إيران وزيلنسكي ودويلات العرب!!


كثيرة هي أوجه الشبه بين أوكرانيا التي يقودها اليهودي زيلنسكي المتماهي مع إسرائيل وحلف الناتو، ودويلات الخليج التي ترى أنها لا بد أن تحظى بمعاملة الطفل المدلل للاستكبار العالمي وأنها لا بد أن تفلت من العقاب مهما ارتكبت من أفعال وجرائم وأن تتصرف وفق ما تراه مصلحتها وحدها دون أن تراعي مصالح جيرانها الأقربين.
زيلنسكي قرر الانضمام لحلف الناتو ولم ير أي غضاضة في نصب صواريخه على حدود روسيا باعتبار هذا حقا من حقوق السيادة وكذا دويلات الخليج التي تغص بالقواعد الأمريكية حيث لم تكتف بذلك  بل جاءت بإسرائيل ومنحتها قواعد استخبارية في استفزاز واضح للجارة إيران!!.
فارق هام بين دويلات الخليج وأوكرانيا وهو أن الأخيرة يزيد عدد سكانها عن أربعين مليون نفس كما أنها تمتلك كوادر وقدرات تقنية لا يملكها الخلايجة الذين يشترون كل شيء من الإبرة للصاروخ!!.
لا يستطيع الجار حتى وإن كان قويا فما بالك إن كان ضعيفا ومعتمدا على الدعم الخارجي أن يتجاهل حقوق جيرانه في الأمن ولا في الشراكة الاقتصادية وأن يواصل التصرف على أساس أنه السيد الوحيد وكل من عداه من العبيد.
الأمن الذي تنشده دويلات الخليج مبني على أساس حقهم في العلو على جيرانهم فضلا عن شعوبهم وتجاهل حقوق هؤلاء مثلما يجري في دويلة البحرين ناهيك عن العزو الهمجي والعدوان البربري على الشعب اليمني الذي هو مكون أصيل من مكونات الجزيرة العربي.
المزحة السمجة التي يرددها هؤلاء أن إيران الفارسية لا يحق لها التدخل في الشئون العربية بينما يحق لليهود قيادتهم ربما لأنهم عرب أقحاح!!.
الغريب في الأمر أن عرب الخليج يسعون لتأجيج النزاع عبر تشكيل حلف عسكري مع الكيان الصهيوني ولا نعرف هل سيكون حلفا دفاعيا يتصدى لغزو إيران محتمل أن سيكون حلفا هجوميا يسعى لإشعال فتيل حرب لم ولن يتمكن الصهيوني من شنها بمفرده خاصة مع الاعتراض الأمريكي على شن هذه الحرب.
أغلب الظن أنه سيكون حلفا استفزازيا لإيران على الطريقة الأوكرنية وساعتها لن ينفع الندم.
الذين قبلوا بالمشاركة في هذا التحالف كان عليهم مراجعة تجربة الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت ثمانية أعوام وأدت إلى عديد النكبات والمصائب.
لو حدثت هذه الحرب فمن المؤكد أن الصهيوني سيتخلى عنهم  ويتركهم لمصيرهم مثلما تركوا البائس زيلنسكي واكتفوا بإدانة روسيا ويبدو أن الأمور تسير في هذا الاتجاه.
(وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) إبراهيم22.