التحالف العثماني الفرنسي.. هل جاء الغرب إلينا أم أننا جئنا به؟!


السردية الرسمية التي يطرحها المهتمون بتفسير سبب الهيمنة الغربية على العالم الإسلامي: أن الغزو الغربي الصليبي للعالم الإسلامي هبط على رؤوسنا من السماء مثل مطر تموز وأخذنا على حين غرة، ثم يكمل كل طرف القصة وفقا لمزاجه ورغبته!!.
للإخوان رؤية وللوهابيين رؤية مغايرة أما اليساريين فلهم رؤية ثالثة وهكذا يبقى حبل الرؤى والأوهام ممدودا على الجرار!!.
يزعمون أن السلاجقة العثمانيون كان يقاتلون من أجل نشر الإسلام في أوروبا ويتهمون الشاه الصفوي بخيانتهم بدلا من الوقوف معهم في وجه أعداء الإسلام!!.
بينما كان السلطان العثماني سليم خان يرسل جيوشه ويشن حملات عسكرية على بلاد فارس ويسفك دماء الآلاف لأنهم شيعة حيث اشتبك مع الشاه إسماعيل الصفوي في معركة جالديران سنة 1514 وتمكن من هزيمته، كان يبرم تحالفا مع ملك فرنسا ضد خصومه الألمان.
يحكي لنا التاريخ عن التحالف القديم بين السلطان السلجوقي وملك فرنسا حيث كشفت وسائل الإعلام التركية (8 مارس 2011) أن رئيس الوزراء رجب طيب أردوجان قدم للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خلال استقباله له أمس فى أنقرة هدية تذكارية كان الغرض منها إحراجه وتذكيره بفضل تركيا على بلاده  .
وقالت وسائل الإعلام إن أردوجان أراد من وراء هذه الهدية أن يلقن ساركوزي درسا في كيفية التعامل مع الأمم الكبيرة بعد أن رفض أن يقوم بزيارة رسمية لتركيا كرئيس لفرنسا، واختار أن يزورها كرئيس لمجموعة العشرين (ليس كرئيس دولة بل كصاحب إمبراطورية) وأن تكون مدة الزيارة قصيرة جدا لا تتجاوز 6 ساعات مما أثار استياء تركيا فضلا عن استيائها أصلا من موقفه الرافض لانضمامها إلى عضوية الاتحاد الأوروبي .
وأشارت إلى أن هدية أردوجان كانت عبارة عن رسالة كتبها السلطان العثماني سليمان القانوني عام 1526 ،‏ ردا على رسالة استغاثة بعث بها فرنسيس الأول ملك فرنسا عندما وقع أسيرا فى يد الأسبان يطلب العون من الدولة العثمانية، وقد استهل السلطان رسالته بالتعريف بمن هو السلطان سليمان القانوني وعلي أي البلاد والبحار والأقاليم يحكم ويهيمن، وإلى حجم بلاده وقوتها، ثم يطمئنه فيها بأنه سيخلصه من الأسر، وبالفعل أرسل إليه قوة عسكرية حررته من الأسر.
في السياق نفسه، ذكرت وسائل الإعلام أن رئيس بلدية أنقرة مليح جوكتشيك أبدي، الذي كان في استقبال ساركوزي لدى وصوله إلى أنقرة أبدى استياءه عندما شاهد ساركوزي يهبط من الطائرة وهو يمضغ اللبان، لأن هذا المنظر يعبر لدى الأتراك عن سوء أدب وعدم احترام!!.
(نص رسالة السلطان سليمان القانوني الى ملك فرنسا فرانسوا الأول)!:
* الله * العلي * المعطي * المغني * المعين *
بعناية حضرة عزة الله جّلت قدرته وعلت كلمته ، وبمعجزات سيد زمرة الأنبياء ، وقدوة فرقة الأصفياء محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم الكثيرة البركات ، وبمؤازرة قدس أرواح حماية الأربعة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، وجميع أولياء الله .
أنا سلطان السلاطين وبرهان الخواقين، أنا متوج الملوك ظلّ الله في الأرضين، أنا سلطان البحر الأبيض والبحر الأسود والبحر الأحمر والأناضول والروملّي وقرمان الروم، وولاية ذي القدرية، وديار بكر وكردستان وأذربيجان والعجم والشام ومصر ومكة والمدينة والقدس وجميع ديار العرب والعجم وبلاد المجر والقيصر وبلاد أخرى كثيرة افتتحتها يد جلالتي بسيف الظفر ولله الحمد والله أكبر .
أنا السلطان سليمان بن السلطان سليم بن السلطان بايزيد .إلى فرنسيس ملك ولاية فرنسا  .
وصل إلى أعتاب ملجأ السلاطين المكتوب الذي أرسلتموه مع تابعكم (فرانقبان) وأعلمنا أن عدوكم أستولى على بلادكم وأنكم الآن محبوسون، وتستدعون من هذا الجانب مدد العناية بخصوص خلاصكم وكل ما قلتموه عرض على أعتاب سرير سدتنا الملوكانية، وأحاط به علمي الشريف على وجه التفصيل، فصار بتمامه معلوما . فلا عجب من حبس الملوك وضيقهم، فكن منشرح الصدر، ولا تكن مشغول الخاطر .
فإننا فاتحون البلاد الصعبة والقلاع المحصنّة وهازمون أعدائنا، وإن خيولنا ليلا ونهارا مسروجة، وسيوفنا مسلولة، فالحقّ سبحانه وتعالى ييسر الخير بإرادته ومشيئته . وأما باقي الأحوال والأخبار تفهمونها من تابعكم المذكور ، فليكن معلومكم هذا  .
تحريرا في أوائل شهر آخر الربيعين سنة 932 من الهجرة النبوية الشريفة 1525 من الميلاد
ولمن لا يعلم أو لأولئك الذين يفرحون ويهللون لكل هزيمة تلحق بالشيعة أو بإيران فقد شكل انتصار السفاح سليم خان على إسماعيل الصفوي في معركة جالديران سنة 1514 مقدمة طبيعية لاحتلال مصر عام 1516 ميلادية وانتزاع السلطة من يد المماليك ورغم ذلك فقد أبقاهم بنو عثمان خداما لهم مسلطين على رؤوس العباد يعيثون في الأرض فسادا بعد خيانتهم لرفاق السلاح المملوكي.
الغزو العثماني لأوروبا لم يكن بغاية نشر الإسلام ولم يكن له من غاية إلا النفوذ والثروة وسبي النساء الأوروبيات الشقراوات!!.
التحالف مع إمبراطور فرنسا ومنحه امتيازات قتصلية هائلة أمر مباح ومبرر أما السلاح فهو ضد المسلمين حصرا سواء كان في إيران أو مصر والآن في سوريا (أشداء على المؤمنين رحماء على الكفار)!!.
ثم يزعمون أن الغرب جاء واعتدى علينا واحتلنا ونحن لا ذنب لنا ونحن لم نقل له هيت لك!!.