عن رأي الإخوان في السلفيين ورأي السلفيين في الإخوان!!


لا شك أن التسريبات الأخيرة التي عرضت رأي قيادات الإخوان في السلفيين تبقى ناقصة وكان لا بد من إكمالها بعرض رأي السلفيين في الإخوان.
بالنسبة لي لم تأت هذه التسريبات بجديد والقيمة الوحيدة لها أنها تكشف طبيعة العلاقة بين الطرفين في وقت كان التحالف بينهما معلنا وفاعلا ويكفي أن نسترجع الدور الذي قام به ياسر برهامي في صوغ الدستور الوهابي لمصر وكيف أعلن بعد ذلك أنه نجح في خداع الجميع بمن فيهم شيخ الأزهر وفرض شروطه على الجميع.
الخلاف بين الإخوان والسلفيين هو خلاف تنظيمي وليس خلافا فكريا فكلاهما ينتمي للخط الوهابي مع بعض التعديلات التي منحت الإخوان قدرا أكبر من المرونة وحرية التعامل مع المختلفين عقائديا مثل الشيعة، وهي المرونة التي فقدها عندما دخل في تحالف مع السلفيين لكن الفكرة المحورية في الحالتين واحدة وهي الدعوة لإعادة المجتمعات إلى الإسلام من جديد، طبعا على أيديهم، بيد خيرت أو بيد برهامي!!.
يرى الإخوان أن ذلك لا يتم إلا عبر الانضمام للجماعة أما السلفيون فيرون أن ذلك لا يتم إلا عبر العودة إلى ما كان عليه ما يسمى بالسلف الصالح وتقصير الثياب وإطالة اللحى والتزام فتاوى ابن باز أو العثيمين!!.
حدد الإخوان طريقهم منذ البدء عبر تشكيل الجماعة التنظيم التي شكلت بعد ذلك حزبا أما السلفيون فقفزوا فجأة من الشتات إلى تأسيس حزب وأغلب الظن أن هذا كان بإيحاء من القيادة الوهابية العالمية التي أبت أن تترك الساحة لينفرد بها الإخوان.
النتيجة التي أوصل إليها ذلك التنافس والمزايدة الإخوانية السلفية مثلت كارثة للإخوان وأفقدتهم قدرتهم على إظهار مرونتهم وإمكانية التكيف مع الواقع ومع المتغيرات الدولية المحيطة ويكفي هؤلاء وهؤلاء تلك الحملة التكفيرية التي شنها السلفيون على الشيعة وحظيت برعاية محمد مرسي أو بغض الطرف من الحكومة الإخوانية والتي انتهت بقتل الشيخ حسن شحاتة رحمه الله بتلك الطريقة البشعة ولا نشك أنه كان هناك من ترك الفاجعة لتكتمل كونها دقت المسمار الأخير في نعش المنظومة الإخوانية.
كل هذه الأعوام التي مرت ولم نسمع أو نشاهد أي مراجعة لتلك الفجائع الفكرية والتنظيمية أو نسمع نقدا لادعاء الإخوان القدرة على التمثيل الصحيح والشامل للإسلام الذي يمتلكه خيرت الشاطر أو محمد بديع وعن المنطق الذي سوغ للإخوان تحالفهم مع ياسر برهامي ومنحه تفويض وضع دستور وهابي لمصر!!.
يصفهم بأنهم شراذم ويبارك لهم وضع دستور وهابي لمصر!!.