فرقُ القيادة عن المؤسسات..


في منظومة اليوم الإسلامية التي تمثّلها حركة التصدّي للباطل والاستكبار العالمي والصهيونية العالمية والصهيووهابية القذرة أحد  أكبر أدوات المشروع الأمريكي!

المنظومة التي أوجد أسسها روح الله الخُميني العزيز بعد أن تم إسقاط كل ذرائع المدّعين في التصدّي للشأن الإسلامي على نحو المقاوم الحقيقية! ممّا استدعى توجيه أنظار كل شرفاء العالم ممن يؤمنون بالمقاومة والسير بركب هذا المشروع الإلهي الكبير دون تشكيك ودون تردد، التردد الذي يُخبر عن عدم قناعة، بل عدم فهم مهما كان مستوى ذلك المسلم؟! 

وهنا كان الفارق الكبير بين من فَهِم المشروع على نحوٍ مؤسساتيٍّ حزبي وبين من فَهِمهُ "كحالة إسلامية" تصلح أن تكون ميراث الأنبياء والمرسلين والمعصومين "عليهم السلام" حيث ان هذا الفهم - الحالة الإسلامية - هو الذي أكّد عليه مثل الفيلسوف والفذّ الواعي محمد باقر الصدر "رضوان الله تعالى عليه"، عندما رسم لنا ملامح تلك القناعة ذات العمق الدقيق جدا، حينما يقول؛ "ذوبوا في الخُميني كما ذاب في الإسلام" مايعني ان الذوبان هو تلك الحالة التي تشبه الفناء لبلورات السكر في سائل الشاي لتحوّلها من حالة المرارة الى حلو المذاق مع عدم بقاء ذرات ذات السكر بشكل عينيّ. إنها حالة معنوية من الطاعة واليقين بالمشروع الذي لايرتقي له الشك أو اللّوم ولا ظنٍّ سيء بالغ ما بلغ حجم التعقيدات التي قد تُصدرها تلك المؤسسة التي جزمًا هي ليست قلب المشروع ولا حالته الإسلامية! إنما هي "القيادة" التي أرادوا لنا الذوبان فيها وهي المعوّل في مثل مرحلتنا اليوم وكذا هي من تجب فيها الطاعة وعدم إلحاق أي ما يصدر من غيرها بها لا اقل في الوقت الحالي، وقت بناء أسس الحضارة الإسلامية التي هي هدف رئيسي تتطلع إليه الامة الإسلامية التي يجب ان يزيد عدد المقتنعين بها، الأمر الذي سيقصّر مدة السهر والعمل المضني وغلق المنافذ التي يمكن أن يطل منها العدو على مشروع الحالة الإسلامية ليحوّلهُ الى اخرى حزبية فينزع منه الطاعة والذوبان للقيادة الحقّة..


البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..