مقابلة مع الدكتور بسام روبين؛ زيارة بايدن الى المنطقة، بين الأهداف والنتائج



١. كانوا قادة تل أبيب يعلقون آمالاً كبيرة على زيارة الرئيس الأمريكي.  هل تعتقد أن رحلة بايدن ساعدت الوضع العام للنظام الصهيوني؟

 الموضوع ليس تعليق آمال فالعدو الصهيوني وأمريكا وجهان لعمله واحده ولم ينكر بايدن ذلك عندما  التزم بامن اسرائيل وضمان  قوتها وأعلن صهيونيته في اكثر من مناسبه وأعتقد هنا ان أجهزة الاستخبارات الإسرائيليه والأمريكيه قد أخفقوا معا في تقييمهم للحاله العربيه عندما اعتقدوا ان العرب جاهزين للإنخراط في تحالف يضم اسرائيل ضد 
دوله مسلمه 

٢.  كان النظام الصهيوني متورطا بشدة في التوترات الداخلية بين السياسيين في الأشهر القليلة الماضية.  بالنظر إلى دعم أمريكا لأشخاص مثل نتنياهو ، الذي يتولى حاليًا رئاسة المعارضة الحكومية ، هل تعتقد أن بايدن يستطيع مساعدة حل هذه التوترات الداخلية في تل أبيب؟
إن زعماء الصهاينه جميعهم يمينيين وحاقدين على العرب والمسلمين ولا يمكن ان يختلفوا على أمر يتعلق بالعرب والمسلمين وما يحدث بين النخب السياسيه من توترات لا يعنينا كعرب طالماان أهدافهم واحده والمهمة نفسها لذلك نرى مرونه لديهم في التعامل مع ساكن البيت الأبيض سواءا كان جمهوريا او ديموقراطيا.

٣.  بالنظر إلى الطريقة التي تعامل بها القادة السعوديون مع بايدن ، هل تعتقد أن زيارة بايدن للسعودية يمكن أن تحسن العلاقات المتوترة بين الرياض وواشنطن؟

  إن استقبال بايدن جاء وفقا للبروتكول والذي يمثل الحد الأدنى للترحيب  فهنالك استقبالات حميمه حصلت لضيوف السعوديه ممن هم أقل شأنا من بايدن وهذا مؤشر على ان زمن رقص ترمب بالسيف قد ولى وأعتقد أن هذا الاستقبال قد دغدغ الشعوب العربيه وأثلج صدورها لذلك ما كتب داخل المكتوب الذي حمله بايدن أثناء مغادرته السعوديه يمكن قراءته من العنوان فلن يكون هنالك تأثير يذكر للزياره على العلاقات السعوديه والامريكيه سيما وأن السعوديه قد ارتبطت باتفاقيات استراتيجيه مع الصين وروسيا ولا يمكن لها ان تعود للوراء لتضع بيضها في السله الأمريكيه  وتتحمل تبعات ذلك.

٤. وأعلن عادل الجبير ، في لقاءاته الإعلامية ، موقف السعودية من تطبيع العلاقات مع النظام الصهيوني.  إلى متى تعتقد أن هذا الموقف من الرياض سيبقى على حاله؟

أعتقد أن موضوع تطبيع السعوديه مع الكيان الصهيوني أمرا محسوما بالنسبه للقياده السعوديه ولن يكون هنالك تطبيع خارج المبادره العربيه وحل القضيه الفلسطينيه وعودة القدس لهذه الأمه وما يجري هو مجرد محاولات 

٥. وأثناء زيارة بايدن للسعودية اعترف مسؤولون في الرياض بعدم التوصل لاتفاق مع واشنطن بخصوص إنتاج النفط ، القضية التي كانت الهدف الرئيسي لبايدن.  كيف تحلل حضرتك هذه النتيجة؟

  إن القياده السعوديه تبدو أكثر حكمه في هذه المرحله وترجح مصالحها بشكل ملموس وتعلم جيدا من تجاربها بأن امريكا اعتادت على أخذ كل شيء بينما لا تقدم اي شيء للعرب والشواهد على ذلك كثيره وقد  تأكد ذلك بعد ان عاد بايدن بخفي حنين ولولا حاجة امريكا للتفط السعودي لما كانت هذه الزياره  

٦. وشاهدنا في الاجتماع في جدة خطب القادة الحاضرين باستثناء مسؤولي الإمارات وعمان.  ومن بين هؤلاء ، كان بايدن الوحيد الذي كان له كلمات قاسية ضد إيران.  بينما لم يكن لموقف الدول العربية مثل هذا الموقف وأرادت مشاركة إيران في العمليات الإقليمية.  هل تعتقد أن واشنطن ستنجح في تشكيل تحالف ضد إيران؟

أعتقد أن طرح الزعماء العرب جاء متناقضا مع ما طرحه الرئيس بايدن وفيما يتعلق بالإمارات وعمان فربما جاء على صيغة صمت لأن هذه الدول لديها وجهات نظر متقاربه مع ايران وترتبط بعلاقات وديه معها وقد سمعنا مؤخرا عن  بدء رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بين ابو ظبي وطهران وفي هذا الصمت بلاغه واضحه ورساله للأمريكان ربما خيبت آمال الخارجيه الأمريكيه الجهه المنسقه للزياره وقد نرى في ذلك غزلا واضحا بين هذه الدول وإيران وقد تعكس الأيام القادمه أشكالا جديده لهذه العلاقه وهذا دليل قاطع على فشل أمريكا في تشكيل اي تحالف يضم العرب واسرائيل ضد إيران ومؤشر على ان العرب يعرفون ان عدوهم هو اسرائيل وليس إيران وان الخلافات العربيه الإيرانيه ممكن التغلب عليها من خلال المفاوضات وربما تشهد الأيام القادمه حقبه جديده من علاقات حسن الجوار بين ايران والدول العربيه