أمريكا لن تخرج من العراق إلا بالمقاومة .

السيد محمد الحسيني / لمعهد أبرار معاصر طهران



السيد محمد الحسيني / لمعهد أبرار معاصر طهران 
أمريكا لن تخرج من العراق إلا بالمقاومة .


حوار مع الدكتور : السيد محمد الحسيني 
موقع معهد أبرار للدراسات والابحاث الدولية طهران 

أجرى الحوار حسين المير 
إشراف الأستاذة : ربى يوسف شاهين 

من سورية والعراق واليمن وإيران وحول كل المستجدات والتطورات الجديدة وملفات المنطقة قمنا بإستضافة الدكتور / السيد محمد الحسيني 
لمعرفة كل التفاصيل والحصول على إجابات لأسئلتنا 
منه من خلال لقائه في موقع معهد أبرار للدراسات والابحاث الدولية طهران 

في بداية الحوار نرحب بالدكتور السيد محمد الحسيني 
سؤالي الأول لحضرتك ..

في البيان الختامي لاجتماع استانا 17 في العاصمة الكازاخستانية"نور سلطان" أصدر ممثلي الدول المشاركة روسيا- إيران -تركيا تصريحات حول ضرورة القضاء على داعش و التأكيد على وحدة الأراضي السورية 
برأيكم ما مدى جدوى القرارت الصادرة وما يحدث على الأرض في المناطق الساخنة يؤكد أن تركيا هي المعوق الأساسي للحل السياسي . ؟؟ .


- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
الإتفاق ليس جديدًا ببنوده منذ ٢٠١٧ وعلى مدى اربع سنوات ، لكن العبرة في التنفيذ . لقد باتت محاربة الإرهاب ذريعة ومراوغة تركية من أستانة الى شرق الفرات . رغم التأكيد على ضرورة القضاء على التنظيمات الإرهابية وإدانة سرقة عائدات النفط السوري ومواجهة المخططات الإنفصالية والتأكيد على سيادة وإستقلال ووحدة الأراضي السورية وإعادة اللاجئين السوريين الى مناطقهم وقراهم ؛ بقي الدور التركي على حاله في توسيع نفوذ التنظيمات المؤيدة له في مناطق الحدود ، وإنهاء وجود القوات الكردية فيها . ووقف تقدم الجيش السوري في محافظة إدلب .


دكتور سؤالي لكم ..
يستمر النظام التركي في الكذب والتضليل إزاء سلوكياته في سورية عبر إدخال قواته الى شمال شرق سورية بموجب إتفاق أضنه . 
كيف سيتم إجبار النظام التركي على تنفيذ إلتزاماته وفق القوانين الدولية لتفعيل ما يُسمى الحل السياسي خاصة وأن الدول الضامنة إتفقت على أن الحل العسكري غير موجود ؟ 
وهل يعني هذا أن حل الملف السوري لا سقف له ؟ 


- حل الملف السوري في وضع بنود اتفاق استانة حيِّز التطبيق وإلا العودة الى الحل العسكري لتحرير ما تبقى من التراب السوري ، الحق يُؤخذ ولا يُعطى .

دكتور سؤالي التالي ..
ما زال اليمن يُدافع عن أرضه ضد ما يُسمى تحالف العدوان وعلى رأسهم السعودية وبإجماع العالم هي حرب غير متكافئة وخاسرة ولن تحقق أهدافها . 
لماذا هذا الإصرار على تمزيق اليمن ؟ وما جدوى القوانين والمواثيق الدولية التي تكفل حق الدول والشعوب إن كانت لا تطبّق .؟؟ .


- اليمن دولة تتميّز بجغرافيا إستراتيجية حاكمة فيها العديد من الموانئ كعدن والحديدة وجزر مثل سقطرى وهذا يُمثِّل تهديد جيو سياسي للإمارات لناحية إحتكار اسعار الترانزيت من خلال التفرد بالموانئ فضلًا عن وجود بديل عنها عند أي خلاف مع الصين ، بإعتبار أن اليمن من أقدم الدول المنخرطة ضمن طريق الحرير أو مشروع الصين " الحزام والطريق " .إضافة الى أهمية مضيق باب المندب للسعودية الذي يمر عبره ه% من البترول العالمي . 
المقاومة في اليمن أفشلت استمرار الإحتلال في جعل كلفة بقائه أكبر من مكاسبه رغم الخلل في ميزان القوى العسكرية . 
لقد تراجع الدور الأميركي في الشرق الأوسط من السيطرة الى الحفاظ على التوازن فيه . التهديد الحقيقي لاميركا هو في المحيط الروسي والصيني ، هذا يعني تعليق القضية الفلسطينية وتبريد جبهاتها وعزل المقاومة وحصارها مع قطع الطريق على تواصل محاورها . هذا يفسر ما يجري في سوريا والدور التركي المتذبذب والتعاطي الروسي معه للإبقاء على تنفيس للجبهة قد لا يستمر بالصورة الراهنة فالصبر الإستراتيجي يضر بالمصلحة العامة التي يحرص عليها المحور .


دكتور سؤالي لحضرتك ..
تشكل الجمهورية الإسلامية الإيرانية فوبيا بالنسبة للكيان الصهيوني وخاصة أنها استطاعت خلال هذه السنوات ورغم صعوبة التحديات على كافة الصعد من تطوير برنامجها النووي . 
برأيكم هل ستتمكن إسرائيل من زعزعة الإتفاق النووي وجر مجموعة 4+1 للتضييق على إيران للانسحاب من مجموعة العمل المشترك .؟؟ .


- إن تراجع الأميركيين عن الإتفاق مع الجمهورية الاسلامية الإيرانية بشأن برنامجها النووي السلمي جاء نتيجة فشل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في إقناع إيران بالموافقة على بنود من خارج الإتفاق النووي لكبح برنامجها المتعلّق بالصواريخ الباليستية وإنهاء مشاركتها في الصراعات الإقليمية إرضاءًا للكيان الصهيوني الغاصب . 
إن إلتزام واشنطن حماية أمن إسرائيل وتمسّكها بالحد من قدرة إيران عسكريًا ونوويًا يوضح استعدادها للإطاحة بتلك المفاوضات التي إقتربت من نهايتها ، وقد يدفع الاصرار الأميركي طهران لعدم التمسُّك بالتفاوض مع الغرب والذي لم يحقِّق أي تقدّم على حد قول الامام السيد الخامنئي مكررًا أن هذا التفاوض على المدى الطويل سيكون مضرًا بالبلاد .

دكتور سؤالي لكم ..
لبنان العائم على ملفات ضاغطة بالجملة إن كانت داخلية أم خارجية يمتلك أقوى سلاح للخلاص من قيود القوى الفاعلة في التأثير على قراراته ألا وهو حزب الله . 
برأيكم كيف السبيل لعدم إغراق هذا البلد في الحرب الفكرية والإنقسامات السياسية .؟؟ .


- هل بنود الطائف غير قادرة على إلزام المسؤولين بمهامهم لإخراج لبنان من الضيق الإقتصادي أولًا ؟ 
إن الإنقسام العامودي بين اللبنانيين ومراهنة الفريق المناوئ لنهج المقاومة على الاميركيين ، قد عطَّل أي حل للإقتصاد اللبناني المنهار عبر العروض من روسيا والصين وإيران فيما عُرف بالتوجه شرقًا . وأخضع البلد للإملاءات الاميركية بعدم الشروع حتى الآن في التنقيب عن النفط والغاز على الشواطىء اللبنانية حيث أن احتياط الغاز الموجود يُقدّر بستمائة مليار دولار أميركي ، مما يكفي لإنقاذ إقتصاد لبنان المنهار . 
إتفاق الطائف أوصل البلد الى أزمة حكم ولا خلاص للبنان إلا بمؤتمر تأسيسي يعيد صياغة وجه الحكم فيه . 

دكتور سؤالي التالي ..
قراءتكم للمشهد اليمني الآن ..
وبعد التصعيد الجوي الكبير الذي ينفذه تحالف العدوان السعودي الأميركي .
كيف ترون إزدواجية للمعايير والاستنسابية التي تتعامل معها الامم المتحدة والمنظمات الدولية في اليمن .؟؟ .

- إن قصف المدنيين في اليمن هو لإخفاء حجم الخسائر في المواجهات العسكرية وهو اسلوب إرهاب للشعب اليمني لكسر إرادته وتضليل الرأي العام السعودي في الداخل . 
القوانين والمواثيق الدولية مجردة من فاعليتها امام الدول الكبرى ولم تكن يومًا لمصلحة الشعوب . 

دكتور سؤالي الأخير 
كلنا سمعنا بيان الحكومة العراقية حول خروج القوات الأميركية المحتلة من العراق بآخر السنة وبقاء المستشارين والمدربين .
الا أننا لحد الآن لم نشاهد تنفيذ هذا القرار على أرض الواقع . 
هل سنرى خروجًا للقوات الاميركية من العراق أم كعادتها تعمل على الإحتيال والمماطلة وتمرير الوقت .؟؟ .

- الخروج الأميركي من العراق خدعة تكررت في ظل تصريح الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن ب" إنهاء المهمة القتالية " بحلول نهاية العام ٢٠٢١ مع نفي قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال ماكينزي ذلك رغم اتخاذ البرلمان العراقي القرار بخروج جميع القوات الأجنبية بما فيها الأميركية من البلاد وذلك في ٥/ ١/ ٢٠٢٠ بعد إغتيال الشهيدين القادة سليماني والمهندس . 
كعادته الاميركي ، المناورة والخداع مع الإشارة الى أن السفارة الاميركية في بغداد هي أكبر سفارة لها في العالم . 
أميركا وعبر التدريب والتمكين والاستشارة لأركان الجيش العراقي وقادة البر والجو والدفاع الجوي والاستخبارات العسكرية وممثل وزارة البيشمركة لن تخرج من العراق الا بالمقاومة .

في نهاية هذا الحوار المميز والأجوبة الرائعة 
جزيل الشكر والتقدير للدكتور / السيد محمد الحسيني 

موقع معهد أبرار للدراسات والابحاث الدولية طهران .