وكالة ناسا الامريكية والضجة التي احدثتها حول السلفية والوهابية، ان الارض مسطحة، وهل التشيع هو الحل


منذ أن أطلقت وكالة ناسا الأمريكية تلسكوب جيمس ويب، وبثت الصور الفائقة الوضوح عن الكون، وهناك حالة هرج ومرج كبرى تحصل على وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإسلامية السلفية وغيرها، بسبب كثافة الأسئلة من جيل الشباب الجديد، الذي يسال هل الأرض كروية أم مسطحة، وبما أن العلم أثبت بالدليل القاطع والبراهين التي لا تقبل الشك اليقين الكامل الملموس والمحسوس أن الأرض كروية، فما هو موقف غالبية العلماء المسلمين من كل ما نشر وتم بالبناء عليه.

وعلى الرغم من  مسارعة الكثير من رجال الدين إلى حذف تسجيلاتهم السابقة التي تتحدث أن الأرض مسطحة، وأنه من ينكر أن الأرض مسطحه وأن السماء سقف، وان الشمس هي التي تتحرك في السماء وتغيب في طرف الأرض، فقد أنكر ما أخبره الله -عز وجل-  في كتابه الكريم وما أخبرنا به رسوله صلعسلم، وهو بذلك كافر خارج عن الملة، يستتاب 3 أيام فإن لم يتب تقطع رقبته.

وقد شهدت عشرات المواقع الإسلامية الرسمية منها وغير الرسمية حذف لآلاف الروابط التي كانت تحتوي على أحاديث وأجوبة تثبت أن الأرض مسطحة.

كما تم حذف غالبية الكتب الإسلامية التي تم تاليفها لاثبات أن الأرض مسطحة.

لكن المشكلة ليست بالتراجع عن فهم خاطئ استمر لقرون طويلة، وكان له التأثير السلبي والمباشر على الأمة الإسلامية ومكانتها العالمية، المشكلة اليوم أن الجيل الجديد يسال، أن هناك مئات مليارات الدولارات التي صرفت على إثبات أن الأرض مسطحة وهي علوم لم تفيد في طب ولا الصناعة، بل هناك أجيال تركت علوم الهندسة والتخصصات في العلوم الفضائية كي لا تتصادم مع النظرية الدينية، إضافة أن الكثير من الطلاب المسلمين في الجامعات العالمية، أصيبوا بحالة إحباط كبيرة، بسبب مناقشتهم لزملائهم حول كروية الأرض، فالدين الإسلامي حسب الرواية التي يفرضها رجال الدين تقر بأن الأرض مسطحة، ومن ينكر أن الأرض مسطحة يكون ينقض بعض الأحاديث الصحيحة والآيات القرآنية، وهذا الأمر أدى إلى خلق مشكلة جعلت الامة تتخلف كثيرا عن الالتحاق  بركب التطور العالمي والعلمي.

كما إن الجيل المسلم اليوم دخل بحالة من البحث عن أصول الإسلام وخاصة بعد ظهور داعش وما رافقها من اعمال اجرامية ارهابية لا يقبلها العقل او منطق بشري، وهذا الأمر ينذر بخطورة كبيرة، قد تؤدي بالمسلمين ان ينتهجوا ما قام فيه الشعب الاوروبي قبل 200 سنة عندما، انقلبوا على تعاليم الكنيسة، وتوجهوا نحو العلمانية.

لكن المشكلة أنه بحال تفلت المسلمين من الضوابط الدينية التي تنظم حياتهم سندخل بحالة من الفوضى التي قد تؤدي بالمجتمع إلى الانهيار الكامل، خاصة أن المسلمين لم تتم تهيئتهم لمثل هكذا انتقالا وفي هذه السرعة، فالغرب انتقل من تحت السلطة الدينية إلى السلطة المدنية تدريجيا وقد سبق هذا الانتقال تهيئة مكثفة قام فيها نخبة من الفلاسفة وعلماء الاجتماع، ودراسات معمقة لفهم تركيبة المجتمع اضافة الى نهضة صناعية وعلمية واكبت هذا المتغير، اما في العالم العربي والاسلامي فالامر مختلف كليا.

وهذه الموجة الكبيرة التي قد يشهدها العالم الإسلامي في إي لحظة، سيرافقها انقلابات سياسية واجتماعية، فالكثير من الدول العربية تحكم شعوبها بمفاهيم دينية وبواسطة رجال الدين، ومع هذا المتغير الكبير أصبحت غالبية النخب العلمية والشبابية لا يمكنها الإصغاء إلى رجال الدين، بل تحملهم مسؤولية كبيرة بسبب ما وصلت إليه الأمة.

وخوفا من هذا السيناريو والفوضى الكبرى، وخوفا على الجيل الجديد من اعتناقه لمعتقدات غربية وغريبة عن عاداتنا وتقاليدنا العربية، بدأت تسمع أصوات لرجال دين سلفيين يتحدثون عن بعض الطروحات تلتقي فيها ومعهم نخبة اجتماعية سياسية واقتصادية، بأن يتم التشجيع على اعتناق المذهب الجعفري الشيعي، الذي نجح سياسيا واجتماعيا، بدمج بين القواعد الإسلامية والسياسية ومنها الديمقراطية في اختيار الرؤساء والنواب (مجلس الشورى) كما أن المذهب الشيعي له شرحه الوافي والكافي للإدارة الاقتصادية، والإنتاجية، وقد ساهم فتح باب الاجتهاد عند الطائفة الشيعية بمواكبة الكثير من التطورات والمتغيرات العلمية، بينما بقي الإسلام السلفي عند حقبة تاريخية تعود لألف سنة قد خلت من قبل، مما خلق فجوة كبيرة بين الأجيال وخاصة في هذه الأيام بظل عصر العولمة والإنترنت.