقاومة على هذا الكيان، وبالتالي، فإن الأحداث الأخيرة التي حدثت في جنوب لبنان، ما هي إلا جزء من معادلة الرد الحتمي، والمؤطر بمحددات استراتيجية، سيكون من الصعب على الكيان الإسرائيلي، تخطيها أو التفكير في كسرها، فذلك يحمل تهديد وجودي يطال الكيان.