قراءة في نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية وانعكاساتها في الداخل الإيراني وعلى الصعيد الإقليمي والعالمي.



هذا التقرير يضمن آراء المحللين لمجموعة معهد طهران للأبحاث و الدراسات الدولية، في حلقة نقاش ليوم الثلاثاء موافق ٢٠٢١/٦/٢٢ الي اعتمدت علي المحورات التالية:
المحور الاول. نتائج الانتخابات في الداخل الأيراني
منذ بداية فوز السيد ريسي في الانتخابات الإيرانية، بدأت وسائل الإعلام الغربي بمهاجمة شخصيته. التهم المتعلقة بحقوق الإنسان والشخصية المتشددة له وحقوق المرأة من أهم التهم الموجهة إليه.. هل هذا رأي الإيرانيين أيضا و هم يوافقون؟ ما مدى فعالية هذه الدعاية السلبية؟
المحور الثاني. انعكاس الانتخابات الايرانية في المنطقة.. لاحظنا أن الدول المتعاونة مع إيران و شعوب محور المقاومة رحبت بفوز السيد ريسي.. فيما تواجه اسرائيل اياما صعبة في المستقبل لهذا السبب. كيف سيكون مستقبل علاقات إيران مع الدول العربية؟ بالنظر إلى أن السيد رئيسي أعلن أمس عن استعداده لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين إيران والمملكة العربية السعودية
المحور الثالث. نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية علي الصعيد العالمي.. كيف سيكون مستقبل العلاقات الإيرانية الأمريكية؟ في حين أن بايدن لا ينوي رفع العقوبات وأن السيد ريسي مايريد مقابلته.. كيف نستطيع نتحدث عن مستقبل الاتفاق النووي والعلاقات الايرانية الأروبية؟ هل ستعزز علاقة إيران مع الشرق (صين وروسيا) بدلاً من التعاون مع الغرب؟

د. سلام الربيعي بين: "يعتبر فوز السيد رئيسي انتصارا لامتداد الثورة الاسلامية في ايران وان العمق الفكري والايدلوجي الذي يتمع به السيد رئيس يعتبر صمام امان وحماية لمكتسبت ماحققته الثورة في السنوات السابقة وهو من الرجالات المعتمد عليهم من قبل المرشد الاعلى وقيادة الجمهورية الاسلامية لذلك شكل خطر واحباط للقوى المعادية فكريا وعقائدي في المحيط الداخلي الايراني والمحيط الاقليمي والعالمي اما بالنسبة للقوى المؤيدة يعتبر نصرا كبيرا للاسلام المحمدي الاصيل والتشيع بوجه الخصوص. وان ما ارعب الصهاينة والامريكان وعملاؤهم في المنطقة التقدم والتطور الكبير في المجالات العسكرية والصناعات الحربية ووسائل الحرب السيبرانية وتماسك قوى الخير في الداخل والتفافهم حول قيادتهم والمرشد الاعلى سماحة اية الله العظمي السيد الخامنائي دام الله ظله وتحويل الحصار الاقتصادي الى نصر وانجازات كبيرة على كافة الاصعدة واحتلال الجمهورية مكانة علمية متقدمة والنصر الكبير الذي حققته المقاومة الفلسطينية ودك حصون الشر في عقر دارهم وفضح النمر الكارتوني على حقيقته في حرب الايام الاخيرة الذي تحقق بفضل الدعم العسكري والمعنوي للجمهورية إيران الإسلامية.

اوضح الأستاذ يونس الكعبي:" يمثل فوز الرئيس ابراهيم رئيسي انعطافا مهما في السياسة الايرانية داخليا وخارجيا، وياتي انتخاب شخصية قوية مثل رئيسي نظرة مستقبلية لشكل الدولة القادمة فالمرحلة تتطلب شخص قوي يستطيع توحيد الجبهة الداخلية والعبور بايران الى ضفة الامان بعد سنوات الحصار الظالم والضغط الذي تعرضت له الجمهورية الاسلامية. وما هذه الحملة التي شنت ضد الرئيس المنتخب الا نتيجة التخوف من السياسة الجادة والخطوات الواثقة التي سبخطوها فالجميع تقريبا يعرف شخصية الرئيس رئيسي ويعرف صلابة مواقفه وبالتالي يحاولون الضغط عليه اعلاميا ولكن العارف بالسياسة الايرانية يعرف ان هذه الضغوط لن تغير كثيرا من مسار السياسة الايرانية فطالما تعودت ايران على مثل هذه الحملات الاعلامية وتعرف كيف تتعامل معها. بل بالعكس وجود شخصية قوية على راس الرئاسة في ايران سيدفع الى انهاء الكثير من الملفات العالقة خصوصا الملف النووي وحرب اليمن والوضع في سوريا والعراق، كذلك هذا التوجه بعد الاتفاق النووي الذي سيحسم قريبا بفضل هذا الفوز سيعزز الشراكة القادمة لايران مع الصين وروسيا ليشكلوا محورا مهما يستطيع الوقوف امام الهيمنة الامريكية في المنطقة خصوصا بعد التقارب الاخير مع السعودية ونية امريكا سحب قواتها من الشرق الاوسط
ببساطة هناك خارطة سياسية جديدة تتشكل محورها الاساسي ايران لانها ستخرج قوية من ازمتها وستكون محور الاستقرار في المنطقة."

اشار د. هيثم الخزعلي بأن:" بالنسبة للإعلام الغربي وجزء من الاعلام الاقليمي وأكثر من ٢٠٠ مؤسسة اعلامية أدارت بروبكندا ضد الانتخابات في الجمهورية الإسلامية اولا وضد السيد رئيسي ثانيا، حتى أن بعض مواقع الصهاينة في الولايات المتحدة تسميه قصاب إيران،  ومورست حرب نفسية ودعائية على الشعب الإيراني من أجل ثنيه عن خياراته الوطنية، الا ان نسبة المشاركة ونتيجة الانتخابات اثبتت ان الشعب الإيراني اكثر وعيا من ضباط استخبارات العدو وحربهم النفسية. اما فيما يتعلق بعلاقة إيران مع دول المنطقة فأعتقد آن مجيئ السيد رئيسي سيوطد علاقات محور المقاومة ودول الممانعة مع إيران، كما أن باقي دول المنطقة التي تشاهد انحسار الوجود الأمريكي وهزيمة الكيان الصهيوني ستسعى للتقارب مع كل محور المقاومة وأوله إيران، وهذا ما يخطط له السيد رئيسي عبر طرحه عودة العلاقات مع السعودية، مع ان هناك مفاوضات حدثت بين كل من السعودية والإمارات والاردن ومصر مع الجمهورية الإسلامية وكل على حدة. فيما يتعلق بعلاقة إيران مع الولايات المتحدة فلن إيران تمتلك قوة ضغط كبرى وهي.. الاتفاقية الإيرانية الصينية.. التي تعني وصول الصين بمشروعها على مشارف العراق وتحول إيران لحليف رسمي للصين وروسيا وهذا ما تحاول الولايات المتحدة تأخيره عبر اعلان رغبتها بالعودة للمفاوضات.. وادارة هذا الملف مع ملف الاستثمارات للدول الاوربية هو ما سيتحكم بنصير المفاوضات.
واعتقد ان إيران ستعزز علاقاتها مع الصين وروسيا اقتصاديا وعسكريا وهو ما سيضعف نفوذ الغرب في منطقة غرب اسيا. مع الاخذ بنظر الاعتبار حسابات المصالح المشتركة والتباينات."

كما بين د. قاسم بلشان التميمي:" إجراء الانتخابات الإيرانية تحت ضغوط دولية شديدة  تعتبر خطوة كبيرة وقوية في الاتجاه الصحيح لمسار طهران هذه الخطوة توصلت رسالة إلى العالم بأن ايران متماسكة  وتمارس دورها كدولة قوية في المنطقة إضافة إلى نسبة المشاركة في الانتخابات والتي وصلت الى ما يقارب  ٥٠/ بالمئة وهي نسبة تمثل في الحسابات السياسية أن هناخك وعي جماهيري وثقة لدى الناخب بحيث توجه إلى صناديق الاقتراع وهو كله أمل وثقة في ممارسة هذا الحق الانتخابي والذي يقابله في العديد من دول المنطقة نظام ترشيح الرئيس أو الملك أو الأمير الأوحد. الانتخابات الإيرانية الأخيرة بعثت رسالة إلى المجتمع الدولي وخصوصا اميركا  مفادها أن الأمة الإيرانية حية وتعرف كيف تجاري وتواكب الامم الأخرى وهذه الرسالة من الشعب وليس من الحكام وهو أمر قوي ومؤثر جدا على الصعيد السياسي وعلى الساحة الدولية."

اوضح الأستاذ قاسم الغراوي: "نجحت جمهورية ايران في ترسيخ القيم الديمقراطية وانتصرت في ظل الحصار والتحديات الدولية والاقليمية لثباتها على القيم التي امنت بها ومواقفها الانسانية كدولة تجاه قضايا الشعوب بوقوفها ضد الاستكبار العالمي اولا ولصلابة مواقفها تجاه الاخطار والتوترات والمواجهات. انتصرت ارادة الشعب وبهذا النصر لن يكون هناك تغيير في ثوابت جمهورية ايران الاسلامية او المساومة عليها مهما كلف الثمن واعتقد بان تغيير الرئيس لن يحدث انقلابا في السياسة الخارجية او تغيرا تجاه الاحداث والمواقف الدولية فالسيد ظريف قاد العلاقات الخارجية بامتياز في ظل اكثر من رئيس وهو مؤمن بثوابت البلاد
السيد ابراهيم رئيسي الرئيس الجديد خياراته معدودة افليميا ودوليا وهي السياسة الثابتة لايران الاسلامية اقليميا اكدت طهران حرصها دائما على اقامة علاقات طيبة مع دول الجوار ومنها الخليجية والسعودية بالذات وهذا ماصرح به الرئيس الجديد  اما دوليا فان اي تعارض مع حقوق الشعب الايراني ومحاولة حصاره او تركيعه يعد خط احمر. لا اعتقد هناك تغير كبير في مواقف الرئيس الجديد فايران لم تغير من مواقفها تجاه المقاومة والارهاب والصهاينة ولن تفرط في حقوقها وهي جادة للوصول للتكامل الاقتصادي والتنافس مع الدول الكبرى واعتقد انها تميل في علاقاتها الايجابية مع الصين وروسيا في معسكرها ضد امريكا والصهيونية.. نتمنى ان تتحقق اهداف الشعب الايراني تحت  قيادته الجديدة التي اختارها يمقراطيا متحديا كل التحديات فحقق الانتصار."

بين أيضاً الأستاذ محمود الهاشمي:" لم ينشغل الاعلام الاجنبي كثيرا بالتكهنات والتوقعات التي ممكن ان تحدث في ايران بظل رئاسة السيد ابراهيم رئيسي ،على الرغم تصنيفهم له ب(المتشدد) او من (المحافظين ) والسبب يعود ان الجمهورية الاسلامية ومنذ اربعة عقود ،لم تتأثر بنوع الرئيس الجديد و فريق عمله بالشكل الذي يحدث في بلدان عديدة، وكأن مصير البلد محكوم بنوع الشخصية التي ستأتي وتستلم ادارة الحكومة على مدى فترة الحكم المقررة بالدستور. ان واحدة من نجاحات الثورة الاسلامية بايران التزامها بمواعيد الانتخابات فقد اجرتها في اصعب الظروف وهو دليل احترامها للزمن والقدرة على تجاوز كل التحديات. خلال فترة ادارة السيد روحاني لدورتين لم تتوقف يد العمل بدعوى امكانية التفاوض ورفع العقوبات بل واصلت مؤسسات الدولة عملها وكأن المفاوضات متوقفة او (غير ناجحة) فيما تم افتتاح العشرات من المصانع والمشاريع العملاقة خلال هذه الفترة ،وهي الوسيلة الفاعلة لتقوية عضد المفاوض ايضا. على مستوى الخارج فان السياسة الخارجية ثابتة (استقلال القرار، الاكتفاء الذاتي ،رفض الاعتراف بالصهيونية والعمل على ازالتها من المنطقة ،الوقوف مع حركات التحرر والمقاومة ،الانفتاح على دول المنطقة بالشكل الذي تعتمد على امكانياتها دون تدخلات خارجية، فيما تعمل الجمهورية الاسلامية على العمل بالتكامل الاقتصادي والامني للمنطقة). ليس هنالك في اجندة الجمهورية الاسلامية ان تغير من هويتها الاسلامية لانه الاساس الذي بنت عليه تجربتها وبه استطاعت ان تصمد وتبني وتعمر وان توسع من رقعة نفوذها، كما ان مؤسساتها بنيت على هذه (الهوية)."

بين في الآخر الأستاذ محمدفخري المولى:" ارتقاء السيد ابراهيم رئيسي سدة الرئاسة والقرار سيؤثر وسيتاثر المحور الإقليمي الاسيوي بما سنشهده من تغيرات كثيرة وكبيرة وأولها تغير الخارطة السياسية للمنطقة السيد رئيسي يعلم أن هناك سبب مهم هو وجهة نظر بايدن باتجاه المنطقة والأمر ليس مخفي او بسر فآخر اتصال بينه وبين بن سلمان أوضح ذلك جليا نحن غير ملزمين بوعود ترامب ومنها طبعا الحماية والدعم والرؤى المستقبلية طبعا التفاصيل العسكرية واضحة ونا يحدث بالمنطقة  ليس انسحاب بل إعادة ترتيب الأوراق الصين بالشرق الأوسط هي من تتمدد اقتصاديا لجذب او التقرب من دول المنطقة هي مارد اقتصادي وليست مارد سياسي او عسكري عكس رؤية وطريقة روسية بالمنطقة لذا بايدن بدء ينظر للأمر بطريقة مختلفة مستقبلية مبنية على نزع مواضع التوتر صوريا ليهيء العقل الجمعي للقادم. محور المقاومة خط أحمر للسيد هنا سيكون تمييز بالكلمات واستثمار الهدوء النسبي الذي يخدم  الدعم اللوجستي ولن يغير المعادلة العسكرية بالمنطقة. خلاصة مما تقدم سبتجه السيد رئيسي  للتهدئة مع تغير طفيف بالسياسة الخارجية مع المحافظة على الدعم الاستراتيجي برؤية أخرى وصولا  لتخفيف الحصار الاقتصادي ورفع مستوى التعاملات بشكل معلن امر ان وصل اليه سيتغير المشهد الشرق اوسطي اولا ثم الخليجي ثم بلاد الشام لينتهي باحد اجزاءه باستقرار ليبيا وأفريقيا. هذه معادلة المستقبل المكتوب وغير المكتوب وما ستتمخض عنه من أفعال لا أقول وفق الحوارات الجانبية ان سارت بمنهج ورؤية عربية إقليمية إسلامية معتدلة. تغيرت سياسة امريكا بالمنطقة بصعود بايدن وستتغير سياسة الحكومة الصهيونية بتغير حكومتها وستستمر الجمهورية بمسيرتها بوجود السيد رئيسي ذات البعد الاستراتيجي لتنتهي الجولة عند السعودية المستعده للتغيير لانها تعلم الخليج لا يتحمل تماس جديد  وازمات مستعصية وأوضاع محتقنة. مرحلة التصحيح اقتربت وفق موازين القوى الناعمة والصلبة الجديدة وسيثبت الشعب الإيراني بوحده قراره واختياره الصحيح انه بالاتجاه الصحيح."