لبنان يحتاج إلى مَن يصنع وطن وليسَ إلى صُنَّاع تسويات
لقَد مَرَّ مئَة عام على عُمر لبنان الكبير، شآخ وهَرِم وإنحنى ظهره لأن أبناؤهُ أتعبون حُكاماََ غير مسؤولين وشعب لا يُحاسب،
مسؤولون فرسان وشعب من الأحصنَة،
حتى بلغنا ما نعاني منه اليوم من ذُل وضيق، ووصلنا إلى آخر النفق المظلم،
وأصبحنا أسرَىَ الدعاء والتَضَرُع لله أن يصنع لنا معجزة لكي تفتح لنا كُوَّة في جداره الأخير نرىَ منها النور ونخرج من الظلمات،
[ وليتحقق هذا الأمل نحنُ بحاجة إلى صُنَّاع وَطَن وليسَ إلى صانعي تسويات؟
اللبنانيون شعب جبَّار ومُبدِع ومثقف ويصنع المستحيلات،
فالعقول اللبنانية مشهود لها بالإبداع في كل مكان، بدءََ من صحراء النفط الحارة في السعودية وصولاََ إلى كل دُوَل الخليج والتي أفنوا جُل أعمارهم فيها وساهموا ببنائها ورفعوا من قدرة إقتصادها وكانوا أوفياء لها،
وفي أميركا اللاتينية وأفريقيا وباقي دوَل العالم الجميع يشهد لهم بذلك.
إن هذه العقول الخارقة والمُبدعَة والتي البعض منها غَيَّر الكثير في هذا العالم المتقدم،
إستطاع حِفنَة من السياسيين اللبنانيين (أمراء الحرب) تدجينهم وقَوقَعتهم داخل طوائفهم ومذاهبهم في أكبر عملية ترحيل لمواطن عن وطنه وتجريدهُ من وطنيتهُ وإدخاله القفص الذهبي الطائفي والمذهبي وتكريمه بميدالية التعصُب للقائد والزعيم حتَّىَ بات الجميع متشابهين إلَْا ما عَدَىَ القليل منهم اللذين يتمتعون بمناعة وطنية عالية بقيوا يعيشون داخل الوطن وبقيَ الوطن يعيش بداخلهم فقفزوا فوق الجميع صارخين بأعلى (صمتهم) رعباََ من خوفهم عاش لبنان وطناََ نهائياََ لنا، ورفعوا شعار لبنان لن يموت.
إن لبنان يحتاج إلى شحذ الهِمَم من شرفائه لأجل النهوض بهِ مجدداََ ومن أجل قيامة وَطَن لكل بَنيه بعيداََ عن داء الطائفية والمذهبية والتِبَعيَة.
إن مَن داسَ على قِمَِهِ ليتعالى علينا وتدوسنا نِعالِه
(ليسَ كَمَن وطَئَت نِعاله قِمَمَه ليدافع عنه ويحميه ويحمينا)
لبنان لَن ينهض ولن يعود إلَّا بكم يا أحرار الأُمَّة فلا تستكينوا حتَّىَ تتخلصوا من هذه الطُغمَة السياسية الحاكمة التي همها المال والسلطة.
التعليقات