هل انتهى التساكن السعودي الإماراتي؟!


يقول العارفون بخبايا الحرب على سوريا أن الصدام القطري الخليجي صيف عام 2017 كان أحد أهم أسباب هزيمة المشروع الداعشي الذي رعته هذه الدول ليس فقط بالمال والسلاح بل عبر القيادة والتخطيط المباشرين حسب وصف أحد قادة المقاومة: كنا نقاتل لمدة عشرين يوما لنتقدم كيلومترا واحدا وبعد اشتعال الصراع أصبحنا نتقدم في اليوم الواحد عشرين كيلومترا.

هاهي الأيام تكشف صدق نبوءة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام (لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى ضِلِّيلٍ قَدْ نَعَقَ بِالشَّامِ وَ فَحَصَ بِرَايَاتِهِ فِي ضَوَاحِي كُوفَانَ فَإِذَا فَغَرَتْ فَاغِرَتُهُ وَاشْتَدَّتْ شَكِيمَتُهُ وَثَقُلَتْ فِي الْأَرْضِ وَطْأَتُهُ عَضَّتِ الْفِتْنَةُ أَبْنَاءَهَا بِأَنْيَابِهَا).

كشفت الأعوام الأخيرة من حرب اليمن عن هشاشة ما يسمى بالتحالف العربي وأن أعضاء هذا التحالف لم يكونوا يوما ما على قلب رجل واحد (تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى) وأنهم صهاينة الهوى والقيادة.

اندلع الصراع بين الحليفين لم يبدأ مؤخرا كما أنه لم يكن مكتوما حيث تبادل الطرفان الضربات عبر الوكلاء ويكفي قيام ميليشات الإمارات بطرد حكومة هادي من عدن في مارس الماضي ليظهر تجذر الصراع.

لا شيء حقيقي يجمع بينهم أو يؤلف بين قلوبهم سوى الرغبة في إذلال الشعوب الحرة ونهب ثرواتها وربما أغراهم ثراؤهم العابر بالسعي للحصول على المزيد حيث انتابهم هوس التحول إلى قوة عظمى ولعلكم تذكرون ما قاله مستشار ابن زايد (نحن الآن في اللحظة الخليجية).

الدور الإماراتي التآمري على المنطقة بأسرها وعلى مصر بصورة خاصة تمثل في التحالف مع رئيس وزراء إثيوبيا والضغط على مصر والعمل من أجل حرمانه من مياه النيل وصولا إلى المساهمة ليس فقط في بناء السد بل في دعم تسليح نظام آبي أحمد وإنشاء قاعدة بحرية تمكنه من مجابهة الجيش المصري.

نبوءة قديمة للإمام علي تحدث فيها عن تحالف عربي آخر أعلن الحرب على إمام الحق وما تزال كلماته سارية وتنطبق على الأخوين مبز ومبس (كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَرْجُو الْأَمْرَ لَهُ وَيَعْطِفُهُ عَلَيْهِ دُونَ صَاحِبِهِ لَا يَمُتَّانِ إِلَى اللَّهِ بِحَبْلٍ وَلَا يَمُدَّانِ إِلَيْهِ بِسَبَبٍ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا حَامِلُ ضَبٍّ لِصَاحِبِهِ وَعَمَّا قَلِيلٍ يُكْشَفُ قِنَاعُهُ بِهِ وَ اللَّهِ لَئِنْ أَصَابُوا الَّذِي يُرِيدُونَ لَيَنْتَزِعَنَّ هَذَا نَفْسَ هَذَا وَلَيَأْتِيَنَّ هَذَا عَلَى هَذَا).

لا شك أن خسارة هؤلاء كانت أمر محتما إلا أن الخاسر الأول هو الشيطان الأمريكي الأكبر فهؤلاء هم عمد سياسته ونقاط ارتكازه في المنطقة، زد على ذلك التحالف الصهيوني الإماراتي الذي سعى لضم السعودية إليه على عجل حيث اكتشف السعوديون مؤخرا أليس بوسعهم الهرولة نحو هذا التحالف إذ أن دخول هذا التحالف سيضاعف أزمتهم في اليمن وأن البحث عن مخرج من هذه الحفرة لن يكون عبر هذا السبيل.

(أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) التوبة 109.