كنتم خير أمة


انهيار المنظومة الأخلاقية أحد اهم نتائج الحروب التي عانت المنطقة العربية منها منذ ١٩٤٨ .
تحت مسمى التنوع السياسي وخلف الثغرات في القوانين التي كرسها إتفاق الطائف استباح الفرقاء اللبنانيون كل الحدود ليخدعوا جمهورهم ويخدِّروه وبالتالي ضَمنوا استمراريتهم في السلطة . تلك السلطة التي تغطي الدولة العميقة ذات الارتباطات المشبوهة مع القوى الإستعمارية . 
كان سلاحها الاقوى النقد والاستدانة بالدولار والاقتصاد الريعي وسندات خزينة فاقت الفائدة عليها ٣٧% ثم استمالت السلطات التنفيذية والقضائية والتشريعية برشوة البعض منها ، وأخيرا لعبة الدولار مع المصارف والصيارفة ...
اردتم السلم الداخلي فألغيتم المواطنة بمقولة الشراكة . واستبدلتم السياسة بمفهوم الحوكمة.وخنقتم الارادة الشعبية ببدعة المقبولية المجتمعية! كل هذا على حساب القِيم والمُثُل والمبادئ والمفاهيم العليا .حوّلتم جماهيركم الى زمر وساساتكم الى متعهدين ومقاولين وتجار . أصبح الوطن باب إرتزاق تنهشون منه حتى الفتات .السياسة فيه لعبة والانسان مجرد عدد يُشبع إحصاءاتكم ..أخرستم الناس واختزلتم الحقوق وسخّفتم العقول وكبتّم الابداع وعلّبتم الفرائض ومسختم الدين الى طقوس وشعائر خاوية..
ضاع التصرف السليم وتم استبداله بالواقعية تلك المعادلة التي ضمنت للاقوياء استمرارهم وللضعفاء رضوخهم . 
بكلمة واحدة ضاع الحق الذي من أجله قضى كل ثوار العالم منذ نشوئه . سرى الامر على ردات فعل الناس السلبية والعصبية فتحولت هويتهم الى بطاقة إمتهان فعدنا الى الجاهلية الاولى وغرقنا بما نحن فيه الآن ..
كنتم خير أمة : في الماضي ...