فما حدى مما بدى


تبنى الحراك الجماهيري في تظاهراته اهم المطالب وهي تغيير نظام الانتخابات ، وتغيير المفوضية والانتخابات المبكرة ، واقالة الحكومة وتحققت هذه المطالب باسناد البرلمان باعتباره ممثلا عن الشعب وايدت جميع الكتل الانتخابات المبكرة باعتبارها السبيل للخلاص من الازمة التي تعصف بالبلاد.

 وقد  تابعنا هذه الايام انسحاب بعض  الكتل او شخصيات من هذه الانتخابات في الوقت الذي ايدت فيه هذه الكتل ( المنسحبة) الانتخابات  المبكرة . 
 ونود ان نسلط الضوء على هذه الانسحابات ومدى تاثيرها على الانتخابات المقبلة 
 بعض هذه الكتل اصلا غير مسجلين وغير مشتركين ومقاطعين اساسا وليس لهم ثقلا جماهيرا ولاتمتلك ذلك التاثير او صناعة راي معارض للانتخابات امثال :
حزب المنبر العراقي ، حزب المصير الوطني ، تحالف الحركات المدنية ، تنسيقية رسالة معتصم ، حراك موطني ، حق مجلس تشرين المركزي ، الحراك  المدني المستقل ، مستمرون تجمع السلام والتقدم 
تجمع القبة البيضاء ، الملتقى الوطني للمسائلة  والعدالة والكثير ممن على هذه الشاكلة .

 الكثير من هذه الكتل والاحزاب السياسية  الجديدة لم يسجلوا اساسا  فمقاطعتهم  لا داعي لها ولن تؤثر لسبب ؛  ان " ابناء شعبنا" هم من طالب بأنتخابات مبكرة، وفق قانون انتخابي جديد وبأدارة مفوضية جديدة وبأشراف حكومة مستقلة، كل هذا تحقق قبل عام ، والاستعدادات على قدم وساق،كما اكدت الكتل السياسية الكبيرة في اجتماع مع رئيس الوزراء ورئيس البرلمان على اهمية اجراءها في الوقت المحدد والتعبئة والتثقيف مستمر على قدم وساق بهذا الاتجاه .

 الاحزاب العريقة جزء من العملية السياسية ولها امكانيات واموال وتتصدر المشهد السياسي وهي من تتحمل الاخفاقات والنجاحات ، واصبحت جزء من تاريخ العراق السياسي (رغم ان لنا تحفظات عن اداءها) وهي تعمل بجد لكسب نتائج الانتخابات ل صالحها حتى ومع تغيير قانون الانتخابات .

اما جبهة الحوار الوطني وفائق الشيخ والحزب الجمهوري وغيرها فقد اصبح من الصعب الحصول على اصوات لتغير قانون الانتخابات لكونهم لايمتلكون قاعدة شعبية عريضة كما هناك احزاب تحت مسميات مختلفه تتاجر باسم الحراك لاتمتلك مقومات حزب كادارة وامكانيات  ومكاتب وقاعدة شعبية ولم تسجل حتى في المفوضية وستكون فاشلة حتما لذا اعلنت المقاطعة مسبقآ .
اما بالنسبة للحزب الشيوعي فهو حزب عريق لكنه لم ينسحب بطلب رسمي الى مفوضية الانتخابات
  
اكثر التيارات المؤثرة والفاعلة هو التيار الصدري الذي اعلن انسحابه من الانتخابات على لسان السيد مقتدى الصدر  لاسباب سياسية وفنية وتنظيمية تخص التيار وعدم رضاه عن اتباعه مع هذا لازالت الفرصة مؤاتية لعودتهم  لسببين:
الاول : لم يتم الانسحاب رسميا ولم تسجل المفوضية ذلك ولازال المرشحين يتحركون نحو ناخبيهم
الثاني : هناك لجنة حكومية وحزبية شكلت لاقناع المنسحبين للعدول عن قرارهم

غالبية هذه الكيانات والاحزاب ليس لها وزن ولا قيمة اجتماعية بل اغلبها باسم شخص واحد او اثنين ليس الا
المفارقة ان اغلب هذه الاحزاب هي من متظاهري تشرين !! والمطالبين بالانتخابات المبكرة 
 . فما حدى مما بدى