الأوضاع في لبنان



تقرير يتضمن آراء الكتاب والمحللين السياسيين لمجموعة معهد طهران للدراسات والأبحاث الدولية، في حلقة النقاش التي جرت يوم الثلاثاء الموافق ٢٠٢١/٧/۲۰ والتي حملت العنوان  "الاوضاع في لبنان".. اذ شارك عدد من المراقبين للشان السياسي حول موضوع النقاش وكانت لهم اراء مختلفة، حول العناوين و المحاور التالية: اوضاع لبنان بين التجاذبات الدولية واختلاف الفرقاء السياسيين ، تاثير ذلك على خط مواجهة لبنان مع الكيان الصهيوني متمثلا بحزب الله والآثار الاقتصادية لهذا الاوضاع.

حيث أكد الكاتب والمحلل السياسي دكتور علي حكمت شعيب ان "استراتيجية الأمريكي في لبنان اليوم تقضي بأن الأمور يجب أن تصلح نسبياً بشكل طفيف ليبقى لبنان حياً في غرفة الإنعاش لكنه شبه مشلول. لكي يتم تحميل المسؤولية للأكثرية الحاكمة أملاً في أن تفوز أدوات أمريكا بالكثير من المقاعد النيابية في الانتخابات القادمة. ليكون لها دور بارز قوي في رسم سياسات البلد المتعلقة بموارده الاقتصادية من نفط وغاز وبالتطبيع مع العدو الصهيوني."

واضاف ان "لذلك من المتوقع أن تساهم السعودية في الحل بضغط أمريكي ليتم تكليف شخصية سنية ترضى عنها* فتدعمها ليُنعَش لبنان  فيبقى حياً في غرفة العناية الفائقة. أما تلك الأماني المبنية على الأزمة الاقتصادية التي تديرها أمريكا في لبنان، لترسم أدواتها مستقبل البلد بعد فوزها المرجح في الانتخابات النيابية القادمة، لن تتحقق لأنها ضد المنطق الطبيعي للأمور فمن خسر في الحرب الصلبة لن يستطيع جبر خسارته في الحرب الاقتصادية."

أكد دكتور علي حكمت شعيب حول المواصفات المطلوبة لرئيس حكومة لبنان في ظل الأزمة وأشار بأن "اللبنانيون لا ينتظرون من رئيس حكومتهم تعاطفاً واستشعاراً للألم والمعاناة معهم فقط. بل يريدون أفعالاً تترجم ذلك كله بقرارات استراتيجية كخفض سعر الصرف وضبط الفوضى ومحاسبة المفسدين و... وقبل ذلك كله قبول العروض الصينية والروسية بالحد الأدنى للمساهمة في إدارة دفة الاقتصاد في البلد من الريعية الى الإنتاجية. ما وجدناه أن حكومة تصريف الأعمال قد رؤية الاقتصاد المنتج دون أي حركة تذكر من رئيسها د. دياب في سبيل استثمار الفرص التي يوفرها الأصدقاء لذلك. إن العجز عن المبادرة لهي من أبرز نقاط الضعف التي يحب أن لا تكتنف شخصية القائد لما لها من أثر سلبي قوي في إضاعة الفرص.وكذلك من نقاط الضعف الأخرى هو عدم التحلي بالحكمة. فالحكمة تضمن أن تكون القرارات رشيدة مركزة على تحشيد كل الطاقات وتفعيل كل الجهود للحد من تداعيات الأزمة."

يعتقد الكاتب و المحلل السياسي أستاذ محمود الهاشمي بأن "ليست لبنان من تعيش (ازمة ) بل جميع الدول العربية بما في ذلك دول الخليج التي نعتقد ان عدد نفوسها وسعة ثرواتها تمنع اي ازمة لها. المنطقة تمر بتحول كبير ،ولبنان جزء من (المنظومة العربية ) التي عجزت ان تجد حلولا لازماتها ،تبحث عن (يد احنبية) تنقذها دون النظر الى النتائج والمصير . ان اقرب بلدين عربيين متشابهين (جدا ) بالواقع الحالي (لبنان والعراق) فالرئيس سعد الحريري اسوء الخيارات والكاظمي شبيهه في الطول والعرض والارتفاع ،وهما ابعد مايكون عن خيار الشعبين لكن هكذا خطط ان ننتهي بهذه النهاية البائسة ."

وأضاف أن "الخوف الاكبر ليس عندما تنهار المصارف فهذا يحدث باغلب دول العالم ،ولكن الخوف عندما تنهار "المقاومة" لانها حبل النجاة ومستقبل البلد . لانريد ان نخوض بالتآمر على لبنان والعراق فنحن نحفظ مخططات اعدائنا عن ظهر قلب ! الان الكاظمي سيسافر الى واشنطن ومعه وفد من (25) مسؤولامتنوعا وجمبهم لاثقة لنا بهم وهم عملاء لاميركا !ولكن السؤال ؛-هل يتمكن هذا الوفد ان يحاور اميركا دون ان يضع في حسبانه (المقاومة) ؟ الان في لبنان كلما هرعوا ليشكلوا حكومة وجدوا حضورا للمقاومة وكذلك في فلسطين فلو ترك الامر لمحمود عباس لسلم الارض ومن عليها الى (….) ومثلها في اليمن وسوريا، الامر يحتاج الى (الصبر ) والى الروية فان مستقبلا اخر ينتظر الامة وان قيادات المقاومة تدرك اننا الان في (شعب ابي طالب) ولدينا ضحايا وجوع وفقدان اعزة لكن الله يرى امرنا وصبرنا وتضحياتنا. سنغادر اميركا المنطقة مثلما غادرت افغانستان مذلة مهانة وسنشهد عملاء اميركا يتباكون مثلما يبكي عملاؤهم بعد انسحابهم من افغانستان ،ويكفينا عمقا في الجمهورية الاسلامية شاهدا على الانتصار ."

من جانب أخر و في الإشارة الى التدخل الدولي، قال الكاتب و المحلل السياسي أستاذ قاسم الغراوي ان
"الحصار والمواقف الدولية المنحازة وغياب الخطاب الوطني الموحد تجاه قضية لبنان من قبل السياسين
وتدخل القوى الامبريالية فرض شروط صعبة عليه ان يتقبلها على مضض واولها حل مشاكله مع الكيان الصهيوني الذي يعتبر لبنان بوجود ح..ز...ب الله يشكل خطرا علية وماتفجير الميناء الا ورقة ضاغطة ومحاولة لجعل لبنان يقف على حافة الافلاس والانهيار او يخضع للاملاءات والشروط الدولية التي تحتم عليه القبول بها صاغرا وان لم يكن راغبا وهي امن الكيان الصهيوني وحدوده البرية وخط المياة الفاصل بينهما والا فانه سيدفع الثمن غاليا او يموت جوعا وقد صرح بذلك وزير الخارجية السابق بومبيو."

وأكد أن "في وسط كل التجاذبات يعجز كثير من اللبنانيون اليوم عن توفير ضروريات الحياة في بلد يشارف وضعه الاقتصادي على الانهيار، ضمن أزمة وصفها صندوق النقد الدولي بأسوأ أزمة على مستوى العالم منذ خمسينيات القرن التاسع عشر. ويتوقع البنك الدولي وقوع أكثر من نصف سكان لبنان تحت خط الفقر في نهاية عام 2021. كل المؤامرات التي تحاك ضد لبنان هي لكسر شوكة المقاومة التي تمثل تاريخا ووجها مشرقا للاحرار في لبنان ، ولبنان لن يهزم رغم المؤامرات وسيتجاوز المحنة رغم الصعوبات ورغم الحصار."

من هذا الجانب اشار الكاتب والمحلل السياسي أستاذ يونس الكعبي أن "لبنان ليس مستعصيا الحل فيه ولكن يبدو ان الامور يراد لها ان تكون بهذا الشكل ، فالغرب بقيادة امريكا والعرب بقيادة السعودية يعاقبون لبنان اقتصاديا بسبب موقف المقاومة اللبنانية فقط ، والا فان مجرد فتح ابواب السياحة في هذا البلد كفيل ان يعيد التوازن الاقتصادي والسياسي في البلد ولكنهم ينظرون الى لبنان المقاوم لا لبنان الدولة وهكذا تمضي الامور لمحاولة تركيع هذا البلد التعقيد الاقتصادي والحرب المالية سلاح فتاك على دولة مثل لبنان يرافقه احتراب سياسي وتنافر عميق اخر تشكيل الحكومة اللبنانية وهذا ما زاد الطين بلة كما يقول المثل العربي."

وأكد أن "عدم وجود حكومة قوية واقتصاد منهار وضغوط داخلية وخارجية كلها ستؤدي الى انهيار هذا البلد، برايي الشخصي ان هذه فرصة لمحور المقاومة ان يقوم هو بانقاذ لبنان وانتشاله من مازقه حتى يكون هذا البلد حاضنة للمقاومة ولا نسمح للدول المطبعة مع اسرائيل بسرقة هذا البلد وفرض اراداتها السياسية على هذا البلد وفي مقدمة هذه الاملاءات هو تحييد المقاومة اللبنانية وحزب الله من المعادلة السياسية اللبنانية، اتمنى ان ياتي الحل من حزب الله وياخذ زمام المبادرة ويكون هو صاحب الحق في تقرير مصير هذا البلد المقاوم والابقاء على هويته.. لبنان يستحق مثل هذه التضحية."