عواصف في مناخ سياسي متقلب


 لايوجد في الواقع السياسي اي انتصار  لاي طرف في هذه الازمة السياسية ، ولكن توجد خسارة وضياع للوقت ومصالح الشعب وتوقف نشاط السلطات. 

الاحزاب السياسية بصورة عامة تمتلك جماهير وتتحرك وفق اسقاطات الواقع السياسي وتاثيراته ولايمكن تجاهل جماهير الاطار التنسيقي ، كما لايمكن الاستهانة بجماهير التيار الصدري واعتقد
 وصلنا في هذه المعادلة للضد النوعي حيث تتفرج كتل المكونات البقية على المشهد السياسي دون مبادرة.

الاطار التنسيقي بدا الاعتصام في الضفة الاخرى والتيار الصدري بانتظار الحسم في نهاية الاسبوع من قبل القضاء عن طلب السيد مقتدى بحل البرلمان وقد حسم القضاء موقفه واعلن موقفه.

وكان الرد واضحا من قبل القضاء بدون لبس : ان حل البرلمان باحد الطرق تحت قبة البرلمان اولهما ثلث اعضاء البرلمان يقدمون طلب بحل البرلمان والتصويت عليه بالاغلبية والثاني يقدم رئيس الوزراء طلبا لحل البرلمان مشفوعة بموافقة السيد رئيس الجمهورية .

كنا نتوقع من القضاء ان يكون موقفه ثابتاً تجاه حل البرلمان فقد صرح اكثر من مرة القاضي فائق زيدان عن هذا الموضوع وحسم القضاء موقفه .

واعتقد ان التيار الصدري سيصل الى طريق مسدود  لصعوبة تحقيق تلك المطالب مالم يتم الاتفاق من قبل الكتل السياسية وانعقاد جلسات البرلمان بعد تشكيل حكومة تقوم بالاعداد للانتخابات وتمشية امور البلاد واقرار الموازنه ولكن ليست حكومة الكاظمي لانها اصلا حكومة تصريف الاعمال .

ان ذلك لم يروق للسيد الصدر لانه يرغب ببقاء الكاظمي لاعتبارات بقاء المناصب التي يشغلها التيار الصدري حاليا رغم انسحاب نوابه من البرلمان .

 وهذا ما لايريده السيد الصدر وسيستمر لانه مصر على حل البرلمان ولكن بطريقته الخاصة لانه لم يقتنع بحل البرلمان من خلال الدستور والقوانين وعودة جلسات البرلمان للانعقاد .
 
مبادرة العامري ولقاءه بالبرزاني والحلبوسي هي محاولة لتحريك المياه الراكدة وايجاد مشتركات لفك طلاسم تعقيدات العملية السياسية والديمقراطية الهشة لحلحلة الازمة التي دخلت في اجواء ضبابية ، فقدت معها بوصلة اتجاه الكتل السياسية للخروج باقل الخسائر في ظل الاهتزازات الكبيرة التي تواجه العملية السياسية ، بفعل عواصف المعارضة الشعبية التي يقودها الصدر للاطاحة بالبرلمان وعلى الضفاف القريبة منه يقف الاطار في اجواء ضبط النفس رغم المناخ المتقلب لعالم السياسة والاخفاقات المتكررة في تشكيل الحكومات مابعد الانتخابات.