الحليفان يتصارعان والحَكم
برزت الى السطح حدة الخلافات بين الامارات والسعودية مؤخرا بعد اجتماع "اوبك+" والذي مثل نتيجية طبيعية لحجم الضغوط الصهيونية على اجبار الرياض للانتقال من العلاقات السرية الى الالتحاق بركب التطبيع بعد ان شغلت السعودية فيه مساند العراب في اتمام اتفاقيات "ابراهم" بين الدول الخليجية والكيان الصهيوني ، فيما مثل الاجتماع النفطي صاعق التفجير.
عجز مالي وديون متفاقمة على السعودية منذ قيامها بالحرب العدوانية على اليمن عبر تحالف مع الامارات ودول اخرى والنتائج شديدة على الرياض بينما اتجهت ابوظبي للعامل الاقتصادي وسط سيطرة اذرعها على اليمن الجنوبي وسقطرى ، اما الصواريخ والمسيرات اليمنية فمثلت استنزافا كبيرا للرياض مخلفة فشلا كبيرا في تحقيق اهداف العدوان.
الامارات اندفعت بالضغط على السعودية بعد اعادة العلاقات بين الاخيرة وقطر بعيدا عن الامارات ومحاولات الرياض في تاسيس شركة طيران جديدة تنافس ابوظبي والدوحة وهو ما اعتبرته الامارات تهديدا لها فضلا عن اصرار الرياض على نقل مقرات الشركات المتعدة الجنسيات الى السعودية وما تلاها من ايقاف الرحلات بين البلدين وتعديل السعودية لقواعد الاستيراد من الخليج ، مع اصرار الكيان الصهيوني على نقل العلاقات السرية بين الرياض و"تل ابيب" الى العلن ، كل هذه الاسباب كانت كافية لدى ابوظبي لاظهار الوجه الاخر للرياض.
الكيان الصهيوني يواصل ضغوطه على السعودية للالتحاق بالمطبعين وخصوصا بعد غرقها في المستنقع اليمني وهذا يشبه الى حد ما الضغوط الخليجية على النظام البعثي المقبور مطلع التسعينيات وغزو الكويت بعد ان خرج مثقلا بالديون من الحرب المفروضة على الجمهورية الاسلامية في ايران.
تأرجح اسعار النفط دفع الرياض للتفكير بخطط اقتصادية بديلة لحلة ازمة الديون المتفاقمة بالتدريج عبر مشاريع تنافس الامارات المتربعة اقتصاديا على مجلس التعاون" ، فضلا عن مواصلة مفاوضات فيينا بين طهران وواشنطن وترجيحات بالعودة الاميركية للاتفاق النووي ورفع العقوبات دون الاكتراث للسعودية مما جعل الرياض في موقف حرج جدا بعد ان سخرت منها حليفتها واشنطن.
"مجلس التعاون" الذي كانت تتكئ عليه الرياض هو الاخر في موت سريري بسبب تعدد الاقطاب الرئيسية (سياسة عمان المنفتحة على خصوم السعودية ، استراتيجية قطر ، التوجه الاماراتي نحو تل ابيب ، وتبقى السعودية لاتعرف من تقود) مع انهيار التحالف الرباعي الذي هندسته الامارات بعد المصالحة القطرية السعودية.
والخلاصة ان السعودية متورطة في حرب لاتعرف كيف تخرج منها ، وازمة اقتصادية وديون كبيرة امام ضغوط صهيونية بتطبيع العلاقات بشكل معلن او النهاية بخنجر حليف لايرحم.
التعليقات