لبنان وصلَ أخطر مراحله السياسية والجميع فوق اللغم


إستنفذَ سياسيوا لبنان كامل الوقت المتبقي للإنقاذ، والجميع ساهم في تمرير الوقت المطلوب أميركياً للوصول إلى الإنفجار الكبير الذي لَن يسلَم منه أحد؟
حزب الله الذي لا يريد حرباً أهلية لبنانية ممسوك بمعصمه فيها ومنشغل بتدوير الزوايا بين الرئيسين بري وعون،
وحركة أمل تفعل ما تشاء وبأريَحِيَة كاملة وكإن الوطن بخير دون الأخذ ببعض المحاذير التي يجب الأخذ بها لكي نجمع ولا نُفَرِّق من خلال تخفيف لهجة الخطاب ضد التيار الوطني الحُر، والإلتفات إلى حجم الهجمة الأميركية السعودية الصهيونية علينا،
والتيار الوطني الحُر الذي أصبح ثلاثة تيارات! من داخله، يتصرف اليمين المسيحي فيه على هواه فتارةً يهاجم حزب الله الحليف ويعلن رفضه إستمرار العمل بورقة مار مخايل، وتارةً يهاجم سلاح المقاومة متماهياً مع المطالب الصهيونية،
وجناح آخر متمسك بالإتفاق مع حزب الله، وجناح ثالث مش عارف الله وين حاططوا!
وكل ذلك يجري في ظل تماسك خصومهم ضدهم رغم الخلافات الكبيرة التي تفرق القوات عن باقي الأطراف.
بالظاهر ترىَ القوات مع الإشتراكي والكتائب والحراك السفاراتي وجماعة ريفي مختلفين سياسياً وفي الواقع الجميع ملتزمون بقرارات سفارتَي عوكر والرياض، ويسيرون سير القطار على سكتين متوازيتين وصولاَ إلى هدفهم المنشود، وهوَ ضرب حزب الله واضعافه وتقليب بيئته عليه.
هنا يتبادر إلى ذهننا سؤال؟
لماذا كل هذا الحقد والعناد لدى طرفَي أمل والتيار؟اللذان يشكلان رِئَتَي المقاومة في الداخل اللبناني، هل فقدوا الحس بالمسؤوليه الوطنية؟
هل لم يعد لديهم مساحة للتلاقي والتفاهم وتمرير المرحلة الخطرة من أجل إنقاذ لبنان؟
هل وضع الناس الإقتصادي المتساوي كسطح البحر يسمح بالتناحر ومضيعَة الوقت، وخصوصاً أننا على أبواب إنتخابات!

كفاها الرحمآن فالسيل بلغَ الزُبىَ والدولار يَجِد السير بإتجاه الثلاثون ألف ليرة والناس تغرق في العَوَز والجوع أكثر فأكثر،
وأنتم تتناحرون وتسعدون الأميركي والسعودي والصهيوني.

إذا كنتم حقيقَةً حريصون على لبنان،
عودوا الى رشدكم السياسي، وانزلوا عن حصان عنادكم وتعنتكم، وتواصلوا وتحدثوا واتفقوا وكونوا حصناً منيعاً بوجه الطامعين بلبنان،
تكاتفوا كالبنيان المرصوص وأنبذوا من بينكم صهاينة الداخل المتغلغلين بين صفوفكم الذين يطالبون بنزع سلاح المقاومة، وخوضوا الإنتخابات متضامنين فتفوزوا ورب الكعبة.

أما إذا بقيتم على ما أنتم عليه ستخسرون جميعاً وستفشلون وستذهب ريحكم هباءً منثورآ،
وسيكون الجميع خاسر وستكونون أنتم المسؤولون أمام الله والشعب بأنكم سلمتم لبنان للقَتَلَة والإرهابيين وخصوصاً أن الطائفة السُنيَة شبه مُغَيبَة ومفتته ومَن يمسك بزمام ناقتها اليوم كأشرف ريفي تاريخه معروف مَن يكون وباخرة لطف الله واحد وإثنان يشهدان،
والسلام.