هذا ما فعله حz ب الله الإرهابي


المسلحون يحاصرون القرية ولا يمكننا الخروج منها، وقد أحرقوا كنيسة الروم وخربوا مزار العذراء ونهبوا وخربوا الأديرة، لكني سأقدم نفسي فداء لبلدنا الحبيب سوريا…
هذه المقدمة المرعبة هي مقتطف من رسالة من أصل ثلاث رسائل كان تركها الأب الفرانسيسكاني “فرانسوا مراد”، راعي “دير سمعان العمودي” في قرية الغسانية في ريف محافظة إدلب، قبل إعدامه بقطع رأسه بالسكين، فجر يوم الأحد في 23 عام 2013، من قبل العصابات الوهابية السلفية، التي دعمها الكثير من الدول التي أنتم اليوم تدافعون عنها.

ورغم أن الرسائل موجزة، ولا يتجاوز كل منها بضعة أسطر، إلا أنها تكشف حقيقة ما كان يتعرض له المسيحيون من إرهاب الحركة الوهابية.

الرسالة الأولى كان وجهها مراد إلى راعي أبرشية الحسكة نصيبين (شمال شرق سوريا) للسريان الكاثوليك، المطران بهتان هندو، بتاريخ 18 كانون الأول/ ديسمبر 2013، وقال فيها “سيدنا، نحن في خطر… ومهما فعلوا، فلن يتمكنوا من إيماننا المبني على صخرة المسيح… وتأكد أنني سأقدم حياتي بكل طيب خاطر من أجل خير الكنيسة والسلام في العالم، وخصوصا من أجل بلدنا الحبيب سوريا”. وأضاف “نحن في خطر، لا يمكننا الخروج من القرية، ولا يمكن أحدا الدخول. قاموا بالاعتداء على الكنائس والرموز الدينية. كل يوم يختفي واحد منا، ولا أدري متى يأتي دوري. في كل الأحوال، أنا مستعد للموت، ولتتذكر كنيستي أنني قدمت حياتي بفرح من أجل كل مسيحي في هذا البلد الحبيب. صلوا من أجلنا”.

أما الرسالة الثانية فمؤرخة في 25 شباط/ فبراير 2013. وجاء فيها “الأحداث تتسارع، وأظن أننا دخلنا المرحلة المهمة من جهادنا. بعدما أحرقوا كنيسة الروم، وخربوا مزار العذراء للاتين، ونهبوا وخربوا الدير عندي وعند البروتستانت، وكسروا وأحرقوا كل الرموز الدينية في القرية، وكتبوا عبارات فيها إهانات لديننا، يحاولون الآن مضايقتنا. ولكن مهما فعلوا، فلن يتمكنوا من إيماننا المبني على صخرة المسيح. وإن شاء الله أن يمنحنا النعمة لنبرهن عن صدقية حبنا له وللآخرين. تأكد أنني سأقدم حياتي بكل طيب خاطر من أجل خير الكنيسة والسلام في العالم، وخصوصا من أجل بلدنا الحبيب سوريا”.

أما الرسالة الثالثة فقد أرخت بتاريخ 17 آذار/ مارس 2013، وجاء فيها: “تمضي الأيام ببطء، وكل يوم أحلك من الذي قبله. فما أن يطل النهار، حتى نبدأ بالبحث عن مكان آخر يحمينا من القصف. وفي الليل نحاول أن نكون يقظين، خوفا من الذين حللوا لأنفسهم المسيحي وماله. ولكن مع كل هذا الظلم، أتلمس حضور الشمس السري. وكل ما أرجوه من الله أن يهزم حضوره العتمة التي هي سبب ما وصلنا إليه. صلوا من أجلنا”.

هذه الرسائل الثلاث تجعل من الضرير يبصر، ومن الأصم يسمع، ومن الصخر أن يفهم ويلين ويعرف، أن ما فعله حz ب الله الذين يطلقون عليه الإرهابي، هو أنه حمى المسيحيين والأقليات من الإرهاب الوهابي المعروف مصدره وتمويله وإداراته، ولولا حz ب الله والجيش السوري وايران، لكان مصير الأقليات في المنطقة هو ذات المصير الذي لحق بالمسيحيين في سوريا والعراق وحتى في أفريقيا.

هل فهمتم الآن لماذا الفاتيكان دائما يدعو للحوار مع حz ب الله، لان الفاتيكان لديها آلاف الرسائل التي تصف وتصور ما تعرض له المسيحيون من الإرهاب الوهابي التكفيري، وكيف كان يستشهد شباب حزب الله دفاعا عن المسيحيين.

أنتم تصدقون حفنة من المجرمين المجانين المرتزقة، الذين يقبضون ملايين الدولارات من أجل قتال حz ب الله من خلال قتلكم وقتلنا وتهجيركم وتهجيرنا، ويوهمونكم أنهم قادرون على حمايتكم من التكفيريين، وهم عند أول تفجير إرهابي يغادرون الوطن ويتركونكم ويتركوننا جميعا لمصيرنا المرعب، هم لديهم قصورهم وشركاتهم وجنسياتهم وأموالنا التي سرقوها منا وهربت للخارج، نحن ماذا لدينا، حتى أن استقبلكم الغرب لستم إلا أرقام على دفاتر الأمم المتحدة، تنتظرون من يتعطف عليكم.

استيقظوا، دعونا نكون يدا واحدة، وقلبا واحدا، ننشد معا سلام يا مهدي مع قرع أجراس الكنائس، دعونا نستمع بكل الحب إلى فيروز وأغنية أخبرني العندليب، دعونا نعيد إحياء كلمات وديع الصافي على مهلك يا مروان، على مين تارك أرضك وأهلك.

هؤلاء الذين يحرضون ليلا نهارا اللبنانيين على بعضهم، هم مصابون بأمراض وعقد نفسية خطيرة، هم يكرهون حتى أنفسهم، لماذا علينا أن نشاركهم أمراضهم النفسية، لماذا علينا ان نقتل ابنائنا فلذات اكبادنا، وان نغادر اوطاننا، ونترك حقول اجدادنا، وهذه الصباحيات الجميلة والمشاركة في الافراح والاتراح، من اجل حفنة من اناس مريضة، تعتاش فقط على الدماء والدمار والخراب.

هم يعملون على تدمير لبنان، ويقبضون ثمن تحريضهم، أنتم ماذا تقبضون، لا تسمحون لهم بخداعكم، هم مجرمون ارتكبوا أفظع الجرائم ويعلمون أنهم لا مكان لهم في ملكوت السموات، لماذا تريدون أن تكونوا معهم وأنتم لم ترتكبوا الخطايا، هم يريدون أن يحولوكم مثلهم مجرمين قتلى تعيشون على حبوب الأعصاب والمهدئات، لماذا تريدون هذا العذاب لضميركم.