حوار مع المفكر والقومي العربي / د . محمد سيد أحمد



أجرى الحوار حسين المير ..
الإشراف : الأستاذة ربى يوسف شاهين ..

من قضية أفغانستان وإنهزام الدول العظمى على أرضها 
إلى الدور التركي الداعم للمرتزقة في المنطقة وإستغلال ملفهم كعامل ضغط على الإتحاد الأوروبي وعمليات التعدي وقطع المياه عن مدينة الحسكة في الشمال السوري وقضية سد النهضة والأزمة الكبيرة بين مصر والسودان وأثيوبيا إلى الحركة الإصلاحية التي يقوم بها الرئيس التونسي قيس سعيد .
عن كل هذه التطورات والمستجدات في المنطقة اردنا ان نحصل على إجابات لأسئلتنا من خلال لقاءنا وحوارنا مع المفكر والقومي العربي 
/ د . محمد سيد أحمد 

بعد الترحيب بكم دكتور محمد سؤالي الأول لحضرتك .


حاولت عدة دول إحتلال أفغانستان بدءاً من إنجلترا والهند ومروراً بروسيا وإنتهاءاً بالولايات المتحدة والناظر والمتابع يجد أنهم دول قوية وعظمى والعامل المشترك الثاني لهذه الدول هو خسارتها في أفغانستان 
فلماذا أفغانستان .؟؟. سؤالنا لكم دكتور ..

أجاب الدكتور محمد ..
تسعى الدول الاستعمارية لاحتلال أفغانستان لعدة أسباب منها ما هو مرتبط بمواردها الطبيعية .. وما هو مرتبط بموقعها الجغرافي الهام .. والاستثناء هنا يرتبط بالاتحاد السوفيتي الذي سعى لذلك في محاولة للحفاظ على أمنه القومي حيث يهدد موقع أفغانستان الاتحاد السوفيتي سابقا وروسيا حاليا .. أما عن سبب الخسارة فهو مرتبط بالطبيعة الجغرافية الوعرة لأفغانستان والتركيبة الديموغرافية الإثنية والعرقية.


دكتور محمد سؤالي الثاني لكم ..
تحاول تركيا إستغلال ملف المرتزقة كعامل ضغط على الإتحاد الأوروبي وأمريكا في حال لم يتم إيجاد حل للمرتزقة الأجانب الراغبين بالعودة إلى أوطانهم ومنهم المرتزقة الأفغان .
برأيكم دكتور : ماهو الدور الذي ستلعبه تركيا لتتمكن من إنشاء دور مديد لها في افغانستان وهل للأخوان المسلمين المحسوبين على تركيا وقطر في أفغانستان الدور الكبير .؟؟. 

أجاب الدكتور محمد ..
بالطبع تركيا تعتبر نجاح المشروع الإرهابي في أفغانستان من مصلحتها فعودة طالبان نجاح لمشروعها دولة الخلافة الإسلامية التي يتزعمه أردوغان .. وبالطبع تركيا من أكثر الدول التي تستثمر في الإرهاب وتستغل الإرهابيين المرتزقة للضغط على الدول الأوربية لتحقيق مصالحها .. وبالطبع وجود بعض عناصر جماعة الإخوان الإرهابية المحسوبين على تركيا وقطر في أفغانستان يلعبون دورا في تدعيم موقفهم مع حكومة طالبان.


دكتور محمد ..
سورية لم تنتهي بعد من حربها الإرهابية في الشمال والشمال الشرقي وخاصة بالنسبة للمحتل التركي .
برأيكم : هل سقطت منصة استانا وبنود سوتشي 
ولم تعد تجدي نفعاً الحلول السياسية مع مرور هذه السنوات .؟؟.

قال الدكتور محمد ..
اعتقد أن سورية والحلفاء قد صبروا كثيرا على الجماعات التكفيرية الإرهابية الموجودة في شمال شرق سورية والمدعمين من المحتل التركي وكذلك الأمريكي .. ولذلك فكل الحلول السياسية في منصات أستانا سوتشي لم تعد تجدي نفعا .. وأرى أن الحل العسكري عبر الجيش العربي السوري والمقاومة الشعبية عبر أهالي المناطق المحتلة هى الحل لحسم الصراع وتحرير الأرض المحتلة سواء من القوات التركية والأمريكية أو من الجماعات التكفيرية الإرهابية التي تعمل بالوكالة على الأرض السورية عبر العشر سنوات الماضية.


دكتور محمد سؤالي لحضرتك ..
في الشمال السوري لايزال المحتل التركي ومرتزقته يواصلون مشروعهم الإجرامي وتعدياتهم على القرى الحدودية ويقومون بإستهدافهم بالقذائف ويقطعون مياه الشرب عن مدينة الحسكة التي يسكنها أكثر من مليون مواطن سوري .
إلى متى سيبقى الصمت الدولي وغض الطرف عن جرائم المحتل التركي وأعماله العدائية .
ولماذا لم نرى لحد الآن تحركاً من الحليف الروسي والإيراني لمواجهة المحتل التركي .؟؟.

أجاب الدكتور محمد ..
بالطبع المجتمع الدولي لن يتحرك تجاه ما يقوم به المحتل التركي من اجرام في حق أهالينا في مدينة الحسكة لأن المجتمع الدولي يكيل باكثر من مكيال .. ولازالت الولايات المتحدة الأمريكية صاحبة المشروع العدواني على سورية هي المسيطرة على كافة المنظمات الدولية .. وبالطبع الحليف الروسي والايراني لم يتحركا في مواجهة التركي حتى الآن لتعقد الموقف ووجود الأمريكي خلف التركي وبالتالي قد يؤدي التدخل المباشر لتحول الحرب الباردة إلى حرب عالمية جديدة.


دكتور محمد ..
بالرغم من كل الحوارات والوساطات واللقاءات التي جرت بين الطرف الأثيوبي والطرف المصري والسوداني من أجل حل قضية سد النهضة .
إلا أن الطرف الأثيوبي لا يزال متمسكاً برأيه ولم يغير من مواقفه .
هل الجانب الأثيوبي مدعوماً من أطراف خارجية تعمل على الفتنة وزيادة الخلاف .
وإلى متى ستبقى مصر تتبع سياسة النفس الطويل بخصوص أزمة سد النهضة .
وهل سنرى صدام عسكري بين الطرفين ام ان الحل السياسي سيبقى راجحاً .؟؟.

قال الدكتور محمد ..
بالطبع الجانب الإثيوبي مدعوم صهيونيا أولا وأمريكيا ثانيا وعدد من الدول التي شاركت في تمويل السد وعلى رأسها الصين ودول الخليج .. وبالطبع تحولت قضية السد لقضية دولية لذلك تتبع مصر فيها سياسة النفس الطويل .. واستبعد الحل العسكري وأرى أن مصر تتبع سبل عديدة لإجبار إثيوبيا وحلفائها على الحل السياسي.


دكتور محمد العزيز سؤالي الأخير ..
جميعنا نشاهد الحركة الإصلاحية التي يقوم بها الرئيس التونسي قيس سعيد .
وقيامه بإبطال عمل البرلمان التونسي وملاحقة النواب الفاسدين وإحالتهم إلى القضاء بالرغم من الضغوط الدوليه وتشجيع من قسم كبير من الشعب التونسي . كيف ترى المشهد التونسي الآن ...
وما مصير جماعة الإخوان المسلمين في تونس .؟؟.


أجاب الدكتور محمد ..
اعتقد أن ما قام به الرئيس قيس سعيد في تونس هو حركة إصلاحية وثورة على الإرهاب تأخرت كثيرا .. لكنها ستنجح .. وسوف تتمكن تونس من تقويض دعائم جماعة الإخوان الإرهابية كما نجحت مصر في ذلك .. ولا أجد أي مستقبل لهذه الجماعة في منظومة الحكم في تونس .


في نهاية هذا الحوار لابد من شكر الدكتور محمد سيد أحمد لإجاباته المميزة والتي استفدنا منها ولوقته الذي منحنا إياه .
دكتور محمد لكم جزيل الشكر والتقدير من إدارة موقع معهد أبرار معاصر طهران وأهلاً وسهلاً بكم دائماً .


موقع معهد أبرار معاصر طهران 
حوار : حسين المير 
إشراف : الأستاذة ربى يوسف شاهين