الانحناء لقوى الأصوليّة والتعصّب الدّيني.. أردوغان وعمران خان أخوان آيديولوجيّان


يتصرّف الرّئيس التّركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء الباكستاني عمران خان مثل الأخوين الأيديولوجيّين.
كلاهما يضع دور الدّين في مركز السّياسة، يبدو أنّ أردوغان وخان هما أخوان روحيّان؛ الانحناء لقوى الظّلامية والتعصّب الديني “.
منذ حوالي قرن من الزّمان، حوّل والد تركيا الحديثة، مصطفى كمال أتاتورك، البلاد إلى دولة علمانيّة حديثة بفصل الدّين عن الدّولة
تحوّلت تركيا إلى دولة قوميّة حديثة من كونها رجل أوروبا المريض، أعاد الرّئيس رجب طيب أردوغان وحزبه الحاكم مرّة أخرى دور الدّين في شؤون الدّولة، وتركيا الآن مثقلة بشدّة بوضع الإسلام السّياسي في مركز الصّدارة في حياتها السّياسيّة، إنه الآن بمثابة مبرّر لجميع أنواع السّياسات.
وهكذا، على سبيل المثال، وفقاً للرّئيس التّركي، فإنّ الإسلام لا يسمح له برفع أسعار الفائدة، وبالتّالي تحطّمت اللّيرة التّركيّة إلى أدنى مستوى لها في التّاريخ.
تركيا لديها معدّل تضخم مرتفع بشكل خطير، لكن أردوغان يقول إنّه يفعل كل شيء كما يأمر الدّين الإسلامي بفعله.
في عام 2020، ألقى علي أرباش، رئيس منظّمة الدّيانة الحكوميّة، أو مديريّة الشّؤون الدّينيّة، الخطبة الأولى في نصب آيا صوفيا القديم باسطنبول، بعد أن تمّ تحويله من متحف إلى مسجد.
وقد فعل ذلك وهو يحمل سيفاً، قائلاً إنّ ذلك كان تقليديّاً بالنّسبة للخطباء في المساجد الّتي تمّ الاستيلاء عليها بالفتح، استولت القوّات العثمانيّة على الكنيسة عام 1453.
وهكذا، بطريقة مرئيّة، تمكّن أردوغان من ضمّ الدّولة إلى الدّين مرّة أخرى.
أردوغان هو شخصيّة شبيهة بأرطغرل (Ertugrul) بكلماته الخاصّة وهو مقتنع تماماً، بحكمته العظيمة، كان معارضاً تماماً لرجال الأعمال الأتراك الّذين شكّكوا في سياساته الاقتصاديّة القائمة على الإيمان.
بعد انتهاء اجتماع مجلس الوزراء لمناقشة السّقوط الكارثي للّيرة التّركيّة، اتّهمهم بالتّآمر لإسقاط الحكومة وأكّد أنّ آمالهم ستذهب سدى.
في القرن العشرين، فصل النّهج العلماني لأتاتورك وخلفائه الدّين عن الحكومة، وكذلك الدّين والتّعليم، لكن الآن تمّ عكس هذا النّهج تماماً.
أردوغان هو مجرّد مثال واحد لحالة حيث تقوم فيها الأيديولوجيّة الأصوليّة بجعل العاطفة أقوى من العقل، في مثل هذه الحالة يصبح الدّين أكثر أهميّة ويتمّ وضع جميع مبادئ الدّيمقراطيّة في المقعد الخلفي، يتمّ تصنيف النّقد والمعارضة على أنّها معادية للدين وتستحقّ الانضباط الشّديد.
يحكم باكستان اليوم حزب سياسي يتزعّمه رئيس الوزراء عمران خان المماثل أيديولوجيّاً لأردوغان.
تتمّ الآن صياغة جميع سياسات الدّولة على أساس مبادئ الأوامر الدّينيّة، تم تصميم السّياسة الخارجيّة والسّياسات الاقتصاديّة وحتى سياسة التّعليم على أساس ما تراه الحكومة على أنه مطالب دينيّة.
انخفضت قيمة الرّوبية الباكستانيّة كثيراً، وسوق البورصة هي في انخفاض وتراجع، وارتفع معدّل التّضخّم، لكنّ الحكومة مهتمّة بزيادة المحتوى الدّيني في سياسة التّعليم الّتي تم إطلاقها مؤخراً (المنهاج الوطني الموحّد).
من المرجّح أن تؤدي هذه المبادرة الجديدة من قبل الحكومة إلى تشكيل جيش من المتعصّبين الدّينيّين الجاهلين والمتطرّفين الّذين سيتصرّفون بالضّبط في طريق الحرّاس الإسلاميّين في سيالكوت (Sialkot Islamic Vigilantes) وهذا سيشعل نيران التّطرّف الدّيني ويخلق متطرّفين دينيّين.
المنهاج القومي الموحّد محفّز بشكل كامل بالأيديولوجيّة الدّينيّة ومثقل بالأوامر الدينيّة، إنّها من بنات أفكار عمران خان ولديها القدرة على تحويل المدارس العاديّة إلى مدارس دينيّة.
ستجعل المغامرة الجديدة من قبل النّظام الباكستاني التّعلّم عن ظهر قلب أكثر انتشاراً ممّا هو عليه الآن.
سيُجبر الطلاب على التّخلّص من كميّات كبيرة من المواد الدينيّة ويتم تحديد كتاب مدرسي واحد فقط لكل مادة.
في العالم الأكاديمي اليوم، لا يرى الطّلاب الباكستانيّون أي مكان في الأولمبياد الدّولي للعلوم والرّياضيّات،في معظم المسابقات على المستوى الدّولي، يكون أداؤها سيئًا للغاية.
من المؤكّد أنّ باكستان متأخّرة عن جيرانها في العلوم والتكنولوجيا.
تعاني باكستان من نقص شديد في العلماء والمهندسين والفنيّين ذوي المهارات العالية.
لقد أبدى عمران خان متعة حقيقيّة في انتصار طالبان في أفغانستان ولديه إعجاب كبير بأردوغان في تركيا.
وقد أشاد بحركة طالبان لكسرها أغلال العبوديّة وعرض عفواً كاملاً عن حركة طالبان الباكستانيّة، إنه معجب كبير بنظام التّعليم المدرسي وقد قدم منحاً ضخمة لبعض المدارس الدينيّة في باكستان.